لم يصدق أهالي قرية «السنانية» أنفسهم ، وهم يشاهدون امرأة ضاق بها الحال ، وعضها الفقر بأنيابه ، واستبد بها الجوع ، حتى وصل الأمر لعرض طفلها الرضيع للبيع،وقفت السيدة أعلى كوبري عبد المجيد، بدمياط، وعرضت على المارة شراء الطفل مقابل 100 جنيه تطعم بهم أطفالها الآخرين .
على الفور أخطر عدد من الأهالي قوات الشرطة ،وتحركت قوة أمنية لكشف ملابسات الواقعة، وأمرت الشرطة بإحالة المرأة لمستشفى الأمراض النفسية للكشف على قواها العقلية وتحرير محضر وأخذ أقوال الشهود، حيث دلت التحريات الأولية أن السيدة تمر بظروف مالية صعبة ولم تستطع إطعام أسرتها منذ أيام ..
من حق الشرطة طبعا تحويل المرأة لمستشفى الأمراض العقلية ، فأن أبيع طفلي لاشتري طعاما ، هو ضرب من الجنون ، لكن حينما نعلم أن تلك المرأة التي أرادت بيع طفلها ، قدمت بلادها قبلها بيوم واحد 20 مليون جنيه للاعب كرة ، كي يأتي في زيارة لها عدة ساعات ، فيجب علينا قبل تحويلها للمستشفى ، أن نحول من هو أولى منها بالكشف على قواه العقلية ، من أوصل هذه المرأة والملايين مثلها لهذا المصير ، من أهدر المليارات من ميزانية الدولة ، واتخذ قرارات اقتصادية كارثية فجعلها هي و أكثر من 80% من المصريين تحت خط الفقر في 3 أعوام !!
فمن أنفق 10 مليار دولار ، على شراء سلاح من دولة واحدة هي روسيا ، بينما بلغت فاتورة مشترياته من السلاح في 2015 وحدها ، نحو 81 مليار جنيه٬ وذلك من خلال صفقات مختلفة مع كل من فرنسا وبريطانيا وروسيا٬ حتى باتت مصر رابع دولة على العالم في شراء السلاح ، بينما هي باعترافه شبه دولة ، وفقيرة أوي ، وليس لها أعداء ، وعلاقتها مع عدوها التاريخي إسرائيل على يديه صارت أفضل من علاقاتها مع كل أشقائها العرب ،ألا يستحق هذا الكشف على قواه العقلية؟!
من أهدر 33 مليار دولار (ما يزيد عن 260 مليار جنيه وقتها) معونات من دول خليجية ، ولم تبن الدولة في عهده مستشفى واحدة أو مدرسة جديدة ، ولم يتحسن بها قطاع حكومي واحد، بل زادت أوضاعها سوءا ، وكل يوم يصحو شعبها على أخبار الكباري التي تسقط قبل افتتاحها ، والطرق التي تنهار بعد شهرين من تسليمها ،ويقترض للانفاق على شراء السلع الأساسية ، بينما ينفق من ميزانية الدولة 60 مليار جنيه على بناء 11 سجن جديد ، وشيد عدد سجون في 3 سنوات ، تفوق ما تم انشائه في مصر منذ عهد الفراعنة وإلى الان ، ألا يستوجب هذا الكشف على قواه العقلية؟!
من أعلن برلمانه عن فقد 32 مليار جنيه من الموازنة العامة للدولة عن السنة المالية 2014-2015 ، فلا يعرف أحد أين ذهبت ، بينما أعلنت حكومته في ميزانيتها الجديدة 2016/ 2017 عن بند بقيمة 58 مليار جنيه وضعت تحت ما يسمى “مصروفات أخرى” وكأنها (مصروفات نثرية.. شاي وقهوة مثلا ) أو كما أسمتها الصحف (مصروف ايد الحكومة) في دولة يدعو رئيسها في كل مناسبة شعبها (أنه ماياكلش ومينامش) ، ألا يستحق هذا منا الكشف على قواه العقلية؟!
