أقيم مصنع الجوت عام 1958 على الجانب الغربي من مدينة بلبيس، أمام الكلية الجوية، على مساحة 120 فدانا ، لإنتاج أجوال الخيش، وهو الأول من نوعه في الشرق الأوسط لتصنيع أجولة الخيش، بغرض الحفاظ على المنتجات الزراعية والتي من أهمها القمح و القطن، ليتحول المصنع مؤخرًا إلى حطام تكسوه خيوط العنكبوت و الحشرات بسبب سوء الإدارة.
وأكد عمال المصنع أنه كان مدينة كاملة وخلية نحل يعمل فيه الآلاف من العمال والموظفين، وكان هناك نشاط اجتماعي و فرقة مسرح تقدم عروضا مسرحية وفنية عليها، وفريق للكرة شارك فى الدوري الممتاز موسم 1977/1978 ، وقدم مباريات قوية خلال هذا الموسم.
وأوضح العمال أن سوء الإدارة و ضعف الرقابة والفساد ، كانت أسهم قاتلة لهذا الصرح الاقتصادي الكبير ، فمع بداية التسعينات، بدأ الإهمال و الفساد يعشش داخل المصنع، و اتجه إلى سياسية البيع و الخصخصة، بعد أن نهب خير المصنع من قبل كبار الموظفين على حساب العمال، الذى أدى لتدمر بيوت و تشريد العمال بدلا من إعادة نهضة هذا المصنع .
وأشاروا إلى أن مجالس الإدارات المتعاقبة في تلك الفترة ، بدأت بتقليص الرواتب و خصم الحوافز ، للضغط على العمال للخروج معاش مكبر ، و تم تصفية العمال من 6 آلاف إلى 167 عاملا وأغلق النادي الاجتماعي و المستشفى ، قبل سنوات ، حتى خرجوا جمعيهم على المعاش المبكر ، ليعملوا فى مصانع الجوت بالقطاع الخاص.
وبينوا أن آخر العمال وعددهم 64 عاملا ، تم نقل 10 منهم إلى مصنع مستطرد و45 إلى مصنع الغزل بالزقازيق، مؤكدين أن الفساد الإداري أدى إلى تراكم الديوان على المصنع لأحد البنوك، مما اضطر الإدارة للتنازل عن قطعة أرض كبيرة تساوى عشرات الملايين من حرم المصنع.
أضف تعليقك