صدق الله العظيم القائل: (لَا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعًا إِلَّا فِي قُرًى مُحَصَّنَةٍ أَوْ مِنْ وَرَاءِ جُدُرٍ بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْقِلُونَ)، وكذب الصهاينة الذين قالوا: أن جيشهم لا يقهر، وصدقهم صهاينة العرب، فراحوا يستجدون من المغتصِب، ورفعوا شعارات الذلة والخضوع، الأرض مقابل السلام، وسلام الشجعان، وغيرها من شعارات المنبطحين والمستسلمين!!
لكن عملية الدهس البطولية التي قادها الشهيد فادي القنبر، والتي تسببت فى إحراج المؤسسات العسكرية والسياسية الصهيونية، بعد ما شاهد الصهاينة فرار عشرات الضباط والجنود من ساحة عملية الدهس، فقد صدمهم مشهد الهروب الجماعي للجنود من ساحة العملية، وهم يفرون كالجرذان المذعورة، لا يلوون على شيء، ولم يجرؤ واحد منهم على إيقاف فادي القنبر، على الرغم من أن مكان العملية كان يعج بمئات الجنود المدججين بالأسلحة!!
هذا المشهد الذي اعتبره كثير من الصهاينة دليلَ فشل الاستراتيجية الصهيونية لردع الفلسطينيين عن مواصلة العمليات الفردية، بالرغم من استعمال الجيش الصهيوني لكل وسائل القمع ضد أهل من يقومون بتنفيذ عمليات استشهادية ضد الجنود الصهاينة، كالاعتقال وهدم واقتحام المنازل في ساعات الليل المتأخرة، وإطلاق النار على النساء والأطفال دون رحمة، وغيرها من وسائل القمع والعقاب الجماعي بحق الفلسطينيين!!
ورغم ما تشهده مدينة القدس من تعزيزات عسكرية وأمنية منذ اندلاع انتفاضة السكاكين في أكتوبر 2015، ولكن بعد هذه الفضيحة التي أظهرت رعب الجنود الصهاينة، وهم يهرولون أمام القنبر، لذلك قررت قيادة الجيش الصهيوني، فتح تحقيق في فرار الجنود من ساحة العملية، وقد تم تصوير هروب الجنود والضباط أمام منفذ العملية، وهم يحملون كامل أسلحتهم، لكنهم آثروا الهروب والفرار طلبا للنجاة !!
ومع ذلك جاءت تصريحات المسؤولين الصهاينة لإخفاء حالة الفشل، فقد قالت وزيرة الثقافة الصهيونية: إن العملية دليل على تجدد ما وصفته بالإرهاب الإسلامي، وليس هناك فرق بين فلسطيني يسكن القدس أو رام الله، ولا فرق بين سلاح ناري أو شاحنة أو سكين!! وتناست هذه المجرمة الإرهاب الصهيوني منذ وعد بلفور المشؤوم وحتى اليوم وحصار غزة!!
أما رئيس بلدية القدس، فقد زعم أن العملية تثبت أنه ليس هناك حد لقسوة الإرهابيين الذين لديهم استعداد لاستخدام أي وسيلة ممكنة لقتل اليهود وتقويض الحياة في عاصمة الصهاينة، ـ يا حرااااام على القسوة !! ـ وأنّ من يحرضون على تنفيذ هذه العمليات أو يدعمونها يجب أن يدفعوا ثمنا باهظا، وعلى سكان القدس أخذ اليقظة والحذر، وعدم منح منفذي الهجمات فرصة إعلان انتصارهم !! سنفرح رغما عن أنفك، وسيفرح كل حر بهذا الانتصار على صانعي الإرهاب، وقتلة الأطفال، أما من يشاطركم الأحزان فهم إخوانكم من متصهينة العرب !!
أما رئيس وزراء الكيان الصهيوني، والذي على ما يبدو تأثر ببلحة، وقبل إجراء أي تحقيق، أو حتى التعرف على منفذ العملية، وعلى طريقة بلحة قال: تعرفنا على هوية منفذ الهجوم، وأن كل المؤشرات تقول أن الرجل الذي قتل أربعة جنود في القدس من مؤيدي تنظيم الدولة الإسلامية، وقد طوقنا حي جبل المكبر الذي أتى منه، كما قمنا بإجراءات أخرى لن أفصح عن تفاصيلها في الوقت الحالي!! لا تفصح عنها خوفا من الأشرار، ويا ترى جبت المؤشرات دي من وين يا نتن؟ ذكرني بموقف بلحة بعد حادث الكنيسة البطرسية!! على الرغم من أن النتن يعلم قبل غيره، أن داعش ليست بعدو للصهاينة، وأن الكيان الصهيوني ليس على سلم أولوياتها، لأن داعش لا تقتل ولا تنكل سوى بالمسلمين!! كما أن النتن، يحاول من خلال هذا التصريح، وصم رجال المقاومة بالإرهاب، ليعطي مبرراً لعمليات جيشه القذرة لقمع الفلسطينيين، والطريف أن زعم النتن نفاه مسؤول الشرطة الصهيونية !!
أيها النتن: المجاهدون يستهدفون جنود الصهاينة، بينما جيشك المحتل، يقتل الأطفال والمدنيين العزل، أكيد أوجعتك هذه العملية البطولية النوعية، وانتظر فإن القادم أشد وأنكى ما بقى فى فلسطين صهيوني واحد!!
أما صهاينة العرب، الذين أوجعتهم عملية القدس، فقد عبروا عن حزنهم، حيث انفعلت إحدى الكائنات الفضائية الانقلابية، بسبب عملية القدس، فقالت أماني الخياط: كل الأنباء والمصادر أكدت أن اللي نفذ العملية صباح اليوم هو داعشي وإرهابي، وهو يريد بذلك وقف عملية السلام التي يقوم بها الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وبهذه العملية أتوقع أن يتم وقف السلام الفلسطيني الإسرائيلي بين السلطة الفلسطينية وبين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، و لم نسمع أحدا يذكر، أن هذه الحادثة، جاءت كرد طبيعي، على الإجرام الصهيوني بحق الفلسطينيين !!
أبشروا أيها الصهاينة بالذي يسوؤكم، فهناك آلاف من ماركة فادي القنبر، الذي هرب من أمامه جيش كامل من جرذان الصهاينة، ومن قبله المجاهد الشهيد محمد الفقيه، الذي قاوم سبعين آلية صهيونية بالخليل، وصلي الفجر بالبيت الذي كان به محاصراً، وعاد يطلق النار على جنود الصهاينة، حتى نفذت منه الذخيرة، ولم يستسلم للصهاينة، حتى لقي ربه شهيد!!
وليعلم الصهاينة وأتباعهم من صهاينة العرب، أن جرائم الاحتلال لن تكسر إرادة الشعب الفلسطيني، الذي اختار المقاومة، كخيار وحيد، ولم ينجر خلف سلطة عباس والقادة العرب، اللاهثين خلف سراب مفاوضات السلام، والذين اختاروا الانبطاح والاستسلام كخيار استراتيجي، فما زالوا يراوحون مكانهم منذ سنوات!!
أضف تعليقك