• الصلاة القادمة

    الفجر 04:23

 
news Image
منذ ثانيتين

في الوقت الذى تصدر فيه أحكام اعدامات بالجملة من محاكم النظام الانقلابى، وقضاة جهنم، يذهب قائد الانقلاب ليحاضرالعالم عن حقوق الإنسان والحريات، في قمة منديلا للسلام، على هامش اجتماعات الدورة الـ73 للجمعية العامة للأمم المتحدة، تكريماً لجهود الزعيم الإفريقى الأشهر، صاحب المجهود الوفير فى مكافحة الفقر وتعزيز العدالة الاجتماعية.

والطريف أن قائد الانقلاب دعا خلال كلمته التي ألقاها بالمؤتمر، إلى “احترام حقوق الإنسان والقيم الإنسانية، وكان الأولى والأجدر من القائمين على المؤتمر، أن يمنعوا كل من استولى على الحكم عن طريق الانقلابات العسكرية، حتى يتم فضح أمرهم أمام العالم، ولكن كيف والحالة هذه أن يفسح المجال لقائد الانقلاب العسكرى، الذى قتل الألاف من المعتصمين السلميين، في مذابح ممنهجة في رابعة والنهضة، وزج بالألا ف في السجون والمعتقلات، ومازال ينتهك هو وعسكره وقضاته الحقوق والحريات، ومازالت أحكام الإعدامات تحصد العشرات من خيرة أبناء الشعب، بتهم ملفقة ومزيفة، فضلاً عن القتل خارج إطار القانون!!

وهكذا يظهر قائد الانقلاب بشخصية متلونة، ففي الوقت الذى أعلن أنه لايتعرض أي ضابط للمسائلة إذا قتل شخصاً، الأمر الذى أغرى الضباط بقتل المواطنين لأتفه الأسباب، كما لم يكتف أفراد الأذرع الإعلامية

للنظام الانقلابى، بزرع الفتنة بين أفراد الشعب، ونشر المغالطات للرأي العام من أجل التطبييل للنظام الانقلابي، بل وصل الحد ببعضهم الى التحريض العلنى على القتل وعلى الهواء مباشرة، كما فعل

الأمنجى، مخبر أمن الدولة “محمد الباز” على قتل بعض المعارضين من أمثال، معتز مطر ومحمد ناصر، وأيمن نور، بداعي أنهم يمثلون رموزا للمعارضة المصرية في الخارج.

ويقول أن هؤلاء الناس يستحقون القتل، لو في واحد مصري يطول أيمن نور يقتله، يطول معتز مطر يقتله، يطول محمد نار يقتله…، اذا قلتلي انت بتحرض على قتلهم أقول لك آه… انت قدام ناس حطوا نفسهم قدام خانة العدو لهذا البلد… هؤلاء الناس وغيرهم من قيادات الاخوان الموجودة يستحقون القتل ولو أتيح لك قتلهم اقتلهم….

وبرر تحريضه على قتل المعارضين، بأنهم يشاركوا بتدمير الوطن وخوض حرب ضد مصر، وأن الأمر لا يحتاج لدعاوي قضائية تأخذ وقتا، وأن الحل هو اعدامهم، ثم يأتي قائد الانقلاب وفى مؤتمر أممى للسلام ليتحدث عن حقوق الإنسان!!

ماهذا التناقض؟؟

وإنها من المفارقات العجيبة، أن يقف قائد الانقلاب العسكرى في قمة نليسون منديلا للسلام، في إطار فعاليات الدورة 73 للجمعية العامة للأمم المتحدة ليقول: أننا في أمس الحاجة لأطرفعالة لمعالجة الأسباب الجذرية للنزاعات وتعزيز الحكم الرشيد واحترام حقوق الإنسان بمختلف أبعادها، والقضاء على الفقر والأوبئة، وتفجير طاقات الشباب وتمكين المرأة، بهدف الارتقاء بالإنسان وتحقيق تطلعاته في التنمية المستدامة.

فلنتحرك معاً وقدماً لتحقيق أهداف هذه القمة التاريخية، ولنسترجع القيم والمثل التي تبناها نلسون مانديلا عبر مراحل نضاله، ولنجعل هدفنا المشترك هو تمكين شعوبنا من مستقبل أفضل في عالم أكثر سلاماً واستقراراً.

والسؤال الذى يطرح نفسه هنا: نيلسون مانديلا أرسى مبادئ العدالة والمساواة بين الشعوب، وأنت ماذا أرسيت أيها الدكتاتور سوى نشر الحقد والضغائن والكراهية بين الشعب الواحد وانتهاك مبادى وحقوق الإنسان والحريات؟

ثم أين أنت من منديلا الذى قال: لا يدافع عن فاسد إلا فاسد، ولايدافع عن ساقط إلا ساقط، ولايدافع عن الحرية إلا الأحرار، ولايداع عن الثورة إلا الأبطال، وكل شخص فينا يعلم عن ماذا يدافع؟

وأنت من يرعى الفساد والمفسدين، والفشل في كل مناحى الحياة.

هذا هو منديلا الذى يتحدث عن قائد الانقلاب، واعتقد لوكان منديلا اليوم يعيش بيننا في مصر، لكان مصيره الاعتقال والزج به به في غياهب السجون والمعتقلات، بزعم أنه إرهابى وينضم لجماعة إرهابية، على يد زعيم عصابة الانقلاب!!

ومن كلمات منديلا المؤثرة قوله: ليس حراً من يُهان أمامه إنسان، ولا يشعر بالإهانة.

فكيف بمن يهين ويذل شعبا كاملاً قهراً وجوعاً !!

أضف تعليقك