استقبل المسلمون، اليوم الإثنين، أولى أيام شهر رمضان المبارك، والذي يرتبط به كثير من الشعائر والعبادات التي فرضت في هذا الشهر، يتزامن ذلك مع حصار يلتف حول المسلمين الصائمين بعشرات من المسلسلات والأعمال الدرامية، بما ينطبع عليها من فساد أخلاقي أثار كثير من الاستياء من قبل المتابعين لها، خلال السنوات الأخيرة، ووضع عدد من علماء الدين وخبراء علم اجتماع روشتة للتخلص من هذه المسلسلات.
تقديم مسلسلات تاريخية
أكد الشيخ سالم عبد الجليل وكيل وزارة الأوقاف سابقًا، أن مسلسلات رمضان كان الأفضل أن تقدم أعمال تاريخية لكل رموز مصر والأمة الإسلامية، ونحن نحتاج إلى تكوين شركة إنتاج فن إسلامي تاريخي، يقدم للناس سيرة الصحابة، والقيم والأخلاق وإنجازات قادة الإسلام والفتوحات، عبر ممثلين يؤمنون بالقضية الإصلاحية عبر الفن الهادف، وليس الفن المبتذل المعتمد على الإثارة والغرائز الجسدية.
وأضاف: "أن مشاهدة المسلسلات الرمضانية بمضمونها الحالي ضياع للوقت، فرمضان هو شهر التوبة والصوم والغفران، كما أنه شهر القرآن وليس شهر المسلسلات التي تعرض رقص وغناء وشرب الخمر والمخدرات، فكل ذلك مشاهدته حرام سواء في رمضان أو غيره من الشهور، مشددًا على ضرورة أن يبتعد المصريون كافة عن مشاهدة المسلسلات التي تحمل مشاهد غير أخلاقية وسباب وألفاظ نابية، حتى لاتكون ملهى عن العبادات في هذا الشهر الذي ينتظره المسلمون، لما له من قدسية، بالإضافة إلى عدم التأثر بما تحتويه".
وأكد محمد بيومي عضو مجمع البحوث الإسلامية، على تحريم مشاهدة المسلسلات التي تعرض خلال شهر رمضان، لافتًا إلى أنها تُذهب العقل وتلهي عن العبادات، من الصلاة وقراءة القرآن، وغيرها من الأعمال الصالحة، مطالبًا بالدوام على الصلاة والذكر وصلاة التراويح وقراءة القران.
كما لفت بيومي في تصريحات صحفية "أن مسلسلات رمضان لا فرق بينها وبين الملاهي الليلية، فكلها تدعو للنظر على المنكرات والرذائل والعرايا والراقصات، فكيف للمؤمن أن يصوم ويقوم الليل ويقرأ القرأن وأمامه مسلسلات تدعو للفجور؟".
وطالب بيومي، عامة الشعب باستغلال شهر رمضان في فتح باب التوبة لأي عاص، وزيادة التقرب إلى الله، ليكون جسرًا طيب الخطوات حتى لقاء الله عز وجل".
وأكد الدكتور أحمد فرغلي أستاذ الشريعة الإسلامية، أن الصيام لا يهدف إلى الامتناع عن الأكل والشرب، لكنه عبادة ينبغي على الإنسان أن يستشعرها في كل وقت من أوقات الشهر، فلا يكون هذا الصيام مردودًا على صاحبه، فمن الصائمين من لا يقبل صيامه ولا يستفاد منه إلا مجرد تجويع نفسه خلال ساعات النهار فقط".
برامج رياضية شبابية
وقالت الدكتورة سامية خضر أستاذة علم الاجتماع، إن عرض المسلسلات لمشاهد تعاطي المخدرات والرقص والتحرش، يؤثر بالسلب تدريجيًا في الشباب، وخاصة في سن المراهقة، والتي تعتبر حياتهم في ذلك الوقت عبارة عن تجارب يخوضها المراهق، موضحة أن مشاهد التعاطي لا تؤثر في الأطفال، لعدم إدراكهم الأمر.
وأضافت خضر قائلا: "إن الأزمة ليست في مسلسلات رمضان، لكن الأمر عام، فكل هذه المسلسلات تعرض على مدار العام، بالإضافة إلى أفلام العيد والمواسم الآخرى، مشيرة إلى أن الحل هو تنشيط الحركة الشبابية بإقامة برامج رياضية مثل الدورات الرمضانية ومسابقات القرآن.
أضف تعليقك