الأخوة في الله منحة قدسية وإشراقة ربانية يقذفها الله تعالى في قلوب المخلصين من عباده
"لو أنفقت ما في الأرض جميعاً ما ألفت بين قلوبهم ولكن الله ألف بينهم" الأخوة في الله صفة ملازمة للإيمان إذ لا إخوة بدون إيمان ولا إيمان بدون إخوة كما أنه لا صداقة بلا تقوى ولا تقوى بدون صداقة فالأخوة الإيمانية امتداد لمحبة الله تعالى فثبتت رابطة الإخوة بين المؤمنين (إنما المؤمنون إخوة) فهى رابطة بعقد الله تعالى وهذا أول ما يميزها أنها في ذات الله عز وجل فالمحبة والموالاة للمؤمنين هى لازم لمحبة الله وموالاته قال تعالى "والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض "
ورحم الله القائل :
يا أخي المسلم في كل مكان وبلد أنت مني وأنا منك كروح في جسد
وَمِمَّا يميز الإخوة الإيمانية أيضاً أنها لقاء بين الموحدين على مهام عظيمة وأعمال كبيرة تسمو بالمسلم إلى المهمة الأصلية في تعمير الأرض بالخير ونشر العدل في الأرض ومحاربة الطواغيت والمفسدين فهي إخوة إذاً في سبيل تحقيق مهام جسام في حياة البشرية لا يقدر عليها المسلم بمفرده وإنما تتآزر جهود المؤمنين وطاقاتهم مجتمعة لتحقيق هذه المهام العظام.
وقد آخى النبي ﷺ بين الصحابة الكرام من المهاجرين والأنصار في رباط إخوة إيمانية أبدعت نواة لدولة حضارية عمرت الأرض بمنهج الله تعالي فالأخوة الإيمانية إخوة أيدلوجية تنطلق من أسس عقدية فهي إخوة فوق إخوة النسب وهي إخوة الوطن وفوق كل الأخوات الأرضية تسمو وترتقي لتلتقي على نفحة الوحي السماوية فاللهم ألف بين قلوب المؤمنين والمؤمنات في كل بقاع الأرض.. اللهم آمين اللهم آمين.
أضف تعليقك