• الصلاة القادمة

    العصر 13:46

 
news Image
منذ ثانية واحدة

3- ما قبل الإخوان الإرهابيين..

وقد نشأنا فى مدارسنا الابتدائية على أن المعلمة لا يليق أن تضع على رأسها غطاء للشعر والأمر العادي والمألوف أن يكون الفستان قريبا من الركبة وليس غريبا أن تنكشف أجزاء كبيرة من الجسم ...

 وقد حكى لنا مدرس كبير السن فى الثانوية العامة أنه ظل سنة كاملة فى سنة 1969 يحاول إقناع الطالبات فى الثانوية بنات ارتداء إيشارب على الرأس فلم تستحب له إلا طالبة واحدة . كان ذلك موجودا فى الشوارع والمدارس كما كان موجودا فى الأفلام السينمائية. وكانت قصص الحب المعلنة التى يعرفها الجميع بما فيهم الأهل أمرا عاديا .

وكانت السينما فى أوج انتشارها وكان تقليد النجوم والاقتداء بهم فى كل شيء وأذكر أنه كانت هناك حالات انتحار ومحاولات انتحار بالعشرات وفى الأرياف عند وفاة عبد الحليم حافظ .

وكان بيع الخمور وحملها علانية أمرا عاديا . ولا زلت أذكر مشاهد فى الأرياف لأناس وهم عائدون يتطوحون من المقاهي . فلا يخجلون ولا يستترون ولا يرى أحد ذلك شيئا غريبا.

وقد ضربت موجات الإلحاد مصر فى الستينات والسبعينات حتى أصبح الصديق يقابل صديقه ليقول له بكل هدوء . أنا ألحدت . أو فلان ألحد ...

وكانت هناك شوارع معروفة لبيوت الدعارة ...

ولم يكن يمر عرس فى القرى إلا فى حضور الراقصات . وأذكر أننا فى بداية الالتزام فكرنا فى قطع أسلاك الكهرباء عن مسرح فى الشارع به راقصات فنهرنا إخواننا بأنه ليست هذه هى الطريقة وإنما علينا إنهاءها وقتلها فى قلوب الناس .

فى هذه الأجواء بدأ الإخوان بالمدارس الثانوية والجامعات والمساجد والشوارع ليمارسوا الدعوة إلى الإسلام الصحيح . فيقابلهم البعض بالشكر والبعض بالإساءة . يتحملون سخافات الناس والمخاطر الأمنية التى كانوا يعيشون على وقعها وسيرتها ليل نهار .

من قال إننا فشلنا . ومن قال إن جهودنا ذهبت أدراج الرياح . فأين تذهب كل هذه الانتصارات على نفوس الناس وشياطينهم ونفوسنا وشياطيننا وأين تذهب كل هذه المواجهات للباطل وضربنا له حتى أوجعناه وماذا تعنى جولة خاسرة سرعان ما نقوم بعدها إن شاء الله بالنسبة لتاريخ نجاحنا الطويل . إن كنا قد خسرناها فعلا  .

 وللحديث بقية .

 

أضف تعليقك