تعيش جنى في قرية النبي صالح في الضفة الغربية المحتلة، وتشارك بانتظام في مظاهرات ضد الاحتلال الصهيوني مع العديد من الأطفال الآخرين، بدأت بتصوير أحداث المظاهرات التي تحدث في قريتها بالفيديو عندما كانت في الثامنة من العمر، وتقوم بنشرها عبر المواقع الاجتماعية حتى تنقل معاناة شعبها في رسالة من فلسطين إلى العالم.
والدة جنى، نوال عبد السلام التميمي، اكتشفت ما تقوم به طفلتها على صفحتها والإقبال والتشجيع الذي تحصده، فأطلقت لها صفحة على "فيسبوك" حين كانت في الثامنة من عمرها، واستمرت جنى بتوثيق تلك الانتهاكات ونشرها، وأصبح لها متابعون بلغ عددهم حالياً نحو 280 ألف متابع.
جنى ابنة الصف السادس الأساسي التي بلغت من العمر 12 عاما قبل نحو أسبوع، كأي طفلة فلسطينية، ترى ما يقوم به جيش الاحتلال من انتهاكات بحق الفلسطينيين، خاصة في قريتها، فقد رأت قبل عدة سنوات اثنين من أقاربها شهيدين، وهما مصطفى التميمي ورشدي التميمي، وتتكرر اقتحامات جيش الاحتلال لمنزل عائلتها كونه يقع في أطراف القرية.
وكان لمشهد إطلاق جنود الاحتلال قنبلة غاز مسيل للدموع وسط مجموعة من الأطفال، وبينهم جنى، قبل أربع سنوات، الأثر البالغ في فضح الاحتلال وممارساته، وأصرت على مواصلة مشوارها في توثيق ما يتعرض له أطفال فلسطين.
تلك الانتهاكات تركت أثرًا في نفس جنى، وجعلتها تدرك أهمية الصحافة في توثيق الأحداث، تارة تجدها تصور من خلف النوافذ حين اقتحام جنود الاحتلال القرية أو منزل عائلتها، وتتحدث الإنكليزية والعربية بطلاقة عند مخاطبة جنود الاحتلال أو التعليق في تقاريرها على الأحداث.
جنى تحمل الجنسية الأميركية بعد ولادتها في الولايات المتحدة، ثم عادت لتعيش مع والدتها في النبي صالح بعد انفصال والديها، تعرضت على صفحتها في "فيسبوك" من قبل المستوطنين للتهديد بالقتل وعائلتها عبر رسائل كانت تصل إليها على صفحتها.
جاءت تلك التهديدات بعد فترة وجيزة من تقرير أعدته دائرة الشؤون الاستراتيجية التابعة لوزارة الخارجية الصهيونية قبل عدة أشهر، وكشفته القناة الصهيونية الثانية، والذي تصف فيه جنى بأنها الطفلة التي تشكل خطرًا قادمًا للكيان الصهيوني كونها ذات ملامح أوروبية وتتكلم الإنكليزية بطلاقة، ويأتي الجنود إلى منزلها بدلا من أن تذهب إليهم، وهو ما تعتبره عائلتها تحريض على شخصها.
أضف تعليقك