بعد أن حزموا حقائبهم بيد، وحملوا أطفالهم باليد الأخرى، رافعين الراية البيضاء من أجل الخروج الآمن من "بلادهم"، متجهين صوب مستقبل مجهول، جاءت الحرب القائمة منذ سيطرة الانقلاب العسكري على مصر لتضع أهالي تلك المدينة التي تقع في شمال سيناء أمام خيارين إما الهروب من دبابات العسكر وقذائفهم التي تهدم بيوتهم يوماً بعد الآخر، أو الموت دون دية.
"الدراسة متوقفة حتى إشعار آخر" هذا هو واقع مدارس الشيخ زويد بعدما توقفت الحياة بجنوب مركز الشيخ زويد عن الدراسة، بسبب العمليات الأمنية التى تشهدها تلك المناطق، وهى المدارس فى قرى الظهير والجورة والعكور والمقاطعة وشيبانة
وأوضحت مصادر أنه لم يصدر قرارا رسميا بتوقف الدراسة بهذه المدراس، ولكن الطلبة والمعلمين لم يتمكنوا من الوصول إليها حفاظا على أراواحهم.
الموت والدمار
واحتشد العشرات من الأهالي داخل السيارات الاسبوع الماضي، تاركين منازلهم، مفضلين أن يصبحوا بلا مآوي على أن يكونوا في تعداد الموتى في أي لحظة كونهم يعيشون وسط الألغام، ولكن أحدهم ترك رسالة تحمل في أعماقها الكثير حيث كتب على أحد الجدران التي ربما تنهار غداً جراء قذيفة من هنا أو هناك "راجعين".
وبفضل الانقلاب تحولت مدينة الشيخ زويد الساحرة التي تعد جزءاً لا يتجزء من سيناء أحد أهم المدن السياحية المصرية، التي روت دماء أبطال حرب أكتوبر أرضها، بين عشية وضحاها إلى ساحة حرب، بين القوات المسلحة وتنظيم ولاية سيناء، ليضيع أهالي المدينة في المنتصف، والأصعب دمار بيوتهم ومزارعهم لم يكن على يد الجهاديين فحسب، بل على يد أبناء بلدهم الذين يقتحمون منازلهم يوماً بعد الآخر وتدمير مزارعهم بحجة البحث عن الأسلحة.
عمليات نزوح ضخمة
وشهدت مدينة الشيخ زويد التي يقدر أهلها بنحو 95 ألف نسمة نزوح المئات من أهاليها رافعين الأعلام البيضاء فوق العربات التي تنقل أمتعتهم، حتى يضمنوا خروجاً آمناً دون التعرض لأي خطر، ليتوجهوا إلى صحراء العريش وبئر العبد.
وشملت الملاحقات الأمنية المواطنين المقيمين في الأعشاش، بحجة الاشتباه لمدد من يوم إلى ثلاثة أيام قبل الإفراج عنهم، كما تعرض الآلاف من المواطنين لعمليات ترهيب من قبل الانقلاب العسكري، في إطار استنساخ خطة التهجير التي شهدتها رفح.
أضف تعليقك