بقلم: محمد عبد القدوس
المعروف عن نظام حكم العسكر الجاثم على أنفاسنا أنه سيئ السمعة على مستوى العالم كله، في مجال الديمقراطية والحريات العامة وحقوق الإنسان. وقبل أيام ومع بدء السنة الهجرية الجديدة وقع ظلم جديد احتفالًا بهذه المناسبة!، وذكرت الصحف الحكومية ذاتها أنه فريد من نوعه، فلم يسبق له مثيل من قبل.
وقبل الدخول في التفاصيل أسألك: هل توافق على مصادرة أموال شخص ما دون أن تسمع النيابة أقواله أو يقدم إلى المحاكمة، بل ليس متهما في أي قضية؟، أرى الدهشة طرأت على وجهك وأنت تقرأ كلامي هذا، وأسألك هل توافق على وضع أولاد وبنات تحت الحراسة لمجرد أن والدهم ينتمي إلى الإخوان.. ما ذنبهم؟ والذي أعلمه علم اليقين أن مصادرة الأموال وتأميم الممتلكات عقاب لجريمة كبرى ولا يمكن أن تقع إلا بحكم قضائي نهائي!، والذي حدث في بلادي عكس ذلك، تحريات من أمن الدولة مشكوك في صحتها أدت إلى مصادرة ممتلكات 1589 شخصًا و1133 جمعية بحجة أنهم من الإخوان، وشمل هذا التأميم الواسع النطاق 118 شركة، و104 مدارس، و69 مستشفى ، وقطع أراض زراعية تقدر بآلاف الأفدنة، و17 دور نشرٍ، و33 موقعًا إلكترونيًّا وقناة فضائية.
وهذا الظلم البين يعني تطفيش الاستثمارات من مصر وهروب رؤوس الأموال، سواء المحلية أو الأجنبية.
ويلاحظ في هذه القائمة أن هناك من لا صلة لهم بالإخوان، وأشهرهم اللاعب الجميل محمد أبو تريكة، ورجل الأعمال الخلوق “صفوان ثابت”، والعديد من أساتذة الجامعة الذين كرسوا حياتهم للعلم ولا صلة لهم بالسياسة، وعدد من أصحاب دور النشر، وكل جريمتهم أنهم كانوا ناشرين لكتب إسلامية!، وتضم القائمة كذلك أعدادا كبيرة من الجيل الجديد الذين لا صلة لهم بالإخوان.
وأخيرا أقدم لك مفاجأة أن حوالي مئة من هؤلاء على الأقل ليسوا متهمين ولم تسألهم النيابة، بل كانوا يمارسون حياتهم بطريقة طبيعية قبل التحفظ على أموالهم ومصادرتها، ودون أن يستجوبهم أحد حتى هذه اللحظة، مثل هذه الأسماء التي ذكرتها من قبل، أبو تريكة وصفوان ثابت. إنه الظلم في أبشع صوره وربنا يأخذ كل ظالم أخذ عزيز مقتدر.
ويا رب نسألك أن نرى في حياتنا شروق شمس الحرية، وزوال الظلم والظلام والظلمات الجاثمة على أرض بلادي.
أضف تعليقك