بقلم عز الدين الكومي
بالرغم من الظلم الذى تعرضت وتتعرض له جماعة الإخوان ، من ذوى القربى والأبعدين وغيرهم ، حتى أنك ترى فتاوى ومقالات وتقارير وبرامج تلفزيونية تتناولهم وترميهم بكل نقيصة، وأن الشعب يرفضهم، كما يزعمون بأن الإخوان انتهو!! فمثلاً الحكام الطغاة يرمون الإخوان بتهمة الإرهاب لإرضاء أسيادهم فى الغرب والشرق ، ويعلقون فشلهم على شماعة الإخوان، وأنهم سبب الربيع العربى الذى جلب البلاء للأمة، وعبيد بيادات العسكر ، يرون أن الإخوان يتاجرون بالدين ، وأنهم يسعون لزعزعة استقرار البلاد، وأما ثالثة الأثافى، فتأتى من أدعياء الشرعية،رافضى الانقلاب، والذين من المفترض أنهم والإخوان فى خندق واحد ،وهؤلاء يحملون الإخوان كل مصيبة تحدث فى الخارج والداخل، لأنهم مسؤولين عن المهاجرين، وهؤلاء يرون أن جماعة الإخوان جماعة فاشلة ، وقيادتها المتكلسة، وومصابة بالتكلس التنظيمى، وهلم جرة من سيل الإتهامات المدرار الذى لاينقطع،وأن سلمية الإخوان ضعف
ووهن وفشل وخور وتخاذل وضيق أفق وانعدام رؤية ، وأن الجماعة تخدع أفرادها بقصص من القرآن وقصص الأنبياء والسيرة النبوية العطرة، وكل هذا فى نظر هؤلاء أوهام وخيالات ، ولا أمل فى الخروج فيما نحن فيه والذى أوصلنا إليه الإخوان بغبائهم السيسى وقلة خبرتهم وسذاجتهم المفرطة.
وقد نسى هؤلاء جميعاً الذين يرمون جماعة الإخوان عن قوس واحدة، بأن جماعة الأخوان المسلمين التي تجاوز عمرها التسعين عاما، عاشتها قابضة على جمر البتلاءات والاضطهاد والتعذيب ، وهى تقاوم الأنظمة المستبدة منذ تأسيسها ، وقد لاقت من العنت الكثير على يد أنظمة سايكس بيكو ، ومع ذلك لم تخرج على قومها بالسلاح، لأن السلاح لايوجه إلا إلى صدور الأعداء ، وكما يقول الإمام المؤسس رحمه الله :ونحب مع هذا أن يعلم قومنا – و كل المسلمين قومنا – أن دعوة الإخوان المسلمين دعوة بريئة نزيهة ، قد تسامت في نزاهتها حتى جاوزت المطامع الشخصية ، واحتقرت المنافع المادية ، وخلفت وراءها الأهواء والأغراض ، ومضت قدما في الطريق التي رسمها الحق تبارك وتعالى للداعين إليه :
(قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ) (يوسف:108) .
فلسنا نسأل الناس شيئا ، و لا نقتضيهم مالا ولا نطالبهم بأجر ، ولا نستزيد بهم وجاهة ، ولا نريد منهم جزاء ولا شكورا ، إن أجرنا في ذلك إلا على الذي فطرنا.
و نحب أن يعلم قومنا أنهم احب إلينا من أنفسنا ، و أنه حبيب إلى هذه النفوس أن تذهب فداء لعزتهم إن كان فيها الفداء ، و أن تزهق ثمنا لمجدهم و كرامتهم و دينهم و آمالهم إن كان فيها الغناء، و ما أوقفنا هذا الموقف منهم إلا هذه العاطفة التي استبدت بقلوبنا و ملكت علينا مشاعرنا ، فأقضت مضاجعنا ، و أسالت مدامعنا ، و إنه لعزيز علينا جد عزيز أن نرى ما يحيط بقومنا ثم نستسلم للذل أو نرضى بالهوان أو نستكين لليأس ، فنحن نعمل للناس في سبيل الله أكثر مما نعمل لأنفسنا، فنحن لكم لا لغيركم أيها الأحباب ، و لن نكون عليكم في يوم من الأيام.
وقد هالنى ماقاله أخد مخبرى أمن الدولة المتلونين “إبراهيم عيسى” بعد ثورة 25 يناير 2011م: الثورة أظهرت بشكل بالغ الوضوح أن الإخوان المسلمين جزء من المجتمع المصري وليس المجتمع المصري، ولا يمكن أن يتجاوز 10-15% من المجتمع المصري، ومن حق الإخوان المسلمين إنهم يشتغلوا، ومن حقهم إنهم ينزلوا في الشارع، ومن حقهم إنهم يتظاهروا، ومن حقهم إنهم يترشحوا في الإنتخابات إنما الخيابة بقى والبلاهة بتاعت اللي بيقولوا: أصل الإخوان هيسيطروا .. ده معناه: العجز البين لدى القوى الوطنية والتيارات الوطنية الأخرى, كده مفيش ديموقراطية بقى, كده هنبدأ من الأول ونفتح ورق فاضي ونقوم بديموقراطية الإستبعاد والإزاحة؟! لا إنتوا متخشوش, لا إنتوا متعملوش, إيه ده؟! ديموقراطية إيه دي اللي على الدواق دي؟! إحنا بنفتح بطيخة؟!) ولكن هذا المتلون انقلب على عقبيه، وتنكر لشهادته رغبة فى فتات الانقلابيين الدمويين رهبة من بطش العسكر الذي لا يثبت أمامه علمانى باع دينه بدنيا غيره .
اليوم الموضة هى سب الإخوان من الأزهر وإفتاء الدم وإعلام مسيلمة الكذاب، وناشطى السبوبة، وضعاف النفوس الذين رضعوا العمالة من عسكر وشرطة وقضاء وأحزاب كرتونية،
حتى أصبح سب الإخوان وقذفهم وتشويه صورتهم والتحريض
عليهم والتشفي بقتلهم واعتقالهم، وظيفة براتب!!
لكن هذا الكم من المذمات والسباب والشتائم، ماهو إلا شهادة بالكمال كما قال المتنبى:
وإذا أتَتْكَ مَذَمّتي من نَاقِصٍ
فَهيَ الشّهادَةُ لي بأنّي كامِلُ.
أضف تعليقك