• الصلاة القادمة

    العصر 13:46

 
news Image
منذ ثانية واحدة

بعض البشر كالذباب يلتف حول القاذورات والعفن والروائح الكريهة ولا ينتقل من مكان إلا إذا وجد مكانا آخر أشد نتانة وقذارة .

ينصرف من المكان النظيف ولا يستطيع اعتباره موطنا ولا مستقرا .

والذبابة هى نفسها مخلوق كريه المنظر غير منتج لغذائه وغير مفيد للآخرين وغير محدد الأهداف .

عالة على الآخرين يكسب قوته من السرقة والتطفل على أجساد وموائد غيره من المخلوقات بل ربما يجد قوته فى مص دماء ضحاياه .

وهو أيضا ناقل للأمراض والعدوى بين البشر وبعضهم وبينهم وبين الحيوانات و تحل الكوارث أينما حل.

تهيم على وجهها طول اليوم بلا هدى ولا نظام لعلها تجد ضحية فى طريقها تسرقها أو تتطفل عليها .

وهى إلى ذلك تهاجم من لا يهاجمها واذا حاولت دفعها ازدادت عليك إقبالا والتصاقا تضربها فتعود إليك . كأنها تستمرئ المهانة وتحب الإهانة .

بعض البشر كالنحلة لا تقف إلا فى الموضع الجميل الطيب الرائحة.

والنحلة نفسها مخلوق نظيف منتج لغذائه ومفيد للآخرين، ومنظم ومحدد الأهداف، يعرف طريقه جيدا، ناجح فى إدارة وقته وحياته، لا يعيش عالة على أحد، يكسب عيشه من تعبه ويسعى على رزقه بين الحقول، وهى كتلة نجاح متحركة ينتج العسل فيه شفاء للناس .

وهى إلى ذلك لا تتطفل على أحد وفى الوقت نفسه لا تقبل أن يهاجمها أحد وهى عزيزة النفس وإن أدى ذلك لهلاكها، فهى تموت إذا لدغت إنسانا لكنها لا تقبل على نفسها الإهانة ولا تسكت على إيذائها ومع أنها لا تقتل الإنسان وإنما تقتل نفسها بتلك اللدغة إلا أنها تصر أن تعلنها قوية فى وجه من يعتدى عليها ...

كانوا مع مبارك ورجاله الغاسدين فمارسوا معهم الفساد واستمرأوه وأحبوه وتعايشوا معه ونبتت لحومهم وأجسادهم منه يمارسون التطفل على أقوات الناس بالرشاوى والواسطات وسرقة المال العام وأراضى الدولة، فيغتنون دون أن يبذلوا مجهودا ويعيشون من قوت الآخرين.

ثم حين ذهب مبارك كانت أمامهم فرصة النظافة والتطهر لكنهم جميعا أسراب وراء أسراب تنادوا إلى من هو فى قذارته وأشد، تجمعوا حول شفيق فطنطنوا حوله وصفقوا له هم وأشباههم من النصابين .

ولما خسر شفيق انفضوا عنه كأنهم لا يعرفونه ولم يكن عنوانا لهم ورمزا .

لم ييأسوا من أن يجدوا مقلب قمامة جديد ووجدوا ضالتهم فى السيسى فتنادوا حوله وغنوا له ورقصوا ومارسوا معه البلطجه وفوضوه فى قتل الناس لمجرد أن تظل القمامة تملأ حياتهم فيعيشون عليها كما تعودوا، يدورون مع الباطل حيث دار.

يكرههم الناس لأخلاقهم السيئة. يكسبون قوتهم من سرقة وظائف الآخرين وأراضى الآخرين والنصب على الآخرين يستحلون أموال ودماء الآخرين .

جلبوا لمن حولهم الامراض والعدوى بالمبيدات المسرطنة والغذاء الفاسد .

الذباب كثير . موجود فى كل بيت وفى كل غرفه وفى الأسواق . وفى كل خرابة وفى أكوام القمامة المنتشرة. ولكن دورة حياته قصيرة مثل كل الباطل وأهل الباطل. وحين تصل الأمور إلى درجة لا تطاق أحيانا. لا يجد الناس معه حلا إلا المبيدات الحشرية.

أضف تعليقك