ارتفعت تكلفة تلوث الهواء على الاقتصاد المصري بما يقترب من الضعف فيما يقترب من 25 عاماً، بخسائر تبلغ 17 مليار دولار سنويًا أو 3.58% من إجمالي الناتج القومي، بحسب تقرير حول تأثير تلوث الهواء على الاقتصاد الدولي - صدر أمس عن البنك الدولي ومؤسسة قياسات الصحة.
وبينما انخفضت نسبة تلوث الهواء المنزلي في مصر بمقدار 94.9% في 2013 مقارنة بعام 1990، وانخفضت نسبة الوفيات المرتبطة بتلوث الهواء من 40,881 في 1990 إلى 39,118 في 2013، ارتفعت نسبة تلوث الهواء المحيط إلى ثلاثة أضعاف ونصف أعلى من معايير منظمة الصحة العالمية، حيث ارتفعت إلى 36.41 ميكروجرام في 2013 مقارنة بـ 35.92 في 1990.
واعتمد التقرير في قياسه لنسبة التلوث في الهواء على كمية المواد الجزيئية في الهواء (Particulate Matter) -وهي الجزيئات الميكروسكوبية الصلبة أو السائلة التي تتعلق في الهواء- في مجالين هما تلوث الهواء المحيط، وتلوث الهواء المنزلي. وقد تتواجد هذه الجزيئات نتيجة ﻷسباب طبيعية، كانفجار البراكين، أو انبعاثات بشرية. وتحدد معايير جودة الهواء من منظمة الصحة العالمية نسبة 10 ميكروجرام لكل متر مكعب كمعيار أمان دولي.
وقدر التقرير أن تلوث الهواء يكلف الاقتصاد العالمي حوالي 5.1 تريليون دولار سنويًا، حيث يعيش 87% من سكان العالم في مناطق تتجاوز معايير منظمة الصحة العالمية لجودة الهواء، معظمهم من الفقراء. وقدرت الخسائر في منطقة الشرق اﻷوسط بنسبة 2.2% من إجمالي الناتج القومي، وهي أقل نسبة بين المناطق التي قدرها البنك الدولي.
ويتسبب تلوث الهواء في وفاة شخص من بين كل 10 أشخاص حول العالم، ما يجعلها رابع أكبر عامل خطر دوليًا، واﻷكبر في الدول الفقيرة حيث يتسبب في 93% من الوفيات أو اﻷمراض غير المميتة.
وتقول سارة رفعت، الناشطة البيئية، إن البنية التحتية في مصر تحد من قدرة الدولة على التعامل بشكل ملائم مع مشكلة تلوث الهواء، مضيفةً أن هناك عدداً من منظمات المجتمع المدني"تحاول تقليل الانبعاثات لكن العديد من هذه الجهود يتم عرقلتها بسبب غياب البدائل المتاحة".
"على سبيل المثال، بينما يرغب العديدون في استخدام الدراجات، فإن الطرق لم يتم بناؤها لتسهيل هذا. بالنسبة لها، فإن تحجيم الارتفاع في ملكية السيارات وتطوير شبكة مواصلات عامة أقوى، ستسمح للمواطنين باستخدام بدائل أكثر فاعلية"، كما تقول سارة رفعت.
وتعتمد منظمة الصحة العالمية على مقياس معدل السنة الحياتية للإعاقة (DALY)، والذي يقدر سنوات الحياة الصحية التي تم فقدانها بسبب عدد من العوامل تشمل المرض، واﻹعاقة، والصحة العقلية. ويعتبر تلوث الهواء عامل خطر مساهم لعدد من اﻷمراض بما فيها مرض القلب التاجي، وأمراض الرئة، والسرطان، والسكتة.
وعلى الرغم من انخفاض نسبة تلوث الهواء المنزلي عالميًا، إلا أن اﻷمر ما زال يمثل مشكلة إلى عدد من دول جنوب الصحراء في أفريقيا، وشرق آسيا، والمحيط الهادئ. واستمرت نسبة الوفيات المرتبطة بتلوث الهواء المنزلي عند 2.9 مليون من عام 1990 إلى 2013. وانخفض عبء تلوث الهواء المنزلي -والذي يتم حسابه عن طريق قياس شدة تلوث الهواء ومدى تعرض الناس له- بنسبة 20.2% في نفس الفترة، لتنخفض الخسائر الصحية من 101.6 مليون وحدة من معدل السنة الحياتية للإعاقة في 1990 إلى 81.1 مليون وحدة في 2013.
أضف تعليقك