لسنا طلاب حكم ولا سلطة . لكننا طلاب إصلاح ومبادئ بصرف النظر عن الأشخاص . مستعدين للاصطفاف بجانب من يخالفنا في الآراء والرؤية على خلفية المساواة واحترام الآخر . أفكاره وتاريخه وعرضه ودمه . فليست خصومتنا مع العسكر خصومة أشخاص بقدر ما هى خصومة أفعال ومنهج وطريقة تفكير وتوريث للحكم لطائفة أو عائلة .
فلن أكون سعيدا بسقوط الدكتاتور المجرم العسكري ومجيء دكتاتور مجرم مدني. ولا بسقوط الفاسدين العسكر ومجيء فاسدين مدنيين . ولا بزوال قتلة ببدلة عسكريه ومجئ قتلة بتيشيرت أو ببدلة بكرافتة.
ولن أكون سعيدا بسقوط من يدوسون على المصاحف والمساجد بالبيادات العسكريه وقدوم من يدوسونها بأحذية العلمانيين والراقصات والملحدين.
ولن أكون سعيدًا بزوال من يطلب الحكم ولو بالدم لعشبرته العسكرية ولا أحد غيرها وإقصاء الآخر حتى لو اختاره الناس، ومجيء من يطلب الحكم فقط لعشيرته العلمانية أو الملحدة وإقصاء الآخر حتى لو اختاره الناس .
ولن أكسب شيئًا حين أتخلص من انقلاب العسكر مصطفا بجانب من لا يؤمن بحقنا فى ممارسة الحكم بطريقتنا ورموزنا وأشخاصنا حين يختارنا الناس دون تلكؤ ولا تهتهة، ولا بجانب من يفرض علينا نتنازل لسيادته إذا فزنا باعتبارنا لا بد أن نكون زاهدين فى السياسة حتى نعمل في مجال السياسة.
ومن هو مستعد لقتلنا مرة أخرى إذا كسبناه في جولة أو جولات سياسية كما قتلنا من قبل ومن هو مستعد للتحالف مع آخرين قفزًا على اختيار الناس، ولا من يعتبر الشعب المصرى شعبا غير رشيد أقل شأنا من أن يختار حاكمه؛ لنظل ندور فى تلك الدائرة الجهنميه من الحكم الاستثنائي أبد الدهر.
ولست مستعدًّا أن أرفع على أكتافى من وافق على أن أؤكل وأقتل من قبل لمجرد أنه وجد من أكلني يستعد لإلتهامه الا أن يقر أنه اخطأ وليس ذلك لاذلاله وانما ضمانًا لأن لا يكررها مرة أخرى.
ولست مستعدًّا لأن أضع يدي في يد من يعتبر جيكا وشيماء الصباغ شهداء ولا يعتبر أسماء البلتاجي وحبيبة أحمد عبدالعزيز ومن قتلوا في رابعة شهداء.
ولست مستعدًّا لأن أصطف مع أحد يعتبرني مجرد مقاول أنفار ومورد متظاهرين يحشدون له عشرات ومئات الآلاف يضربون ويقتلون نيابة عنه ويصنعون منه رمزًا وواجهة ثم يتأخرون ويتركون لسيادته ركوب الموجة وتحديد المسار.
لست مستعدًّا للاصطفاف بجانب من يطلب مني إقرارًا بالخطأ قدمته عشرات المرات إلا أن يعترف هو أيضًا بأخطاء أشد فداحة، ولا بجانب من يطنطن أنني بعته في محمد محمود مع أن نصف الميدان كان من الإخوان دون أن يقر أنه باعنى فى رابعة العدوية وكان يقف خلف القناصين يحرض ويشجع على القتل .
أنا ماض فى طريقى ولو كان طويلا . مفضلا تأسيس البناء على أرض صلبة حتى لو استغرق ذلك وقتا طويلا على أن يتم التأسيس على بقايا مقلب القمامة الكبير الذي اكتشفناه لمجرد أننا نريد أن ينتهي البناء سريعًا؛ لأن ذلك البناء بهذه الطريقة واقع لا محاله بعد انفاق الوقت والمال والدم.
اصطفاف نعم ولكن مع من لم تتلوث أيديهم ولا ألسنتهم بالدماء . ومع من يوافق دون قيد ولا شرط على ان الحكم لمن ياتى به الصندوق باشخاصهم وافكارهم وخططهم حتى يذهب بهم الصندوق . من أى تيار ومن أى فئة يسرى على الجميع . كما هو فى كل الدنيا . دون تحفظ ولا شروط.
أضف تعليقك