بين هزيمة يونيو 1967م وكارثة الانقلاب العسكري عام 2013م تشابه كبير، فكلاهما ألقى بمصر في مؤخرة الأمم ووضع الشعب المصري الصابر وسط محرقة من الأزمات والكوارث.
هزيمة يونيو 67 فجعت الشعب المصري والعربي في نظامه الحاكم وأصابته بحالة قاسية من الإحباط، بعد أن اكتشف إلى أي حد بلغ فساد وانحرافات ذلك النظام، وكيف هوى إلى الدرك الأسفل من الأكاذيب عبر منظومة إعلامه الفاسدة، وفوجئ الشعب المصري بقوات العدو على الضفة الشرقية لقناة السويس بعد احتلال سيناء والقدس والجولان كاملة، وأخذت الشعوب العربية تتابع أفواج الأسرى من الجيشين المصري والسوري تعرض تباعا على شاشات التلفاز الصهيوني، بينما توالى سقوط الزعامات والقيادات العسكرية الفاشلة بين تنحٍ وانتحار أو قتل .
ومع انقلاب يوليو 2013م الغادر، تكرر نفس المشهد الحالك السواد ونفس السيناريو الكارثي على مصر وشعبها وما زالت آثاره مستمرة، وهو وأد أنصع تجربة ديمقراطية صنعها الشعب وكان ينتظرها بشوق بالغ، وقتل أول رئيس مدني منتخب قبل عام هجري تحل ذكراه اليوم، ونكّل بأحرار الشعب المصري فأباد منهم الآلاف في رابعة وسجن عشرات الآلاف من خيرة أبنائه ظلما وعدوانًا، وأهدى أرض مصر وجزرها بالتنازل عن جزيرتي تيران وصنافير، وتنازل عن ثرواتنا من غاز المتوسط لصالح الصهاينة، وفرط في حق مصر في النيل شريان الحياة لشعبها .
وتوالت هزائمه المدوية أمام صلف الصهاينة واستعلائهم عند أسوار القدس وأبواب الأقصى، حيث دعم صفقة العار المسماة “صفقة القرن”، وأعلن قائده ذلك صاغرا أمام ترامب على الهواء مباشرة .
لكن تلك النكبات ستظل عوارض في تاريخنا، وسيظل الأمل حيا في قلوب شعوبنا التي دحرت الصليبيين وهزمت التتار ودكت حصون الصهاينة وهزمتهم، وسط هتاف “الله أكبر” في حرب العاشر من رمضان.. سيظل الأمل حيًا بغد أفضل، فبوحدتنا واعتصامنا بحبل الله نحول الهزائم إلى انتصارات ونسترد كل ما اختطف منا، ونرد كيد المعتدين الطامعين.. هكذا علمنا التاريخ.
والله أكبر ولله الحمد
د. طلعت فهمي المتحدث الإعلامي باسم “الإخوان المسلمون ”
أضف تعليقك