• الصلاة القادمة

    العشاء 17:29

 
news Image
منذ ثانيتين

ظهر تسجيل صوتي للصحفي السعودي الراحل جمال خاشقجي، بعد اغتياله في الثاني من أكتوبر الجاري، يتحدث فيه عن أسرار الحكم في بلاده وكيف استطاع ولي العهد محمد بن سلمان إحكام قبضته على السلطة.

وقارن الإعلامي الراحل، في التسجيل الذي بثه موقع الخليج أونلاين، بين وضع الأسرة المالكة في زمن الملك المؤسس عبد العزيز آل سعود ثم في عهد أولاده من بعده، ووضعها بعد تولي بن سلمان ولاية العهد.

وقال خاشقجي: "إن محمد بن سلمان استطاع أن يُجري تغيير جميلا جدا، فمنذ وفاة الملك عبد العزيز حتى 2015 كان هناك شراكة أو حكم أفقي في أولاده حسب الأكبر سنا"، لافتا إلى أن "المناصب التي يتولاها إخوة الملك كالوزارات يكون فيها لديهم صلاحيات واسعة، الأمر الذي ربما أدى لإهدار أموال عامة".

وأردف: "في الماضي إذا كان هناك نزاع بين قبيلتين نراهم يتخاصمون عند ديوان الملك وديوان الإمارة والداخلية، وتتشابك القضايا مع بعضها، ويأتي توجيه من أكثر من مكان، ويصبح أمير المنطقة لا يعرف لمن يستمع، بسبب النظام الأفقي الذي كان سائداً".

وأضاف خاشقجي: "في العام 2015 انتهى الحكم عند آخر الأبناء الأقوياء لعبدالعزيز وهو الملك سلمان، وكانت فرصة تاريخية اغتنمها نجله محمد، وهي أقدار الله التي وفرت له المساحة التي يتقدم فيها، إلى جانب مهاراته في المناورة ليصل إلى ما وصل إليه".

وأوضح الصحفي الراحل أن طبيعة الحكم الأفقية انتهت بصعود ابن سلمان وأصبح الحكم مركزياً عموديا، و"لا يوجد مركز قوة بالمملكة إلا هو".

كما بين أنه "في السابق كان من لديه حاجة يذهب إلى (ديوان الملك، ديوان الإمارة، وزارة الداخلية، ديوان ولي العهد) أما اليوم فلا يوجد لديك عنوان تذهب له إلا الديوان الملكي، فهناك مركزية هائلة غير مسبوقة".

وأشار إلى أن محمد بن سلمان "تعمد أن لا يكرر النظام الأفقي، إذ كان بإمكانه أن يكرره بإحضار اثنين من إخوته، ويضع واحد في وزارة الدفاع والثاني في الداخلية، وآخر مستشار، ولكنه أراد أن يراه الناس لوحده، وحتى عند دخوله لاجتماع يكون لوحده ولا يتساوى مع أحد".

وتابع خاشقجي أنه حتى في وسائل التواصل الاجتماعي "تجدون صورة يستخدمها أنصار الأمير، وهو لديه جيش إلكتروني، وفيها صورة له يقف أمام خريطة ويشرح لجده الملك عبد العزيز عنها والجد ينظر بإعجاب، الرمز واضح، وهو أنا امتداد لك، أنا مثلك".

وعاد الصحفي الراحل بالزمن إلي تولي الملك عبد العزيز للحكم، وقال: إن "القصة الكلاسيكية أنه عرض على والده الأمير عبد الرحمن الفيصل آل سعود الحكم هي غير صحيحة، ولكنه بعد أن استقبله وأكرمه قال له إنه دوري، أنا أخذت الحكم بالقوة، أنا فتحت الرياض".

ووصف خاشقجي حال أسرة آل سعود قبل الملك عبد العزيز بأنها "كانت مسكينة ولاجئة في الكويت ثم في قطر"، واصفاً إياه "بأنه بالفعل بنى السعودية الحديثة، ونحن نطلق عليه المؤسس".

واستطرد: "واضح أن ابن سلمان يريد أن يعيد هذه الصورة، ولكنه يريد إعادتها عموديا، الإشاعة القوية أنه ينوي أن يقيل أناساً كثيرين من الديوان الملكي، ويختصره على الملك وولي العهد وربما عدد صغير معهم".

وحول سياسات ابن سلمان قال: "أعتقد شخصياً كمواطن سعودي أن إعادة ابن سلمان لصياغة الأسرة المالكة فكرة جيدة وسيكون له تأثير اقتصادي وفي القوة، والذي يهمني أنا كمواطن أنه سوف يجعله يرانا".

وتابع: "أعتقد أن تصغير الأسرة المالكة شيء مفيد وسيكون له انعكاسات اقتصادية وسياسية، لأن الأمراء كونهم أمراء يحصلون على مزايا تفضيلية في العمل والرعاية".

وبين تنظيم الأسرة المالكة، قائلا: "صاحب السمو الملكي هم أبناء وأحفاد عبد العزيز، صاحب السمو أبناء إخوة عبد العزيز وأبناء عمهم، بين هؤلاء وهؤلاء يصل عددهم إلى أكثر من 10 آلاف وقد يصل لـ20 ألفاً، والأرقام معروفة ولهم مخصصات مالية، وهناك نظام مكتوب، كما تتفاوت الأموال التي يأخذونها".

وأكد أن عدد الشركات التي يملكها الأمراء هائل جداً، ففي العام 1996 أو 1997، قال خاشقجي: إنه "حصل على كتاب من شخص باكستاني كان يعمل سكرتيرا بالسفارة اليابانية في جدة، ويبدو أنه أوكل له أن يسجل من الصحيفة الرسمية السعودية كل أسماء الشركات التي يملكها الأمراء وعددها هائل جداً".

وقارن الصحفي الراحل في التسجيل بين حال المواطن السعودي قبل وبعد ابن سلمان. وأوضح أنه في السابق كان "المواطن مركز ثاني، لذلك الدولة لا تراه" لكن في عهد ابن سلمان لفت إلى أن الدولة باتت تراه كمصدر للدخل، لكن المواطنين بدؤوا يضجرون من ذلك.

ولفت إلى أنه "حتى الآن لا يوجد ضريبة على الدخل في السعودية ولكن السعودي يدفع رسوماً"، لكن اعتبر وجود نظام الضرائب يفيد المواطن السعودي والمملكة على المدى البعيد.

وأردف خاشقجي: "عندما ندفع الضرائب وأعتقد أن هذا يوم آت لا محالة، ستتغير نمطية الحياة؛ ستبدأ الدولة بالاهتمام بإنتاجية الفرد، كما أن الشخص سيصبح لدى الدولة أكثر قيمة، تهتم بتعليمه ونجاحه في العمل؛ لأنه يدفع حصة من دخله إليها".

 

أضف تعليقك