• الصلاة القادمة

    الفجر 04:23

 
news Image
منذ ثانيتين

يوافق اليوم الأحد 30 سبتمبر الذكرى الـ18 لاستشهاد الطفل الفلسطيني محمد الدرة في ثاني أيام انتفاضة الأقصى، ليصبح أيقونة الانتفاضة الفلسطينية ومُلهمها، وصورتها الإنسانية في مشهد لن ينساه العالم.

فقبل 18 عامًا، كان “محمد” الطفل البالغ من العمر 12 عامًا، يسير بجوار والده في شارع صلاح الدين بقطاع غزة، ليتعرضا لإطلاق النار من قوات الاحتلال دون ذنب؛ فحاولا الاختباء خلف برميل إسمنتي.

حاول الأب “جمال الدرة” أن يحمي ابنه بكل قواه، إلا أن الرصاص اخترق يده اليمنى، ثم أصيب محمد بأول طلقة في رجله اليمنى، ثم تلقى المزيد من الرصاص في ظهره؛ فانكفأ على الأرض مضرجًا بدمائه دون حراك.

واندلعت شرارة الانتفاضة الفلسطينية الثانية، يوم 28 من سبتمبر عام 2000، عقب اقتحام رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي الأسبق “أرئيل شارون”، المسجد الأقصى، ومعه قوات كبيرة من الجيش والشرطة.

وتجوّل شارون آنذاك في ساحات المسجد، وقال إن “الحرم القدسي” سيبقى منطقة إسرائيلية، ما أثار استفزاز الفلسطينيين، فاندلعت المواجهات بين المصلين والجنود الإسرائيليين”.

ويعدّ “محمد الدرة” رمزًا للانتفاضة الثانية، وأثار إعدامه مشاعر غضب الفلسطينيين في كل مكان، وهو ما دفعهم للخروج في مظاهرات غاضبة ومواجهة جيش الاحتلال.

وأسفرت الانتفاضة الثانية عن استشهاد 4412 فلسطينيًا إضافة لـ 48322 جريحًا، بينما قتل 1069 إسرائيليًا وجرح 4500 آخرون.

حاول الكيان الصهيوني التبرؤ من قتل الدرة الصغير، الذي اختصر استشهاده آلاف المشاهد والمآسي التي سجلها الاحتلال في حق الشعب الفلسطيني، كاشفاً لطبيعة العدو التي نسيها أو تناساها البعض، عدو يغتال الأطفال والأحلام ولا يجدي معه أي سلام.

بعد استشهاد الدرة الصغير بأكثر من عامين، رزق والده جمال الدرة ولدًا آخر عوضًا عن فقيده، أطلق عليه "محمد" أيضاً تيمناً بأخيه، فكان مولده رحمة من الخالق، ورقأ لجراح العائلة بأكملها.

جاء المولود الجديد "محمد" إلى الدنيا، في آخر جمعة من العشر الأواخر من شهر رمضان، التي صادفت "يوم القدس العالمي" لذلك العام، ليأخذ بجانب اسم أخيه، ملامحه أيضاً.

وعائلة "الدرة" كباقي عائلات فلسطين، بسطاء طفحوا الكيل في مخيم البريج للاجئين بقطاع غزة، فالوالد "جمال" كان نجارًا، عاش مع زوجته "أمل" ربة المنزل التي عانت كثيرًا في تربية أطفالها العشرة في ظل ظروف البلد العصيبة.

وتحل اليوم ذكرى استشهاد "الدرة" الـ18 تزامنا مع اندلاع موجة انتفاضة العودة بمسيراتها الحاشدة.

واندلعت شرارة الانتفاضة الفلسطينية الثانية، يوم 28 من سبتمبر عام 2000، عقب اقتحام رئيس الوزراء الصهيوني أرئيل شارون، المسجد الأقصى، ومعه قوات كبيرة من الجيش والشرطة.

وتجوّل شارون آنذاك في ساحات المسجد، وقال إن "الحرم القدسي" سيبقى منطقة إسرائيلية، ما أثار استفزاز الفلسطينيين، فاندلعت المواجهات بين المصلين والجنود الصهاينة.

ويعتبر الطفل الفلسطيني "محمد الدرة" رمزاً للانتفاضة الثانية، وأثار إعدام الجيش الصهيوني له مشاعر غضب الفلسطينيين في كل مكان، وهو ما دفعهم للخروج في مظاهرات غاضبة ومواجهة الجيش الصهيوني.

وتميزت الانتفاضة الثانية، مقارنة بالأولى، التي اندلعت عام 1987، بكثرة المواجهات، وتصاعد وتيرة الأعمال العسكرية بين الفصائل الفلسطينية والجيش الصهيوني.

ووفقا لأرقام فلسطينية وصهيونية رسمية، فقد أسفرت الانتفاضة الثانية عن مقتل 4412  فلسطينياً إضافة لـ 48322 جريحا، بينما قتل 1069 صهيونيا وجرح 4500 آخرون.

ولد محمد جمال الدرة يوم 22 نوفمبر/تشرين الثاني 1988 بمخيم البريج في قطاع غزة، وعاش في كنف أسرة تعود أصولها إلى مدينة الرملة التي احتُلت وطرد أهلها منها عام 1948.. والده جمال كان نجارا، ووالدته أمل ربة منزل عانت كثيرا في تربية أطفالها في ظل ظروف البلد العصيبة.

درس محمد حتى الصف الخامس الابتدائي، وأغلقت مدرسته بسبب الاحتجاجات يوم استشهاده.

لحظة استشهاد محمد الدرة يوم 30 سبتمبر/أيلول 2000 بين ذراعي والده، نقلتها لأكثر من دقيقة كاميرا الصحافي شارل أندرلان في قناة فرانس 2 التلفزيونية عام 2000، وأظهرت كيف أن الوالد كان يطلب من مطلقي النيران التوقف، لكن دون جدوى، إذ فوجئ بابنه يسقط شهيدا.

حاول الاحتلال وجهات يهودية متطرفة التنصل من الجريمة بإلقاء اللوم على المقاومة الفلسطينية، والادعاء أن الطفل محمد قتله فلسطينيون لتشويه صورة الجيش الصهيوني لدى الرأي العام الدولي.

غير أن الصحفي أندرلان أورد في كتابه "موت طفل" اعتراف قائد العمليات في الجيش الصهيوني جيورا عيلاد، الذي صرح لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) في الثالث من أكتوبر/تشرين الأول 2000، بأن "الطلقات جاءت على ما يبدو من الجنود الصهاينة".

شكلت حادثة استشهاد الطفل محمد صدمة كبيرة، ليس فقط لوالده الذي كان معه وإنما لوالدته وعائلته، لكن الله سبحانه وتعالى عوضهم عن الشهيد بطفل آخر أطلق عليه  اسم "محمد" تيمنا بأخيه.

كما أصبح الطفل محمد أيقونة الانتفاضة الفلسطينية ومُلهمها، وصورتها الإنسانية في مشهد لن ينساه العالم.

أضف تعليقك