لم يتوقع غالبية المواطنين سقوط الأمطار بهذه الغزارة بهذه التوقيت من العام، خاصة مع ارتفاع حرارة الجو، ما أثار دهشة لدى الأوساط الشعبية والإعلامية، في الأيام الأخيرة.
إلا أن الأمر لا يجب أن يكون مفاجأة لحكومة الانقلاب وخبراء الأرصاد، فمنذ 4 سنوات دخلت مصر في حزام الأمطار والسيول، بعد أن كانت جافة المناخ لعقود طويلة، فيما تعرضت محافظات القناة عام 2014 و 2016 لسيول شديدة لأول مرة في تاريخها.
وتشير التنبؤات الخاصة بحالة الطقس والأمطار من قبل الهيئة العامة للأرصاد الجوية وقطاع التخطيط بوزارة الموارد المائية والري باستمرار حالة عدم الاستقرار وسقوط أمطار رعدية غزيرة قد تصل إلى حد السيول بمحافظات (جنوب سيناء – السويس – البحر الأحمر) خاصة طرق (طابا- نويبع، الزعفرانة – العين السخنة)، هذا وقد تم تحويل حركة المرور من طريق (الزعفرانة – العين السخنة) إلى طريق (الجلالة – القاهرة).
أغلقت الأمطار أجزاء من الطريق الدائري بالقاهرة لعدة ساعات، ما أجبر بعض المسافرين على قضاء الليل داخل سياراتهم.
وكانت القاهرة الجديدة، وهو حي محاط بالأشجار شرقي العاصمة، الأكثر تضررًا حيث سقطت الكابلات الكهربائية في مياه الأمطار التي حاصرت المواطنين داخل سياراتهم.
وتوقع رئيس هيئة الأرصاد الجوية المصرية، أحمد عبد العال، في تصريح لصحيفة الأهرام، أن تستمر الأحوال الجوية السيئة والأمطار الغزيرة، وإنه من المتوقع أن يتحسن الطقس في أنحاء البلاد بدءا من يوم الجمعة.
وفي هذا التقرير نرصد أشهر السيول التي تعرضت لها مصر خلال الأعوام الماضية.
تاريخ السيول
ففي عام 1947، تعرضت منطقة وادي العريش في 18 مارس، من العام نفسه، إلى سيل مدمر، استمر لثلاثة أيام، بلغ حجمه أكثر من 21 مليون متر مكعب من المياه المتراكمة، وقدر متوسط تصريف المياه آنذاك بمقدار 80 مترًا مكعبًا في الثانية الواحدة، ونتج عنه تدمير السدود المنشأة عليه وإتلاف آلاف الأفدنة الزراعة، وتدمير مئات البيوت السكنية.
وفي عام 1975، ضرب سيل جارف وادي العريش وقطاع الصعيد، ما أسفر عن تدمير 200 منزل ومصرع 17 شخصًا، وتشريد آلاف الأسر.
وتعرضت محافظات أسيوط وسوهاج لأضرار بالغة، نتج عنها تدمير قرى بأكملها، ومازالت هناك قرى تعاني من عدة مشاكل بمخرات السيول حتى الآن.
وفي عام 1987، اجتاح سيل شديد الخطورة، عدة مناطق بجنوب سيناء، كوادي نويبع وطريق طابا وشرم الشيخ، ووادي "وتير" الذي اعتبره خبراء بأنه من أخطر الأودية بسبب قرب منبعه ومصبه، وشدة انحداره.
وأصيب نحو 27 شخصًا بلدغات الثعابين التي خرجت من جحورها بالجبال جراء تلك السيول.
وفي عام 1990، كان وادي علم هو ضحية سيول هذا العام التي نتج عنها غرق مركز التعدين بمرسي علم حيث احتجزت المياه خلف الطريق العام بارتفاع متر تقريبًا وكان هذا الطريق قد أنشئ حديثًا ولم يؤخذ في الاعتبار عند إنشائه ما يمكن أن يتعرض له في حالة هطول الأمطار السيلية.
وفي عام 1994، تعرضت قرى محافظات أسيوط وسوهاج وقنا إلى سيول جارفة احتاجت عددًا كبيرًا من المنازل، والمناطق الأثرية يومي 7 و8 من أكتوبر من العام ذاته.
وأسفر عن ذلك، تدمير أكثر من 15 ألف منزل، وغرق نحو 25 ألف فدان زراعي، إلى جانب أكثر من 500 قتيل بمنطقة الصعيد وحدها.
واجتاح سيل عام 1996، عددًا من المناطق الأثرية، بالجانب الغربي لنهر النيل، أشهرها، وادي الملوك ووادي الملكات ومعبد سيتي الأول، فيما دمر سور مقبرة "خور محب"، ونتج عن ذلك نقص شديد في أعداد السياح، القادمين بالموسم السياحي الشتوي حينذاك.
وفى نفس العام أزيلت قرية القرنة بالأقصر تماما عن الوجود ووصفت الحكومة السيول وما نتج عنها أنها كارثة طبيعية ليس إهمالًا منها في بناء مخارات لمنع السيول.
وتعرضت محافظة قنا، إلى السيول من نفس العام، ما أسفر عن هدم أكثر من ألف منزل بـ 7 قرى، هي المعنا – عزبة حامد – القوقار- العصارة – النحال – الشيخ يونس – عزبة البورصة".
وفي عام 2013، اجتاحت السيول محافظات الصعيد خاصة أسيوط وسوهاج ما تسبب في فقد الكثير من الأرواح بالإضافة إلى تلف الكثير من البيوت وبلغت تكلفة الإصلاحات 750 مليون جنيه.
أما في عام 2015، اجتاحت السيول محافظة الإسكندرية، والبحيرة، ما نتج عنه غرق الشوارع ومقتل 8 أشخاص صعقًا بالكهرباء وغرقًا، فيما قتل 3 آخرين بمحافظة البحيرة، وكانت تلك السيول الأشهر في عام 2015.
أضف تعليقك