• الصلاة القادمة

    العصر 13:46

 
news Image
منذ ثانيتين

استمرار لحالة الفشل الدائم في إدارة الأزمات في ظل حكم العسكر مصر، وبالرغم من حدوث تلك الأزمات من قبل إلا أنهم لا يستطيعون حتى الاستعداد لاحتمالات تكراراها مرة أخرى، وهو ماتأكد مع تكرار كارثة غرق محافظات مصر في مياه الأمطار للعام الثالث على التوالي.

مع بداية هطول الأمطار فى معظم المحافظات منذ يومين بدأ الرعب يدب فى نفوس المصريين من غرق محافظاتهم كما حدث فى العامين الماضيين، وهو ما تسبب في توقف حركة المرور نهائيًّا ودخول المياه للمنازل والمحال التجارية وغياب التلاميذ عن دراستهم، وهو ماحدث بالفعل، فعندما بدأ سقوط الأمطار أمس الخميس في عدة محافظات بدأ الكشف عن تكرار مأساة السنوات السابقة، وتأكد فشل الحكومة التي أكدت اعتمادها على منظومة الصرف الصحي في أول بروفة لفصل الشتاء.

 

مأساة  2015

هطلت الأمطار على عدة محافظات مصرية، في نفس الوقت من العام الماضي، أبرزها الإسكندرية والبحيرة والغربية، الأمر الذي تسبب في إغراق شوارع هذه المحافظات وعدد من القرى التابعة لها بسبب أعطال في البنية التحتية الخاصة بتصريف مياه الأمطار.

 

وتسببت هذه الأمطار الرعدية في موجة من السيول التي رفعت من منسوب المياه في الشوارع مع انعدام تصريفها، وهو ما أدى إلى اجتياح المياه للمنازل وطرقات المارة مما تسبب في وقوع ضحايا قتلى ومصابين.

 

إذ سادت حالة من الشلل المروري بجميع شوارع مدن هذه المحافظات مع توقف حركة سيارات النقل العام؛ وهو الأمر الذي تسبب في تفاقم معاناة المواطنين المتضررين في ظل بطء التحركات الحكومية لمواجهة الكوارث الناتجة عن شدة السيول، وذلك بالرغم من إرسال بيان تحذيري من قِبل هيئة الأرصاد الجوية لجميع المحافظات المعرضة لسوء الأحوال الجوية، حيث تم التنبيه على وجود تقلبات حادة تصل لحد السيول، تبدأ بسقوط أمطار غزيرة ورعدية على الإسكندرية، مطروح، الوجه البحري، شمال وجنوب سيناء، والقاهرة، وقد يمتد تأثيرها إلى محافظات شمال الصعيد.

 

ففي محافظة الإسكندرية التي شهدت موجتين من الأمطار الغزيرة المتسببة في السيول، في أقل من أسبوع واحد، لقي على إثرها 8 مواطنين مصرعهم، فيما غرقت بعض البيوت نتيجة تراكم المياه في الشوارع لسوء حالة شبكة الصرف، وهي الأزمة التي استقال على إثرها محافظ الإسكندرية، وهو الوضع الذي لم يتغير في الموجة الثانية حيث تراكمت المياه في الشوارع إلى حدود كبيرة أصابت المدينة بالشلل مجددًا.

 

كما شهدت محافظة البحيرة كارثة كبرى بسبب السيول الشديدة، راح ضحيتها 11 قتيلًا بينهم 3 صعقًا بالكهرباء بالإضافة إلى عشرات الإصابات بقرية عفونة التابعة لمركز وادي النطرون بمحافظة البحيرة، وقد نقل شهود عيان أن 120 منزلًا في القرية تهدموا بالكامل جرّاء السيول دون أي تحرك حكومي لإنقاذ المواطنين، ما تسبب في كارثة موت 4 منهم مع تأخر وصول طواقم الإغاثة المعنية.

 

وتكررت المأساة في محافظتي الدقهلية والغربية، حيث أغرقت مياه الأمطار شوارع مدينة المنصورة وتسببت في شلل تام بالمدينة بالإضافة إلى غرق العديد من السيارات والمنازل.

 

وأثارت هذه الأحوال استياء وغضب رواد مواقع التواصل الاجتماعي، وتم تدشين هاشتاجات حملت أسماء #اسكندرية_بتغرق #البحيرة_بتغرق #السياحة_بتغرق #المنصورة بتغرق، والتي توالت عليها التعليقات الغاضبة من فشل الحكومة في حل الأزمة التي أودت بحياة الكثيرين.

الكارثة تتكرر

منذ يومين، وبالتحديد في 26 أكتوبر الجاري جاءت توقعات الأرصاد بتكاثر السحب الممطرة على أغلب الأنحاء، ويصاحبها سقوط الأمطار على السواحل الشمالية والوجه البحري والقاهرة، وتكون غزيرة على سيناء وجنوب البلاد وسلاسل جبال البحر الأحمر، وتصل إلى حد السيول ، وهو ما أثار هلع وفزع المصريين خوفًا من تكرار سيناريو العام الماضي من غرق أكثر من محافظة، وقام المسؤولون بإعلان حالة الطوارئ بالمحافظات، ولكن ماذا فعلوا بعد إعلان الطوارئ؟

 

تعرضت محافظة الإسكندرية لأمطار غزيرة فى الساعات الأولى من صباح أمس الخميس، تزامناً مع بدء نوة "رياح الصليب"، التى أغرقت المدينة فى العام الماضى، و تسببت الأمطار فى غرق عدد من شوارع سيدى جابر، وسموحة، والشاطبى، ومحطة الرمل.

