قبل أيام عقدت لجنة الشكاوى بالمجلس القومي لحقوق الإنسان جلسة استماع لأهالي المتهمين في محاولة اغتيال النائب العام المساعد بالقاهرة الجديدة والمتهم فيها 304 أشخاص (لاحظ حضرتك ضخامة العدد) والقضية رقمها 724 لسنة 2016 حصر أمن دولة عليا. وحضر اللقاء عدد من المحامين وبعض من أعضاء المجلس القومي لحقوق الإنسان.
ولاحظت سمات مشتركة في كل الشكاوى التي تقدم بها أهالي المحبوسين ومحاميهم يمكن اجمالها في نقاط محددة:
1_ تعرض جميع المتهمين للاختفاء القسري لمدة تصل لأكثر من ثلاثة أشهر، وعلى سبيل المثال اختفى "إبراهيم عبدالقوي" منذ مايو 2016 ،وأخذ والده يبحث عنه دون جدوى حتى علم في أكتوبر من نفس العام أن ابنه متهم في تلك القضية!! وهذا النموذج تكرر مع كل المتهمين مع اختلاف التواريخ، وقد قام أهاليهم بإرسال العديد من الفاكسات والتليغرافات الي مختلف الجهات دون جدوى الي أن فوجئوا بأسماء أولادهم في القضية.
2_ وتبين أنه خلال فترة اختفائهم كانوا محتجزين بمقرات أمن الدولة وتعرضوا لتعذيب بشع لأجبارهم على الإعتراف بما يريده الأمن منهم ولو لم تكن لهم علاقة بالأحداث ،ثم تصويرهم أثناء الإعتراف لتوثيقه.. وهذا التعذيب ثابت يقينا في حقهم جميعا. مع العلم أن أعينهم كانت معصوبة دوما لعدم معرفة هؤلاء الجناة أو أماكن الاحتجاز.
3_ وبعد ايداعهم السجون قامت إدارة سجن طره شديد الحراسة بالمعروف "بالعقرب" بمنع كافة زيارات الأهالي ومحاميهم ودون إبداء أسباب.
4_ وقامت إدارة السجن بمنع وصول اي شيء إليهم مثل كل أنواع الطعام والملابس الشتوية، وحتى الأدوية تم منعها برغم وجود قرار من النيابة وأذن مكتوب بتسليمها.
5_ رفض إدارة السجن دخول الكتب الدراسية للطلبة، وكذلك رفضها السماح لهم بأداء الامتحانات على الرغم من حصول المحامين على أذن من النيابة.
6_ زيادة حالات الحبس الانفرادي في التأديب لمدد طويلة تصل إلى أكثر من 45 يوما كنوع من العقاب والتعذيب المعنوي والبدني لعشرات من المتهمين في تلك القضية.
7_ رفض طلب بعض المحبوسين إعطاء توكيلات لذويهم للتصرف في أمورهم المالية.
8_ إدراج 42 متهم من هؤلاء ضمن قائمة الـ1530 شخص التي زعم النظام الحاكم أن لهم علاقة بالإرهاب. وفيها ظلم صارخ للعديد من شرفاء مصر.
ومن استعراض ما جرى للمتهمين في تلك القضية يتبين لك مدى الكابوس الفظيع الذي تعيشه بلادي في ظل الاستبداد الجاثم على أنفاسنا ،وكل أوضاع المتهمين في القضايا الأخرى لا تختلف كثيراً عما ذكرته! ولا يمكن استمرار هذا الأمر الي ما لا نهاية وظلم الليل يعقبه طلوع الفجر والعدل.
أضف تعليقك