بقلم: سكينة إبراهيم
تحية تقدير وامتنان لكافة شهداء الوطن الأوفياء، والذين خضبت دماؤهم الزكية أرض سيناء المباركة حتى يحافظوا عليها على مر التاريخ، وهي تحية موصولة لكافة أهالي سيناء الحبيبة، والذين يمثلون حتى اللحظة حائط الصد ضد توغل العدو ومخططاته.
ولا يفوتنا هنا أن نؤكد كيف كانت سيناء حاضرة في عهد الرئيس الشرعي المنتخب، فهي بوابة الأمن القومي الشرقي، فضلا عن أنها تمثل 6% من مساحة مصر، وتختص بنحو 30% من سواحل البلاد، ومن ثم كان سعي الرئيس مرسي إلى تنميتها وإنصاف أبنائها؛ فأصدر قراراته بإعادة المحاكمات الغيابية التي صدرت ضد معتقلي سيناء، كما أصدر قرارًا بإنشاء جهاز للتنمية يتولى مهام تخصيص الأراضي، والأهم من ذلك أن الرئيس مرسي كان يتطلع بجدية إلى تنفيذ مشروع عاجل للنهضة هناك، ورصد 4.6 مليار جنيه كبداية، يتم إنفاقها خلال ستة أشهر فقط، كما أن مشروع تنمية محور قناة السويس الواعد كان نصيب سيناء منه كبيرا.
ولا مراء بعد ذلك في القول إن هذا الاهتمام كان أحد أسباب الانقلاب على الشرعية؛ حتى تظل سيناء لقمة سائغة ينصب حولها العدو شباكه كلما سنحت له الفرصة، وها قد رأينا كيف حوّل الانقلاب ذكرى التحرير إلى واقع حزين نتابع فيه تدمير السيسي لكل مظاهر العمران والحياة، فهجّر الأهالي، واعتقل النساء والأطفال، وهدم المنازل والمصانع والمساجد، هذا بخلاف فتح النيران للقتل والتصفية الجسدية بلا أي وازع من ضمير، وبعيدا عن أي قانون أو أحكام للقضاء ولو حتى هزلية.
إن أيدي الانقلاب الآثمة قد سبقتها من قبل يد المخلوع مبارك، والتي عطلت كافة مشاريع الإعمار حتى تبقى سيناء منطقة عازلة تحقق أمان الكيان الصهيوني ومصلحته، واليوم تقع مخططات التهجير والتدمير ضمن مشروع ضخم لإتمام ما يعرف بصفقة القرن، والتي هي أحد أهم أهداف انقلاب السيسي ومن يعاونه ويؤيده في المجتمع الدولي، مما يوجب علينا الآن الصدع برفض هذا المخطط الخبيث وكشفه أمام شعوب العالم الأحرار.
أمام سيناء تحدٍ آخر في معركة الوعي للأمة كلها، فتاريخ النضال والدماء فيها يشهد بأن العدو الحقيقي هو الكيان الصهويني، وأنه لا قبول به أبدا في المنطقة.
إن الوقت لم يضع بعد أيها المصريون الأحرار، بل إن ثورتكم المستمرة منذ سبع سنوات كاملة لهي دليل لا يقبل المراوغة على تمسككم بكرامة وحرية أراضيكم ورفضكم أي تدخل أو سيطرة عليها، سواء من المحتلين أو من عصبة من الفاسدين الانقلابين الذين يعصفون ليس فقط بالمستقبل الأفضل للبلاد، بل وكذلك بالتاريخ وما سطره من ملاحم وبطولات، ومن ثم فها هو الوقت يعيد نفسه لنستمد من ذكرى تحرير سيناء روحا بطولية، فنستمر في الثورة وفي رفض الانقلاب حتى نستعيد شرعيتنا ومعها نحافظ على تراب وطننا ومقدراته.
أضف تعليقك