وضربت السيول والأمطار الغزيرة عدة محافظات، حيث شهدت عدد من محافظات، وحتى الساعات الأولى من صباح اليوم الجمعة، حالة من عدم استقرار الطقس وهطول أمطار غزيرة وجريان سيول.

في قنا حاصرت مياه السيول أتوبيس ركاب بطريق "الجيش قنا سوهاج بالكيلو 40"، ووصلت فرق الإنقاذ إلى العالقين بالأتوبيس نقل الركاب بطريق الجيش "قنا سوهاج"؛ بسبب السيول، وبدأت في إخراج الركاب.

كما عثرت قوات الإنقاذ النهري، على أتوبيس آخر وسيارة تريلا في موقع حادث انقلاب أتوبيس الركاب بالكيلو 110 بطريق قنا سوهاج، وتشير الأنباء الأولية عن مصرع 8 ركاب وانتشال 38 مصاب.

 

وتعرضت محافظة الوادي الجديد، لعواصف رعدية وبرق غطت السماء مع هطول أمطار غزيرة وصلت إلى حد السيول بالمنطقة هددت القرى، حيث وصلت السيول قبل قرية غرب الموهوب بمسافة 4 كيلومترات، بواحة الداخلة فيما أغلقت الرمال والطين المبلل طريقي "الفرافرة - أبو منقار"، والطريق الواصل بين غرب الموهوب ومدينة الفرافرة بالوادي الجديد، وعددًا من طرق واحة الداخلة.

وحولت السيول الجارفة التي ضربت محافظة الوادي الجديد، أغلب المناطق الصحراوية إلى أنهار تسير بها المياه لأول مرة.

وتسببت مياه الأمطار والسيول بأسيوط في كوارث، حيث انهار في الساعات الأولى من صباح اليوم الجمعة، منزل مكون من طابقين بمنطقة المجاهدين بحي غرب بأسيوط؛ بسبب الأمطار الغزيرة.

وعود كاذبة

واعتاد المصريون كل عام على تقديم الحكومة ممثلة فى وزارتى الموارد المائية والرى والتنمية المحلية وعودًا بعدم تأثير السيول على المواطنين وممتلكاتهم، وتذيل تصريحاتهم بالعزم على تخصيص ملايين الجنيهات تفادياً للسيول، ولكن لا يرى المصريون أيًا من هذه الوعود الكاذبة.

فى مطلع شتاء 2014 أعلنت وزارة الموارد المائية والرى عن اتخاذها خطوات سريعة مع حلول الموسم الشتوى فى إطار الاستعداد لمواجهة السيول عن طريق التأكد من سلامة شبكة المجارى والمنشآت المائية، وتطهير المخرات، وبنهاية الموسم، وتحديداً فى مطلع شهر مارس، ضربت السيول محافظات الصعيد والبحر الأحمر وجنوب سيناء، حيث أصابت مناطق مختلفة بمدن الطور وشرم الشيخ ودهب ونويبع، أسفرت عن مصرع مواطن وإصابة 7 آخرين، وتدمير عدد من المنازل، وأغلق الطريق الدولى «النفق- شرم الشيخ»، وفى الغردقة أدت السيول إلى إغلاق عدد من الطرق الرئيسية بينها طريق "الغردقة - رأس غارب"، و"الغردقة - الجونة"، بالإضافة إلى انقطاع الكهرباء بمطار الغردقة.

وفي الصعيد استمر السيل لمدة 10 أيام، وظلت بعض القرى غارقة خلال تلك المدة فى مياه السيل، وتسببت فى نزوح جماعى لمئات الأسر من أهالى 15 عزبة بأسيوط، بعد غرق نحو 35 ألف فدان من زراعات القمح والموالح، وتشريد مئات الأسر، بسبب انهيار منازلهم واقتحام المياه منازل أخرى، بعد أن دمرت السيول السدود، وتم إغلاق حوالى 99 مدرسة أسفل الجبل الشرقى بمحافظة أسيوط، وتحديداً بإدارة البدارى، طوال تلك الفترة، بينما كانت سيارات الكسح تزيل المياه التى أغرقت محافظة سوهاج.

وفي بداية الموسم السابق وبالتحديد في نوفمبر 2014، قررت وزارة الموارد المائية الاستعانة بـ"الخبرة اليابانية" فى إنشاء السدود عن طريق وفد يابانى ضم خبراء سدود يابانيين وأساتذة من جامعة "كيوتو"، إضافة إلى مسؤولى شركات يابانية عاملة فى مجال السدود. وبعد ثلاثة أشهر، وتحديدًا في فبراير 2015، تعرضت نفس المحافظات لموجة عارمة من الأمطار والسيول التي أدت لغرق معظمها وشلل تام للحياة فيها.

أضف تعليقك