• الصلاة القادمة

    الفجر 04:23

 
news Image
منذ ثانية واحدة

بقلم: د. مهند مبيضين

اختار الرئيس ترامب أن يضع القدس عنواناً لنهائي 2017 سياسياً، فالفرح الذي لازم البعض حين انتخب، جعلهم يترددون اليوم جراء الخيبة التي احدثها؛ لكن ترامب طيلة حملته كان يصهل صهيل الخيل ضد إيران، وإيران ما زالت تتمدد ولا تأبه به، لكن الثابت أنها تتغير وقد تذهب لمواصفات جديدة. القاضي الإيراني الذي قال إن اعتقال الإصلاحي مير حسين موسوي منذ 2009 كان خطأ ويجب أن ينال حريته، كان يناكف في تصريحاته الرئيس السابق احمدي نجاد وفريقه من المحافظين الذين انتقدوا الرئيس حسن روحاني كثيراً في الآونه الأخيرة؛ ما حدا بالرئيس الإصلاحي الاسبق محمد خاتمي أن يجدد الدعم لروحاني. في السجال على الصلاحيات والإصلاح والاتفاق الغربي، عاد علي أكبر ولايتي للواجهة مستشاراً ومندوبا يزور لبنان وغيرها، يبلغ الرسائل ويقدم الأوامر، وكأنه يقول لجواد ظريف كش ملك. وظريف بالغ بحياده، كأي أبن ثري في البلاد العربية يتعلم في الغرب ويأتي وزيراً ويظل يردد أنه غير محسوب على احد في السلطة، وحين يفشل في تطبيق رواه الغربية أو برنامجه يقول: القوى الرجعية والديناصورات أفشلتني. الحراك داخل إيران اليوم، يعنى الكثير، لن يتطور إلى ثورة، لكنه يُعلن أن ربيع 2009 لم يمت، وأن المبالغات الإيرانية في سباق التسلح والهيمنة على البلاد العربية، التي احدثتها والمبتهج بها على عواصم العرب ونفطهم كما يقول شيوخهم، لن تطول. هناك فقر وبطالة واستبداد، والشعب الإيراني يحتاج ويستحق الأفضل. استراتيجية امريكا ضد إيران ما زالت غير واضحة اليوم، ولكن إيران في المقابل برغم كل انتقادنا لها، هي أقوى من العرب، لديها مشروع قومي، وهي عميقة في مؤسساتها، ولديها صناعات كبيرة، والعملية الانتخابية تجري بديمومة برغم افتقادها لعنصر المساوة والحياة للمؤسسات والمرشد، والرؤساء لا يؤبدون في مواقعهم، وحراك القوى السياسية شديد، كل هذا يحدث في ظل هيمنة الدين وتوظيفه على كل شيء، ومن ذلك دولة الحرس الثوري الموازية اقتصاديا للدولة الإيرانية، وهناك المليشيات التابعة لإيران في القتال بالعراق وسوريا، ولكل ملا من الملالي دولته المالية والمؤسساتية، هناك دول من الفساد المغلف بالدين. جوهر النظام الإيراني استبدادي، وهي دولة لا تخجل من توصيف الغرب لها بأنها مارقة مستبدة، لكن هل تكون الحراكات الشعبية التي تمتد اليوم من مدينة مشهد لمدن أخرى طريقا للتحول أو استئنافا للربيع المؤود عام 2009، أم أنها مجرد مؤامرات وصراعات داخلية بين القوى السياسية كما عبر اسحق جهانغيري نائب الرئيس الايراني الذي قال إن متشددين معارضين للحكومة قد يكونون مسؤولين عن التظاهرات التي امتدت من مشهد الى طهران ومدينة كرمنشاه في غرب البلاد، وهذا امر مهم، كون الاحتجاجات لم تأت من مناطق الكورد او البلوش. جهانغيري قال كلمة واضحة، للمحتجين: إذا كنتم من بدأها فلن تكونوا من ينهيها، ومعنى هذا أن القمع للاحتجاج سيكون هو السبيل، لكن اتهام جهانغيري للتيار المحافظ بأنه يقف وراء الاحتجاجات معناه أن الكل بدأ يضرب ببعضه البعض، وأن هناك جديدا يحدث. • نقلا عن جريدة الدستور الأردنية

أضف تعليقك