قالت منظمة العفو الدولية "أمنستي"، الثلاثاء: إن هناك 4.5 ملايين من ذوي الإعاقة في اليمن، يعانون من الإقصاء في ظل الأزمة المستمرة للعام الخامس.
جاء ذلك في تقرير أصدرته المنظمة بعنوان: "مستبعدون: حياة الأشخاص ذوي الإعاقة وسط النزاع المسلح في اليمن"، بمناسبة اليوم العالمي للأشخاص ذوي الإعاقة الموافق 3 ديسمبر من كل عام.
ويُعتبر التقرير محصلة ستة أشهر من بحوث أجرتها "أمنستي"، بما في ذلك زيارات لثلاث محافظات جنوبي اليمن، ومقابلات مع حوالي 100 شخص.
وأوضح التقرير، الذي نشرته المنظمة على موقعها الإلكتروني، أن "ملايين الأشخاص ذوي الإعاقة في اليمن قد تحمَّلوا سنوات من النزاع المسلح، وكانوا من أكثر الفئات تعرضاً للإقصاء في غمار تلك الأزمة التي وصفتها الأمم المتحدة بأنها أسوأ أزمة إنسانية في العالم".
وأوضح التقرير أن اليمن من الدول الأطراف في "اتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة"، ولديه قوانين تهدف إلى حماية هؤلاء الأشخاص البالغ عددهم ما لا يقل عن أربعة ملايين ونصف المليون نسمة، أي حوالي 15 بالمئة من عدد السكان، وفقاً لتقديرات "منظمة الصحة العالمية".
وتابع: "هناك ندرة شديدة في البيانات الموثوقة، فيما يعتقد بعض الخبراء أن عدد أولئك الأشخاص أكثر من ذلك، بالنظر إلى تأثير النزاع الجاري".
ونقل التقرير عن راوية راجح، كبيرة مستشاري برنامج الاستجابة للأزمات لدى المنظمة قولها: "اتسمت الحرب في اليمن بهجمات غير مشروعة، وبعمليات نزوح، وبندرة الخدمات الأساسية، ما جعل الكثيرين يقاسون الشدائد من أجل البقاء على قيد الحياة".
وأضافت راجح: "صحيح أن المتطلبات تفوق طاقة العمليات الإنسانية، ولكن الأشخاص ذوي الإعاقة، والذين هم أصلاً من أكثر الفئات تعرضاً للخطر وسط النزاع المسلح، ينبغي ألا يواجهوا صعوبات أكبر في الحصول على المساعدات الأساسية".
وشددت راجح على أنه ينبغي على الجهات الدولية المانحة، والأمم المتحدة، والمنظمات الإنسانية العاملة مع السلطات اليمنية، أن تبذل مزيداً من الجهد للتغلب على المعوقات التي تحول دون حصول الأشخاص ذوي الإعاقة حتى على أبسط احتياجاتهم الأساسية.
مضى التقرير مبينًا: "يواجه الأشخاص ذوو الإعاقة صعوبات مضاعفة في الفرار من العنف، وذكر كثيرون منهم لمنظمة العفو الدولية أنهم قطعوا رحلات النزوح الشاقة دون أن يكون لديهم مقاعد متحركة أو عكاكيز، أو غيرها من الأدوات المساعدة".
وللعام الخامس على التوالي، يشهد اليمن حربا بين القوات التابعة للحكومة ومسلحي الحوثيين المتهمين بتلقي دعم إيراني، والمسيطرين على محافظات، بينها العاصمة صنعاء منذ سبتمبر/ أيلول 2014.
ومنذ مارس/آذار 2015، يدعم تحالف عسكري عربي، تقوده الجارة السعودية، القوات الحكومية في مواجهة الحوثيين.
وجعلت هذه الحرب معظم السكان بحاجة إلى مساعدات إنسانية، فيما بات الملايين على حافة المجاعة، في واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية بالعالم، وفق تقديرات الأمم المتحدة.
أضف تعليقك