كثير هم أدعياء الثورة ونشطاء السبوبة، الذين أعلنوا ندمهم على مشاركتهم في 30 يونية، وأنهم يعضون أناملهم،ويقرعون أسنانهم ، بعد اكتشافهم مؤامرات العسكر، ومع أن التوبة تجب ماقبلها، لكن توبة هؤلاء ناقصة وغير مكتملة الأركان فلم نسمع حتى اليوم واحداً من هؤلاء، ندم على مشاركته في سفك الدماء !!
من هؤلاء على سبيل المثال لا الحصرالدكتور”حسن نافعة”، والذى من المفترض أن يكون من رجال السياسة المتميزين في مصر، لأنه أستاذ العلوم السياسية.
لكننى كم تعجبت كثيراً، وسيتعجب معى القارئ، عندما يعلم أن الدكتور”حسن نافعة”،هو صاحب مبادرة تنازل الرئيس “محمد مرسى” لصالح الكومبارس” حمدين صباحى” ، بعدما انحصر سباق الانتخابات الرئاسية عام 2012، بين مرشح العسكر “أحمد شفيق” وبين مرشح الثورة الرئيس “محمد مرسى” ، يقول الدكتور “حسن نافعة” :بعد اجتماع مرشحي الرئاسة مع جماعة الإخوان، تم عرض تنازل محمد مرسى لصالح حمدين صباحى، من أجل خوض جولة الإعادة ضد أحمد شفيق، لكون حظوظ حمدين ستكون أقوى من مرسي!!
ولا أدرى من أين جاء بهذا الوهم، الرئيس مرسى الذى تسانده جماعة متجذرة في المجتمع المصرى منذ أكثر من ثمانين عاماً، تكون حظوظه أقل من الكومبارس الناصرى !!
ويبرر الدكتور “حسن نافعة” مبادرته هذه، بأن القوى التى كانت تدعم الإخوان فى الانتخابات البرلمانية ليست هى الموجودة الآن، ولذلك ندعم تنازل مرسى لحمدين من أجل إنقاذ الثورة من إعادة إنتاج النظام السابق.
لا ياشيخ تنازل مرسى لحمدين سوف ينقذ الثورة من عودة النظام السابق، لاتعجب إنها علوم سياسة نافعة!!
ومنذ شهورطرح الدكتور “حسن نافعة” مبادرة جديدة مفادها ، أنه يصعب إعادة بناء دولة مترهلة ومنقسمة على نفسها، ناهيك عن تمكينها من شروط النهضة، ما لم تقتنع جماعة الإخوان بأهمية حل نفسها طواعية، وتقتنع المؤسسة العسكرية بضرورة الابتعاد عن التدخل في شئون الحكم، للوصول إلى هذه المحطة نحتاج إلى خارطة طريق جديدة وحلول مرحلية مترابطة الحلقات فهل نستطيع؟
يادكتور نافعة لا تقلب الحقائق، ولاتجامل على حساب المبادئ،المشكلة تكمن في العسكر ، وأنهم هم المشكلة ولن يكونوا جزءً من الحل، أن يعودوا إلى ثكناتهم كما كانت فكرة الرئيس “محمد نجيب” بعد ثورة يوليو 1952؟ وليس حل جماعة الإخوان المسلمين،وإذا أردت أن تطاع فأمر بما يستطاع!!
وبعد القبض على السفير معصوم مرزوق والدكتور يحيى القزاز وغيرهم قال الدكتور نافعة: بأن ذلك لا يعد فقط جريمة قانونية وأخلاقية وإنما أيضا خطأ سياسي فادح، يؤكد أن النظام يتبع منهج “من ليس معي فهو ضدي ومع الإخوان” و أنه يتعمد إغلاق المجال العام نهائيا، حتى لا يصبح هناك سوى المؤسسة العسكرية فوق السطح وجماعة الاخوان تحت الأرض.
وهذا وضع بالغ الخطورة ، النظام الذي يعتقل ويحاكم سامي عنان وهشام جنينة وَعَبَد المنعم ابو الفتوح وحازم عبد العظيم ومعهم شباب من أمثال هشام جعفر وواىل عباس وشادي الغزالى وأحمد عادل وشوكان لا يمكن ان يكون فقط معاديا للإخوان وإنما للشعب كله!!
وكأنهم فقط هؤلاء هم الذين قبض عليهم وليس هناك أكثر من 80 ألف معتقل يسامون سوء العذاب في سجون العسكر، ولا أدرى بأي منطق يتعامل دكتور العلوم السياسية؟ !!
وأخيراً اكتشف الدكتور نافعة،أن نصف الذين خرجوا في يونيو 2013 حركتهم دوافع نبيلة دفاعا عن الديمقرطية، وأن نصفهم الآخر حركتهم دوافع انتقامية لاستعادة النظام القديم بالتنسيق مع أجهزة الدولة العميقة، وأن السيسي استغل الجميع ليقيم نظاما هو الأكثراستبدادا وضحالة في تاريخ مصر.
وأين هي الدوافع النبيلة في الانقلاب على الرئيس المنتخب واستجداء عودة العسكرللسلطة ياسيادة الدكتور؟!!
ولم يكن هذا هو الكتشاف الوحيد للدكتور”حسن نافعة” بل اكتشف أيضاً ،أن 30 يونية، ليست ثورة بل انقلاب ، وتقريبا نفس اكتشاف الدكتور “عبدالمنعم أبو الفتوح” ، الذى اكتشف اكتشافا طال انتظاره، عندما اكتشف،بأن مصر يحكمها العسكر!!
وهاذان الاكتشافان لايبعدان كثيراً،عن اكتشاف الدكتور “عمار على حسن” الذى اكتشف: موت السياسة بمطاردة التيار المدني الوطني العلني السلمي معناه تسليم مصر بعد حين، لتنظيمات متطرفة وإرهابية تحاربها السلطة الآن.
فالمتطرفون يجيدون العمل تحت الأرض، ويتمددون رغم القبضة الأمنية الشديدة، طالما أن أهل الحكم يخلون الساحة أمامهم من التيار المدني.
إنهم يصنعون مصرستان دون قصد.
والسؤال الذى يطرح نفسه، على سعادة الدكتور،ألم تشارك سعادتك فى تشييع وتأبين السياسة فى 30 يونية أنت وأمثالك، عندما ظننتم أن العسكر بعد الفراغ من الانقلاب، سيسلمون لكم السلطة؟
ألم ينقلب تيارك المدنى الوطنى العلنى السلمى، على التجربة الديمقراطية ويكفر بها، لأنها فقط جاءت بالإخوان، لتعود الكلمة لصندوق الذخيرة، ألم يهلل تيارك المدنى الوطنى العلنى السلمى لسفك الدماء المعصومة في رابعة والنهضة؟!!
وأنت الذى تنازلت عن مدنيتك المزعومة الزائفة طواعية، لقائد الانقلاب العسكري، لأنه خلصكم من حكم الإخوان، وقبلتم بلعق البيادة في مقابل ذلك!!
كيف لو تم القبض على هؤلاء في زمن الديمقراطية الحقيقة، أيام الرئيس المنتخب محمد مرسى،كانت جبهة الخراب، و6إبريل، ونشطاء السبوبة،نزلوا التحرير وحاصروا الاتحادية، ورأيناهم ينبحون في كل الفضائيات!!
فلماذا الصمت الآن وابتلاع البيادة،هل هوالخوف من مصير هؤلاء، أم أن عنتريات ممدوح حمزة وأبوزلطة و6إبريل ،لم يعد لها وجود في ظل حكم العسكر؟!!
أضف تعليقك