من أهدر 60 مليار جنيه على حفر ترعة جديدة لقناة السويس بدون دراسة جدوى ، وضاعف تكلفتها الحقيقية أضعاف، فقط لينتهي من العمل بها في سنة واحدة بدون سبب يذكر للاستعجال، وحينما انتهت البلا بالفعل من انجازها ، لم يستفد منها الشعب سوى تحقيق القناة لخسائر وتراجع قياسي لايرادتها لاول مرة في التاريخ ، مع ضياع كامل للاحتياطي النقدي للبلاد ، بينما أعلن هو بكل بساطة ، أنه فعل ذلك من أجل رفع روح الشعب المعنوية .
60 مليار جنيه لرفع الروح المعنوية!!!!
ألا يستحق هذا الكشف على قواه العقلية؟!
في دولة تتصدر قائمة دول العالم في الفساد وفي ذيل قائمة العالم في الشفافية والمحاسبة ، محولات الكهرباء تقتل المواطنين في الشوارع ،و 80% من قراها محرومة من «الصرف الصحي» دولة بتضيع الأقمار الصناعية منها في الفضاء ، وفي خلال خمس سنوات ضاع منها قمرين صناعيين هما إيجبت سات 1″ و “إيجبت سات 2” ، دولة تمتلك أفشل منظومة في الأمن وصيانة المنشآت ، وفشلت في إدارة مطاراتها والسكك الحديدية بها ، وأسندت مهمة إدارتهم لشركات أجنبية ،حينما يعلن حاكم تلك الدولة عن إنشاء محطة نووية لإنتاج الكهرباء ، في وقت يفكك فيه العالم محطاته النووية ، وتعاني دولة متقدمة مثل اليابان من انفجار محطة “فوكوشيما” ، حينها تعلن مصر ،عزمها بناء محطة نووية ، وبتكلفة خيالية لم تشهد لها الدنيا مثيلا من قبل ، 25 مليار دولار (ما يزيد عن 300 مليار جنيه ) سيدفعهم ابنائنا وأحفادنا كديون مستحقة بدء من عام 2029 ، اي بعد زوال حكم السيسي وربما زواله هو نفسه من الدنيا، ألا يستحق هذا أيضا الكشف على قواه العقلية ؟
حاكم يطالب شعبه بالتقشف وتقسيم الرغيف (أربع تربع) ، وتركيب لمبات موفرة ، ويتبجح أمام شعبه قائلا : محدش قالكم أننا فقرا أوي!! ثم يشتري هو سرا طائرات رئاسية جديدة فاخرة من فرنسا، بقيمة 3 مليار جنيه ، وبلاده تمتلك اكبر اسطول طائرات رئاسية في العالم ، ويتصالح مع كل الفسدة واللصوص وناهبي ثروات مصر ، ويشتري رئيس برلمانه 3 سيارات مصفحة له ولنائبيه بقيمة 18 مليون جنيه ، وينفق برلمانه ما يقرب من مليار جنيه على رواتب أعضائه ومصروفاتهم ورحلاتهم، ألا يستحق كذلك الكشف على قواه العقلية؟!
يطول بنا المقام ، لذكر أسباب تفرض علينا الكشف على السيسي قبل امرأة دمياط
لكن يبقى أن نؤكد ، في حال إذا ما تم اثبات أن السيسي بكامل قواه العقلية ، وتعمد كل هذا لتدمير البلاد وتخريب اقتصادها وافقار شعبها!! وهو ما حدث بالفعل .
سيتوجب علينا إذن، الكشف عن ماضيه وعلاقته بإسرائيل ، فالمحتل الذي اعترف علنا باستباحة سيناء ، على لسان وزير دفاعه ليبرمان ، ولم يجد ردا يذكر من نظام السيسي ، لن يبق له سوى غرف نومنا ، بعد أن تم افراغ سيناء من أهلها ، وتمهيد الطرق للقاهرة ، حينها ستتحقق نبوءة “آن باترسون” السفيرة الأمريكية في مصر ، و التي بشرت فيها اليهود في ابريل 2013 ، بدخولهم مصر ، بل وترحيب المصريين بهم ، وحملهم على الأعناق ، ليخلصوهم من الجوع والفقر الذي هم فيه، النبوءة التي قالت باترسون أنها بذلت من أجلها جهودا جبارة لتحقيقها ، وبعد أشهر بسيطة منها حدث الإنقلاب.
صدق السيسي حينما قال : أنا عملت اللي عليا يا مصريين ..لكن هل انتم عملتم اللي عليكم؟”
أضف تعليقك