قال الدكتور محمد حافظ أستاذ هندسة السدود، إن إثيوبيا ماضية في استكمال سد النهضة دون النظر إلى أي اتفاق يمكن التوصل إليه مع دولتي المصب مصر والسودان، سواء على أساس اتفاقية المبادئ التي وقعت في 2015 أو حتى مع التدويل الذي تسعى إليه دولة السودان.
وأضاف حافظ، أن إثيوبيا بدأت أمس فتح "البرابخ" الأربعة الموجودة تحت الكتلة الغربية لتجربة تسريب المياه الموجودة في خزان سد النهضة الحالي لتخفيض المنسوب إلى حد ما حتى تستطيع استكمال البناء في الممر الأوسط والكتلتين الشرقية والغربية.
وتوقع حافظ أن تعلن إثيوبيا تخفيض منسوب مياه البحيرة استعدادا لتجفيف الممر الأوسط وبدأ صب الخرسانة فيه، مؤكد أن إثيوبيا تتعامل بمبدأ فرض الأمر الواقع وتمضي وفق خطة زمنية محددة وهذا ليس له علاقة بمفاوضات سد النهضة. موضحا أن إقدام إثيوبيا على الملء الثاني، ستكون الآثار على السودان سيئة جدا مقارنة بمصر لأن إثيوبيا ستحتجز مياه النيل الأزرق لمدة شهرين، مضيفا أن مصر يمكنها تعويض قيمة الملء الثاني البالغة 14 مليار متر مكعب من بحيرة ناصر ولن يشعر الشعب المصري بأي مشكلة.
وأشار إلى أنه عندما حجزت إثيوبيا مياه النيل الأزرق في الملء الأول لمدة أسبوع انخفض منسوب النيل الأزرق في جنوب السودان إلى 10 سم فقط وتسبب في توقف محطات مياه الشرب، فما بالنا لو حجزت إثيوبيا المياه لمدة شهرين.
ولفت إلى أن أخطار ملء خزان سد النهضة لن في الوقت الحالي لكن ستكون له آثار كارثية على المدى المتوسط والبعيد، فالعام الجاري سيتم خصم 14 مليار متر مكعب من الفيضان والسنة المقبلة سيتم خصم من 20 إلى 25 مليار متر مكعب والعام الثالث سيتم خصم 25 مليار من الفيضان، وبالتالي لن يكون هناك ماء كاف لملء السد العالي، متوقعا انخفاض منسوب بحيرة ناصر في سبتمبر 2023 إلى منسوب التخزين الميت وسيكون من الصعب تمرير مياه الشرب للمواطنين.
بدوره قال محمد حسن، مؤسس جبهة الدفاع عن النيل، إن إثيوبيا تحاول فرض إرادتها وهي تسعى لاستكمال الملء الثاني دون أي اعتبار لمصر والسودان كما حدث في الملء الأول، مضيفا أن الظروف السياسية الحالية مختلفة على كل الأصعدة مقارنة بالفترة الماضية.
وأضاف حسن، أن لا يمكن فصل مسار مفاوضات سد النهضة عن مسار النزاع الحدودي الإثيوبي حول منطقة الفشقة وكلاهما متعلق باتفاقية 1902 ورغبة الأمهرة في وجود أرض زراعية لهم سواء داخل السودان أو إثيوبيا نفسها في مقاطعة بني شنقول.
وأوضح أن مصر لاعب رئيس في كل الصراعات ولا تقف موقف المتفرج، مضيفا أنه كان هناك تنسيق عسكري قبل أشهر للدفاع عن الحدود السودانية وتدريب القوات السودانية، متوقعا أن يؤدي إقدام إثيوبيا على الملء الثاني إلى اندلاع نزاع عسكري بين السودان وإثيوبيا.
وأشار إلى أن السد في حالة ملئه دون اتفاق يمثل سلاحا عسكريا ضد السودان، لأنه في حالة ترك منافذ السد مفتوحة أو حال حدوث أي خلل فني أو إنشائي في السد سيتسبب في آثار مدمرة على السودان تعادل قنبلة "نصف نووية"، مؤكدا أن السودان لن تعطي إثيوبيا موافقة على تخزين 15 مليار متر مكعب مياه قد تستخدما أديس أبابا ضدها فيما بعد.
أضف تعليقك