كان للانتخابات الرئاسية بعد ثورة يناير التي أطاحت بمبارك بهجة خاصة، ورغبة حقيقية في المشاركة، وشعور بأن صوت المواطن المصري أصبح له قيمة وتعددية بين المرشحين الذين وصل عددهم إلى 13 مرشحًا، ممثلين لمختلف التيارات، بينما تهلّ مسرحية الانتخابات الحالية برأسها ولا يخوضها سوى مرشحان، لا ثالث لهما، تغلّفها رائحة الدماء والغدر والاعتقال وكبت الحريات.
ونعقد في هذا التقرير مقارنة بين الانتخابات النزيهة التي جرت عام 2012 عقب الثورة وتمخضت عن فوز الرئيس الشرعي للبلاد محمد مرسي بالرئاسة، وبين المسرحية الهزلية التي تجري هذه الأيام برعاية السفاح قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي.
انتخابات نزيهة
وقعت العديد من الأحداث بالشارع السياسي المصري في سياق التنافس في سباق الرئاسة المصرية وانتخاب أول رئيس مصري بعد الثورة.
وجاء التسلسل الزمني للانتخابات النزيهة التي عقدت عام 2012 كالتالي :
19 يناير 2012
المجلس الأعلى للقوات المسلحة يصدر مرسوما بقانون يتضمن تعديل بعض أحكام القانون رقم 174 لسنة 2005 الخاص بتنظيم الانتخابات الرئاسية قبل أيام من عقد مجلس الشعب المصري أولى جلساته في 23 يناير.
19 فبراير2012
رئيس المحكمة الدستورية العليا فاروق سلطان يعقد مؤتمرًا صحافيًا يعلن فيه فتح باب الترشح بدءا من 10 مارس وحتى 8 أبريل.
7 مارس 2012
لجنة الانتخابات الرئاسية تصدر قرارًا بشأن قواعد تمويل الحملات الانتخابية يحدد عشرة ملايين جنيه مصري كحد أقصى لما ينفقه كل مرشح في حملته الانتخابية ومليون جنيه مصري كحد أقصى للإنفاق في حالة انتخابات الإعادة.
ويحظر القرار تلقي أية تبرعات من أي دولة أو جهة أجنبية أو منظمات دولية أو أي جهة يساهم في رأسمالها شخص أجنبي.
10 مارس 2012
بدء تلقي طلبات الترشيح لرئاسة الجمهورية، ولجنة الانتخابات الرئاسية تستقبل حتى 8 أبريل أكثر من 1400 مواطن قدموا طلبات الترشح.
26 أبريل 2012
إعلان لجنة الانتخابات الرئاسية القائمة النهائية للمرشحين، وتحدد اللجنة في بيانها، الذي أعلنته في مؤتمر صحفي عقد في القاهرة 13 مرشحًا مؤهلًا لخوض هذه الانتخابات وهم : عمرو موسى، عبد المنعم أبو الفتوح، حمدين صباحى، محمد سليم العوا، هشام البسطويسى، عبد الله الأشعل، محمد فوزى، محمد مرسى، خالد على، أحمد حسام خير الله، محمود حسام جلال، أبو العز الحريرى وأحمد شفيق.
وتؤكد على أن تبدأ الحملة الانتخابية في 30 أبريل وتستمر على مدار 21 يوما حتى 21 مايو.
11 - 17 مايو 2012
المصريون في الخارج يبدأون بالادلاء بأصواتهم بمقر البعثة الدبلوماسية أو القنصلية المصرية المسجل أمامها الناخب على مدار سبعة أيام. وبموجب قرار صادر عن لجنة الانتخابات الرئاسية، يترتب على تسجيل الناخب بسجلات المقترعين خارج البلاد رفع اسمه من كشوف الناخبين داخل مصر.
وبلغ العدد الإجمالي للمصريين الذين سجلوا أسماءهم للمشاركة في الانتخابات الرئاسية نحو 587 ألف مواطن تتوزع النسبة الأكبر منهم على عدد من الدول العربية وهي السعودية والكويت والامارات العربية المتحدة.
23 -24 مايو 2012
فتح أبواب الاقتراع أمام المصريين في الداخل على مدار اليومين في أول انتخابات رئاسية بعد الثورة، على أن ينتهي الفرز وترسل المحاضر للجنة الانتخابات الرئاسية في 26 مايو.
28 مايو 2012
اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية تعلن رفض الطعون على الانتخابات وإجراء جولة إعادة فاصلة بين مرشح حزب الحرية والعدالة محمد مرسي، وأحمد شفيق رئيس الوزراء في عهد نظام المخلوع مبارك.
وأعلن رئيس اللجنة عن حصول مرسي على 5 ملايين و764952 صوتًا، وشفيق على تأييد 5 ملايين و505327 صوتًا والمرشح حمدين صباحي على 4 أربعة ملايين و820273 صوتًا.
