ذكرى يوم استثنائي في تاريخ بلادي.. الثاني من فبراير من عام 2011 قبل ست سنوات، كانت معركة الجمل في قلب ميدان التحرير؛ حيث شن البلطجية والفتوات هجومًا ضخمًا على الثوار المعتصمين بالتحرير!.
وبدأت المعركة في الساعة الواحدة ظهرًا وانتهت في السابعة صباحًا من اليوم التالي؛ فهي بالتأكيد أطول معركة في تاريخ مصر! وكنت شاهد عيان عليها ومشاركًا فيها من أولها إلى آخرها ولي الفخر والشرف.
وصمود الثوار في وجه بلطجية مبارك أراها معجزة ربانية بكل المقاييس!! فهؤلاء كانوا يهاجموننا بكثافة وفي موجات متتابعة ومعهم كل أنواع الاسلحة البيضاء من المطاوي والجنازير وغير ذلك! بينما لا نملك نحن سوى الدعاء إلى الله وسلاح الطوب الذي انتزعناه من أرصفة ميدان التحرير بعدما قمنا بتكسيرها! واستطعنا الصمود والثبات بفضل الله ولم يتمكن المعتدون من احتلال شبر واحد من الميدان الشهير الذي كنا معتصمين فيه! كيف تم ذلك؟ إنها كما أخبرتك معجزة ربانية. فلا ندّعي بطولة أو شجاعة.
والقوات المسلحة كانت حاضرة، ومع احترامنا الكامل لها إلا أنها وقفت موقف المتفرج على ما يجري!، وكان مكان ضباط الجيش عند المتحف المصري! ذهبت إلى هناك بعد بدء الهجوم وقلت لأحدهم: لماذا لا تتدخلون وتمنعون هؤلاء البلطجية من الاعتداء علينا؟
أجاب في برود أثار غيظي: ميدان التحرير ليس حكرًا عليكم، ومن حق المؤيدين للرئيس أن يعبروا عن أنفسهم، ووجدت أن الحديث معه مضيعة للوقت! فانصرفت لأنضم إلى زملائي الثوار.
وفي الساعة الواحدة من فجر اليوم التالي ذهبت إلى المتحف المصري وقلت لضابط آخر: لماذا لا تتدخلون لوقف تلك المأساة التي تجري؟
أجابني هو الآخر في برود شديد: إحنا مالناش دعوة!
وبعد انتهاء المعركة في السابعة صباحاً ضربت القوات المسلحة طوقًا أمنيًا حول المكان وقامت بالفصل بين الطرفين، بعدما فشل البلطجية في اقتحام التحرير!
وهكذا يؤكد لك أن القوات المسلحة لم تنحَز إلى الثورة وتطلب من مبارك التنحّي إلا بعدما تأكدت من انتصارها على نظامه. ورفضت أن تنحاز له، وهذا الموقف يحسب لها بعكس موقفها في التحرير.
أضف تعليقك