لا فضل للمسلمين المستضعفين أبدا في الفضائح التي يلحقها الله سبحانه وتعالى يوما بعد يوم بكل مسؤول غربي أو شرقي في أطراف الأرض أو في جانب من جوانبها يظهر عنادا وتكبرا في الأرض وتطاولا على دين الله أو يتخذ من عدائه لعباده سلما يرتقي فيه في الدنيا ، بعضهم يتركه الله بشروره وجرائمه إلى أجل معلوم عنده سبحانه ، وبعضهم يأخذه الله أخذ عزيز مقتدر ليرى البشر أن للكون إلها يدبر ما يجري فيه علاوة على سننه الكونية التي يقدمها يوما بعد يوم لعباده الذين يتفكرون في الخلق ويؤمنون بأقدار الله .
الذين يؤمنون بالله ينظرون إلى ما يجري في الكون على غير ما ينظر غيرهم ، فالذين يؤمنون بالله يدركون أن الله سبحانه وتعالى يدبر كل شؤون الكون بداية مما يجري في ظلمات الأرض من رطب أو يابس وانتهاء بالملكوت الأعلى وكل ما بينهما من قوى صغرت أو كبرت هي بين إصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء .
لقد غفل كثير من المسلمين عن النظر كل يوم فيما يجري في الكون من فضائح وانتقام رباني من كثير من السياسيين الغربيين والشرقيين ممن أعلنوا عداءهم جهارا نهارا لله ودينه وأعلنوا الحرب عليه وآخرهم مستشار الأمن القومي الأميركي الجنرال مايكل فيلين الذي أطاح به ترامب بعد تفجر فضيحة علاقته بالروس قبل تولي ترامب منصبه وهو الرجل الذي اتخذ من عدائه للمسلمين طريقا يتسلق به المناصب حتى وصل إلى أرفع رتبة داخل الولايات المتحدة بعد الرئيس ، وقد وصل به تطرفه وكراهيته للمسلمين أن يصفه كولن باول وزير الخارجية الأميركي الأسبق بأنه «يميني غريب الأطوار» وتصفه صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية في مقال نشرته في 17 نوفمبر الماضي بأنه «معاد للإسلاميين» وقد هاجم الإسلام مباشرة في حوار أجراه مع قناة الجزيرة الإنجليزية في يناير من العام الماضي 2016 حينما قال «الإسلام أيديولوجية سياسية تقوم على أساس الدين».
وقد بدأ فيلين عداءه المباشر للإسلام والمسلمين بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر وخدم في العراق وأفغانستان ويداه ملوثتان بدماء كثير من المسلمين ووصل به تطرفه في عهد أوباما أن أقاله في العام 2012 من منصب مدير الاستخبارات الدفاعية بسبب سلوكياته المتهورة، وصفه كثير من الصحفيين الغربيين بعد اختيار ترامب له نقلا عن زملائه بأنه حاد ضيق الأفق صديق للروس معاد للمسلمين ويمكن أن يثير الفوضى في الشرق الأوسط ، ولم يخف الرجل في حوار أجرته معه صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية كراهيته للإسلام حينما قال «لدينا مشكلة مع الإسلام المتطرف وبإمكاننا العمل مع الروس ضد هذا العدو».
المسلمون الذين يعيشون حالة هزيمة شاملة في هذه المرحلة لم يبد أي من حكامهم نقدا أو رفضا لهذا الكلام وحينما يعجز البشر يتدخل رب البشر حتى يبقى التوازن في الكون وكما أطاح خلال الأسابيع الماضية بكثيرين ممن أعلنوا عداءهم لله تفجرت فضيحة علاقته بالروس فأطاح به ترامب ، لكن ذلك لا يعني نهاية الشر ولكنها عبر لمن أراد أن يعتبر .
أضف تعليقك