"فقر ويأس ثم انتحار" هكذا أصبح سيناريو كثير من المصريين، بعد فقدانهم الأمل في حياة كريمة على أرض مصر، أو خارجها.
وشهدت القاهرة وعددًا من المحافظات تزايد حالات الانتحار، والتي كان آخرها اليوم لشاب يبلغ من العمر 27 عامًا حاول قتل نفسه بالزقازيق، حيث يرجع إلى حالة إحباط بسبب الفقر والاحتياج المادي.
وحاول شاب في مدينة الزقازيق بالانتحار، أمام بوابة النادي الاجتماعي بقسم شرطة الزقازيق، حيث قام بمحاولة قطع الشريان؛ لإنهاء حياته بأسرع وقت، للتخلص من هموم الحياة من "مأكل وملبس ومشرب"
زيادة حالات الانتحار
دراسة صادرة من المركز القومى للبحوث الاجتماعية، أن حالات الانتحار فى مصر منذ عام 2009 فى تزايد مستمر، حيث بلغ عدد محاولات الانتحار فى عام واحد حوالى 104 آلاف حالة منهم 5 آلاف شخص أنهوا حياتهم، مشيرة إلى أن أغلب أسباب المنتحرين ترجع لظروف اقتصادية وعدم القدرة على مواكبة ظروف الحياة المادية، مضيفه أن الفئة العمرية الأغلب فى حالة الانتحار بين 15 و25 سنة بنسبة تصل إلى 6.66%، بينما يأتى فى المرتبة الثانية الفئة العمرية بين 25 و45 سنة، ويحل فى المرتبة الثالثة الأطفال من 7 سنوات إلى 15 سنة، بنسبة تصل إلى 5.21%.
فيما أشارت إحصائية صادرة من الجهاز المركزى للتعبئة والإحصاء، إلى أن نسبة الانتحار منذ عام 2011 وصلت إلى 30 ألف حالة، منها 3 آلاف حالة تحت سن 40 سنة، فيما تشير الإحصائية إلى أن 5 أشخاص بين 1000 شخص يحاولون الانتحار سنويا.
وتزايد حالات الانتحار فى مصر يرجع إلى انتشار الفقر والبطالة فى المجتمع المصرى الذى يعيش أكثر من 45 % من سكانه تحت خط الفقر، مشيرة إلى أن حالات الانتحار ارتفعت من "1160 حالة فى 2005" إلى "3700 حالة فى 2007" ثم "4200 فى عام 2008" حتى وصلت الآن في 2019 لمعدل مرعب حذرت منه منظمات حقوقية.
ولا يوجد مصر حصر دقيق بحالات الانتحار، غير أن وسائل الإعلام لا تكاد تخلو يوميا من خبر عن حادثة انتحار، خصوصا بعد تصاعد شكاوى المواطنين من ارتفاع الأسعار وضيق الحال ونقص فرص العمل.
كما يمثل الانتحار تحت عجلات القطارات وخاصة مترو الأنفاق أيضا إحدى الوجهات المفضلة للمنتحرين، حيث ألقى ثلاثة شبان أنفسهم في طريقه على مدى يومين بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة.
أسباب الانتحار
تعتبر مصر من اقل الدول التي يوجد فيه انتحار عن الدول الباردة التي تفتقد للشمس وتتميز بالظلام"، مشيرًا إلى أن الظلام يؤدي إلى الاكتئاب، من هنا يقدم الشخص على الانتحار، كما ترجع أسباب الانتحار كثيرة جزء كبير منها يتعلق مشاكل اقتصادية والمرض ومشاكل عاطفية وخلافات أسرية وخلافات على مستوى العمل، بالإضافة إلى الأمراض النفسية خاصة وإن 25% ممن يعانون الاكتئاب يقبلون على الانتحار، وكذلك أصحاب المرضى العصبية والذين يعانون من الانفصام في الشخصية.
كما أن نسبة الانتحار في الرجال أضعاف أربع أضعاف السيدات حيث أن محاولات الانتحار في السيدات ضعيف الرجال"، مشيرًا إلى أن الرجال "ينتحرون بوسائل عنيفة وينتحرون في الخفاء، دون الإعلان عن انتحارهم وهذا عكس السيدات محاولاتهم ناعمة وليست مؤكدة صرخة استغاثة الحقوني في حالة إقدامها على الانتحار".
ويعاني شباب مصر من أزمات نفسية، وغالبًا ما يُعانى الشخص المنتحر من عدم نضج الشخصية أو نقص فيها، الأمر الذى يدفعه إلى التفكير فى الانتحار، وتصبح أى مشكلة اجتماعية ولو بسيطة بمثابة القشة التى قسمت ظهر البعير، تلك النماذج لديها القابلية على الانتحار منذ الطفولة، فهم لا يمتلكون المقاومة النفسية التى تقوم على الضمير والقيم، لذلك ينهارون أمام أول صدمة تواجههم، والدليل على ذلك أن هناك آلافًا من الأشخاص لهم نفس الظروف الاقتصادية الصعبة ولم ينتحروا.
كما يعاني 24.7% من المصريين من مشاكل نفسية، وذلك وفق ما أعلن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء في أبريل 2018.
أضف تعليقك