رحل عن عالمنا معالي السفير / إبراهيم يسري في لحظة فارقة من تاريخ الوطن .
ربما كان رحيله الآن رحمة به ، فلربما لو طال به العمر أسابيع أخرى لمات كمداً وغماً حين يرى بعينيه رؤساء الأمة وملوكها وأمراؤها وهم يصطفون أمام "كوشنر" وهم يوقعون وثيقة التنازل عن القضية الفلسطينية في "صفقة القرن"
لقد خاض الفارس معارك كثيرة دفاعاً عن الغاز والأرض ، وطل مشمراً في ساحات العمل الوطني شاهراً سيفه في وجوه المفرطين والبائعين والخونة طوال العقدين الأخيرين من عمر الوطن .
لقد كان -رحمه الله- رغم علمه ومكانته ، شديد التواضع يعمل كجندي في صفوف الكتيبة الوطنية، ثابتاً على مبادئه راسخاً في مواقفه ، لم يقعده عن تقدم الصفوف مرض ولا سن ( وقد كان على مشارف التسعين) ليقدم نموذجاً في العمل الوطني سيظل نبراساً يهتدي به الشباب .
ونحن شباب مصر - القابع خلف الأسوار - ننعي فقيد الأمة المصرية والعربية ، كرجل من أخلص رجالها ، وفارس من أنبل فرسانها ...
وإن حالت القضبان والأسوار بيننا وبين حمله على أعناقنا إلى مثواه الأخير ، إلا أن دعواتنا له تبلغ عنان السماء جزاء ما قدم لوطنه وأمته .
وصدى ندائنا يتردد في ساحة الجهاد الوطني :
آن للفارس أن يترجل ، وإن شاء الله إلى روح وريحان ومغفرة ورضوان .
وقد كانت حياة السفير دعوة لتجميع الصفوف ، وكان بيته بيت الأمة يجمع الفرقاء ويجتمع عليه الجميع رحمه الله .
وقد وحدتنا السجون والمعتقلات بجميع أطيافنا ، كما كان يجمعنا بيت السفير إبراهيم يسري
فليكن موته حياة للأمة بأن نكمل مسيرته بالتوافق الوطني ، واصطفاف كافة الثوار والوطنيين معاً من أجل نهضة وطننا ، مقاومين كل أشكال الظلم والخيانة والفرقة .
أحرار مصر في معتقلات العسكر
أضف تعليقك