أكدت صحيفة واشنطن بوست، الأحد، أن دولة قطر اتخذت عدة خطوات استطاعت من خلالها هزم الحصار الذي فرضته عليها دول خليجية عدة، على رأسها السعودية والإمارات.

واختارت الصحيفة الأمريكية، مشروعًا لإنتاج الحليب، كنموذج عن الاكتفاء الذاتي الذي حققته قطر، لافتة إلى تعامل حكيم وهادئ مع الحصار الذي وصفته بالجائر.

وسلطت واشنطن بوست الضوء على أحد المشاريع في شمال الدوحة، وهي شركة "بلدنا" التي صنفتها كمثال واقعي لهزيمة الحصار.

وتضم مزرعة بلدنا قرابة 20 ألف بقرة توفر ما يكفي من الحليب للسوق المحلي، كما أنها تقوم بتصدير كميات محدودة إلى عمان واليمن وأفغانستان.

وتمكنت قطر، بحسب الصحيفة، من الحصول على آلات الحلب بسرعة عن طريق طلب الشراء السريع.

ونقلت الأبقار جوًا من أوروبا، وزودت مزرعة "بلدنا" بفريق بيطري مؤلف من 17 شخصًا، ومستشفى.

كما استوردت المزيد من الأبقار من الولايات المتحدة وكندا، ما جعلها تولد ما بين 30 إلى 50 بقرة يوميًا.

ونقلت الصحيفة عن الرئيس التنفيذي للشركة كامل عبد الله قوله، إن أساس العمل كان التفكير في تجاوز الحصار، ولذلك تم بناء العلامة التجارية الوطنية بسرعة.

وجذبت الشركة عددًا من القطريين للعمل في أقسامها، وحرصت على تطوير آليات عملها بشكل مستمر.

وخلقت المؤسسة 1800 فرصة عمل، وجذبت العمال من مختلف أنحاء العالم.

وبحسب واشنطن بوست، تكيّفت قطر مع الحصار الذي فرضته عليها السعودية والإمارات والبحرين ومصر منذ أكثر من عامين.

وأصبحت قطر واحدة من أكبر البلدان المصدرة للغاز الطبيعي المسال، الذي يمثل حوالي 85% من إجمالي صادراتها.

ولم تنكر الصحيفة وجود عوائق ومصاعب تحاول دولة قطر تجاوزها، ومن ضمنها الرحلات الجوية التجارية التي باتت تستغرق وقتًا أطول.

كما أن إغلاق المجال الجوي السعودية أزعج العمال والطلاب الأجانب، ومع ذلك ارتفعت نسبة التسجيل في جامعات مقرها الدوحة، مثل جامعة كارنيجي ميلون وجامعة جورج تاون وكلية الطب بجامعة كورنيل وغيرها.

وفي ذات الوقت، أبرمت قطر اتفاقيات تجارية مع دول عدة، أبرزها الهند وعمان وتركيا التي تعاونت بشكل ملحوظ مع البنك المركزي القطري ما ساعد في استقرار الليرة التركية.

ومن ضمن المصاعب التي ذكرتها "واشنطن بوست"، تحضيرات قطر لكأس العالم التي ستقام فيها عام 2022، حيث استعانت باستيراد مواد البناء من عمان بدلًا من السعودية والإمارات التي كانت تعتمد عليها في بعض اللوازم الأساسية.

أكد ذلك رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" جياني إنفانتينو، الذي قال إن تحضيرات قطر لمونديال 2022 تسير على ما يرام ولم تتأثر بالحصار.

كما عبر إنفانتينو عن انبهاره بخطط قطر لتجهيز ملاعب المونديال قبل عامين من انطلاق المنافسة، لافتا إلى الملاعب كلها ستكون جاهزة في 2020 أي عامين قبل انطلاق البطولة، مضيفا: "أنا لم أر قط مثل هذا الأمر في أي بطولة سابقة لا في أوربا التي تعتبر أكثر تقدمًا، ولا في أي قارة أخرى وهذا شيء يثلج الصدر وهو متميز لكرة القدم".