3 - 9 يونيو 2012
بدء انتخاب المصريين المقيمين في الخارج في جولة الإعادة.
16 ـ 17 يونيو 2012
المصريون في الداخل يذهبون إلى صناديق الاقتراع للإدلاء بأصواتهم في جولة الإعادة بين محمد مرسي وأحمد شفيق.
ويتبع ذلك فرز الأصوات وتلقي الطعون على النتائج لتعلن النتيجة النهائية ويخطر الفائز برئاسة الجمهورية في موعد أقصاه 21 يونيو.
24 يونيو 2012
اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية في مصر تعلن فوز محمد مرسي، مرشح حركة الإخوان المسلمين، في انتخابات الرئاسة بنسبة 51.73 في المئة وسط فرحة غامرة بين أنصاره، ليصبح بذلك أول رئيس يصل إلى سدة الحكم في البلاد في انتخابات ديمقراطية.
فقد حصل مرسي على 13230131 صوتا، بينما حصل منافسه الفريق أحمد شفيق على 12347380 صوتا من أصل 26240763 ناخب أدلوا بأصواتهم، وعدد أصوات صحيحة بلغ 25577511 صوتًا
تمثيلية مفضوحة
مع إعلان المحامي الحقوقي، خالد علي، انسحابه من مسرحية الانتخابات الرئاسية المصرية، بعد يوم على اعتقال المرشح الآخر، الفريق سامي عنان، واتهامه بـ"التزوير"، واعتقال العقيد أحمد قنصوة فور إعلانع عن نيته للترشح، أصبح قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي، من دون منافس فعلي، والعملية الانتخابية أقرب إلى الاستفتاء.
وحثت منظمة العفو الدولية في بيان، سلطات الانقلاب على التوقف عن التدخل في سير الانتخابات، كما طالبتها بوضع ضمانات للترشح الحر.
وقالت في بيان إن توقيف المرشح المحتمل رئيس الأركان السابق الفريق سامي عنان هو «اعتداء على حقوق المشاركة العامة وحرية التعبير، عن طريق التخلص من أي معارضة جدية للرئيس عبد الفتاح السيسي في الانتخابات الرئاسية المقبلة».
كذلك، أدان السيناتور الأمريكي جون ماكين، رئيس لجنة الخدمات المسلحة في مجلس الشيوخ الأمريكي، اعتقال سلطات الانقلاب لمرشحي انتخابات الرئاسة، وإجبارهم على الانسحاب، مشككًا في إمكانية إجراء انتخابات حرة وعادلة في ظل المناخ القمعي وغياب أي منافسة حقيقية.
الإتيان بكومبارس
قبل دقائق من إغلاق الهيئة الوطينة للانتخابات باب الترشح في انتخابات الرئاسة، تقدم موسى مصطفى موسى، رئيس حزب «الغد»، بأوراقه للترشح في مقر الهيئة الوطنية للانتخابات، على الرغم من إعلان تأييده للسيسي، وتدشينه حملة بعنوان «مؤيدون» لدعم الأخير في الانتخابات.
وقدم موسى توقيعات 20 من نواب مجلس نواب الانقلاب، حصل عليها من نواب مستقلين في برلمان الدم، موضحاً أن حزبه نجح في جمع قرابة 40 ألف توكيل شعبي في المحافظات.
وموسى هو الوحيد الذي قبل التقدم بأوراقه في اللحظات الأخيرة، في وقت اتهمه فيه بلعب دور «الكومبارس» في «مسرحية هزلية» تستهدف تجديد البيعة للسيسي لولاية ثانية.
وتعالت الأصوات المطـــالبة بمقاطعة الانتـــخابات الرئاسية، معتبرة أنها تمثل مسرحية هزلية.
"لن ندعم مرشحاً عسكرياً... لن ندعم مرشحاً محسوباً على النظام السابق". كلمات سرعان ما تطايرت مع أول انتخابات رئاسية من المقرر إجراؤها بعد الانقلاب العسكري على مرسي، لنجد الأحزاب التي آثرت عدم دعم مرشح بعينه في الانتخابات المنصرمة، تشارك في انتخابات تجري على دماء شهداء سقطوا لا لشيء سوى أنهم هتفوا: "يسقط يسقط حكم العسكر".
الرئيس مرسي.. الفائز دائمًا
تصدَّر الرئيس الشرعى للبلاد الدكتور محمد مرسي بنسبة 41%، استطلاع رأي لصفحة "الجزيرة مباشر" على "تويتر"، للمرشح لرئاسة مصر 2018.
وقال الاستطلاع : "هؤلاء اقترحهم جمهور الجزيرة مباشر لرئاسة مصر 2018.. فمن هو مرشحك؟".
فاختار 23% قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي، و41% الرئيس محمد مرسي، و09% سامي عنان، و27% حازم صلاح أبو إسماعيل.
أضف تعليقك