منذ ثانية واحدة
بعد توقعات كثير من المحللين، رأت صحيفة "الجارديان" البريطانية أن حادث اغتيال السفير الروسي في تركيا أندريه كارلوف مساء أمس الإثنين 19 ديسمبر 2016م سوف يسهم في تقارب أكثر بين موسكو وأنقرة لرغبة عارمة بين الطرفين بعدم التصعيد.
ولقي السفير الروسي مصرعه أمس على يد ضابط في الأمن التركي يدعى مولود مرت ألطن طاش أثناء إلقاء كلمة بمعرض فني في أنقرة.
ورجحت الجارديان أن يجد بوتين وأردوغان أرضًا مشتركة من خلال رغبتهما في إلقاء اللوم على أطراف ثالثة بشأن مقتل كارلوف.
واستبعد تقرير الصحيفة البريطانية اليوم الثلاثاء استدعاء البعض حادث اغتيال فرانز فرديناند وريث عرش الإمبراطورية النمساوية المجرية على يد الصربي جافريلو برينسي الذي أشعل الحرب العالمية الأولى، حيث أكدت الجارديان أن القيادتين الروسية والتركية تحركتا سريعا لاحتواء أي أضرار في العلاقات بين الدولتين.
وأشار التقرير إلى أن تحليلات عديدة انتهت إلى أن الرئيسين فلاديمير بوتين ورجب طيب أردوغان سيجدان أرضية مشتركة نابعة من رغبتهما في إلقاء اللوم على خصومهم الإستراتيجيين.
ولتعزيز ما توصلت إليه الجارديان من زيادة التقارب بين موسكو ووأنقرة على خلفية اغتيال السفير نوهت الصحيفة إلى أن أنقرة والكرملين أعلنا أن اجتماع وزراء الخارجية والدفاع من روسيا وتركيا وإيران المقرر انعقاده في موسكو لمناقشة القضية السورية لن يطرأ عليه أي تعديل.
الأمر الذي الذي يعزز من تحليل الجارديان هو اتصال أردوغان هاتفيا بالرئيس الروسي لمناقشة اغتيال أندريه كارلوف وصرح بعد ذلك أنهما اتفقا على ضرورة ترسيخ التعاون في مكافحة الإرهاب.
وللتأكيد على صحة ما ذهبت إليه الصحيفة البريطانية نقلت عن المحلل السياسي التركي مصطفى أكيول أنَّ أردوغان وبوتين سيلقي كل منهما أصابع الاتهام إلى مناهضيهما حيث يؤمن الطرفان بوجود مؤامرة غربية تستهدف تأليب الأوضاع بين البلدين. كما نقلت عن خبراء دبلوماسيين أن كلا الزعيمين لا يمتلك حافزا لخسارة الاتفاق الذي توصلا إليه بشأن سوريا بما يتيح لكليهما مواصلة أهداف الحرب.
وبحسب آرون شتاين زميل مركز "أتلانتك كاونسل" البحثي فإن روسيا وتركيا تمتلكان كافة الحوافز لاحتواء تلك الأزمة, حيث تصبو موسكو إلى زيادة بسط نفوذها في حلب عبر الإجلاء الإجباري فيما تفوز تركيا بالاعترف الروسي لجهودها في تحجيم التوسع الكردي".
وبحسب الجارديان فقد سارعت تركيا في تحميل حركة فتح الله كولن الذي يقيم بالمنفى في الولايات المتحدة مسؤولية التدبير لاغتيال السفير. وكان الرئيس التركي قد حمل كولن كذلك مسؤولية التخطيط لمحاولة الانقلاب الفاشلة في يوليو الماضي. ولعل عدم استجابة الولايات المتحدة بتسليم كولن لتركيا أحد أسباب التوتر بين واشنطن وأنقرة بحسب الجارديان.
واستبعد سينان أولجن، الباحث التركي بمعهد كارينيجي للسلام الدولي، أن يتسبب اغتيال السفير في إثارة أزمة شبيهة بتلك التي اندلعت بعد إسقاط السلطات التركية للطائرة الروسية في نوفمبر 2015 وتابع: "هذه المرة لا توجد رغبة في التصعيد".
أضف تعليقك