• الصلاة القادمة

    الفجر 04:23

 
news Image
منذ ثانية واحدة

لسنا أمام رجل علماني يحترم علمانيته، ولا نصراني يصون ديانته، ولارجل أعمال يمتلك تاريخاً شفافاً عن تضخم ثروته بهذه الدرجة المهولة، ولا سياسي متزن في مواقفه.  

هو خليط من كل ذلك ولكنه معجون بمياه إبليس ، فهو مجنون بنفسه وزاده المال جنونا ، وهو مفتون بالغرب وغارق في ماديته ، ويندفع لصداقة الصهاينة وهو لا يلوي علي شيئ . هو الحية او الحرباء التي تتلون في كل أوان حسب الطقس .
نجيب ساويرس ظاهرة لافتة تمثل طبقة من رجال الأعمال الذين طفوا علي السطح فجأة في عهد مبارك ، ولم يمض وقت كثير وقد نهبوا مصر وابتلعوها  كالحنش الجائع .

وهو ظاهرة تمثل طبقة من المتغربين الذين يوالون الكنيسة حنقا علي الإسلام وسعيا لحصاره وحقدا علي المسلمين ومحاولة جعلهم من الدرجة الثانية دائما ، ويقدم في سبيل ذلك ما لذ وطاب من الهدايا والأموال لضعاف النفوس من الأقزام الذين يقبضون علي السلطة .
يمتاز بدهاء لا يحسد عليه في اتخاذ المواقف وعكسها ، واستطاع الظهور من أكثر من خندق دفاعا عن مصالحة .. خندق الكنيسة وخندق صداقة الأمريكان وخندق صداقة الصهاينة ، وفي وفي كل الأحوال كانت إمبراطوريته الإعلامية تُخدِّم عليه جيداً وتسوق من الحيل والتحليلات والتبريرات ما يبرزه كحكيم من حكماء زماننا الأغبر.

كان نجماً ساطعاً خلال عهد «مبارك» ، وصار فجأة من حكماء ثورة 25 يناير.. ففي بدايات  ثورة يناير أعلن تأييده «لمبارك» بقوة ، وقال لبرنامج تسعين دقيقة على قناة المحور: «لن أذهب إلى ميدان التحرير... فالمطالبة برحيل الرئيس مرفوضة من قطاع كبير من الشعب المصري - وأنا واحد منهم- عاطفياً.. أدبياً.. عسكرياً.. فعهده لم يكن كله سيئات.. و«ميصحش» شعب عريق يكون فيه بذاءات بالشكل ده».
وبعد نجاح الثورة ادعي أن المتظاهرين حملوه على الأعناق أمام مبنى الإذاعة والتليفزيون «ماسبيرو»، ثم قال عن عهد مبارك : يوم تنحي الريس كانت فرحتي كبيرة، أيام..الله لا يعيدها! 
بعد سقوط مبارك وخلال تولي المجلس العسكري حكم مصر قدم أكثر من بالون اختبار في الهجوم علي الإسلام ليري كيف يكون رد الفعل علي وقاحته ، فسَخِر في رسم كاريكاتيري من اللحية والنقاب ، ورفض المادة الثانية من الدستور التي تنص علي أن الشريعة الإسلامية هي المصدر الرئيس للتشريع .

 وتدني في الخطاب أكثر بسب "الدين" على الهواء مباشرة عبر القناة الأولى بالتليفزيون المصري - برنامج «اتكلم» - قائلا: أنا شرس أساساً ولوحد يضايقني «بطلع دين اللي خلفوه»! وقد جاء ذلك في معرض ادعاءاته عن مضايقات يتعرض لها الإخوة المسيحيين .


لم ينكر استثماراته في الكيان الصهيوني ، فقد دخل في شراكات واستثمارات معلنة داخل الكيان الصهيوني، بل دخل في عمليات شراء أراضٍ لمقدسات إسلامية وادعى أنه يشتريها حتى لا يسيطر عليها اليهود، والحقيقة أنه صاحب شبكة من العلاقات مع الصهاينة  فقد تورط مع «إيهود باراك» في شركته بـ«إسرائيل» وكشفت ذلك صحيفة «يديعوت أحرونوت» ، كما ذكرت  صحيفة «معاريف» في 19 أغسطس 2008 م أن : «إيهود باراك بذل جهوداً كبيرة لإقناع إيهود أولمرت (رئيس الوزراء الصهيوني في ذلك الوقت ومجرم محرقة غزة الأكبر)، وإقناع أجهزة الأمن وخاصة جهاز الأمن الداخلي «الشاباك » بالسماح لرجل الأعمال المصري نجيب ساويرس صاحب شركة أوراسكوم للاتصالات بامتلاك جزء من شركة بارتنر الإسرائيلية  المتخصصة في نفس المجال ( المصري اليوم -20 أغسطس 2008 م).. وقد نشرت «المصري اليوم» الخبر حتى يبدو أن ليس في الأمر خطأ إنما هو بيزنس!

وقد ظل الرجل يسرح ويمرح بنشاط محموم في الساحة السياسية المصرية لتكوين طبقة علمانية متماسكة تحت راية حزبه، وفي نفس الوقت ينطلق لتكوين إمبراطورية إعلامية بين صحافة وفضائيات سعياً لوراثة دورالحزب الوطني «المنحل» في إقامة المسابقات الثقافية والفنية التي يغدق عليها بقوة ليضم أكبر جزء من الطبقة الفنية والثقافية والإعلامية التي كانت مرتبطة بعهد مبارك تحت جناحيه.. كان يتحرك لتشكيل جيش إعلامي وثقافي وفني وشعبي بالشراكة مع الكنيسة تمهيداً لتكوين تيار جارف يمكنهم من تحريك الأحداث وفق ما يرون . 
وفي عهد الرئيس مرسي عمل – من خلف ستار - منذ اليوم الأول ضمن معسكر الانقلاب بكل قوة ونشاط .. لعدة دوافع منها أن صليبيته الحاقدة فجرت الدماء في عروقه ، ومنها أنه وجد نفسه أمام رئيس لن يسمح له بما سمح له مبارك من تكويم تلال من الثروات دون دفع مستحقات الدولة من الضرائب ، فتمت مطالبته بدفع أكثر من ثلاثة مليارات من الدولارات ، وشعر الرجل وأمثاله من رجال أعمال النهب أن زمانهم ولي وأن المستقبل لرأس المال الوطني النظيف ، فاصطف مع كل الغرماء الذين خططوا ودبروا للانقلاب علي الرئيس مرسي تشبثا بمصالحهم ، وكل يبكي علي ليلا ه .! وقد تفاخر ساويرس أكثر من مرة – كغيره – أنه من أعمدة الانقلاب .

لقد ألقي له العسكر الطعم – مثل غيره من الساسة والاعلاميين ورجال الاعمال – فأفسحوا له مجالا واسعا في الحركة في عالم السياسة والاقتصاد ، انتظارا لفض اعتصامات رابعة ثم تثبيت أركانهم ، وتركوا له المجال واسعا حتي بات يظن أنه يحكم مصر من وراء العسكر ، فلما ثبت العسكر سطوتهم ، وبدأوا في التخلص من أذرعهم القذرة التي ساعدتهم علي الانقلاب - ولعلنا نتابع تساقط تلك الأذرع الإعلامية والاقتصادية والقضائية والسياسية بصورة متسارعة -  جاء الدور عليه بطرده من حزبه السياسي " المصريون الأحرار" في لعبة انتخابية من ألاعيب الانتخابات ، وقد كان حزبه ذلك آخر حصونه بعد أن صفي معظم اعماله في مصر .

وهكذا .. تم قطع ذيل الأفعي ولكن الرأس بقي يعبث ولا اعتقد انه سيتوقف بسهولة.

أضف تعليقك