لم تتوقف سياسة الاحتلال الإسرائيلي في اعتقال الأطفال الفلسطينيين والاعتداء عليهم، بل إنها تسير في وتيرة متزايدة خلال العام الحالي؛ وهو ما أظهره تقرير حقوقي أشار إلى أن 64 بالمائة من الأطفال الذين تم اعتقالهم خلال 2017 من قبل قوات الاحتلال تعرضوا للضرب وإساءة المعاملة.
وفي الأيام الأخيرة أظهرت لقطات فيديو وصور مهاجمة قوات الاحتلال بطريقة عنيفة لأطفال فلسطينيين خلال اعتقالهم؛ فقد اعتقل جيش الاحتلال الإسرائيلي الجمعة، الطفل إبراهيم غيث (11 عاما)، وكان مع رفاقه في منطقة باب العمود عند اعتقاله.
وتظهر اللقطات وحشية أحد جنود الاحتلال في اعتقال الطفل، حيث قام بالهجوم عليه وملاحقته، وبعد الإمساك به قام بالاعتداء عليه بوضع يده بقوة على فمه وتعنيفه.
وأعادت لقطة اعتقال الطفل غيث مشاهد اعتقال أكثر من 20 جنديا للطفل فوزي الجنيدي (14 عاما)، في مدينة الخليل وقيامهم بالاعتداء عليه وتعذيبه ثم عصب عينيه.
واشتهرت صورة الجنيدي في وسائل الإعلام وقامت تركيا بعرضها أمام زعماء الدول الإسلامية في مؤتمر قمة منظمة التعاون الإسلامي، للإشارة إلى جرائم الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني.
وكانت منظمة "بيت سيليم" الإسرائيلية المناهضة للاحتلال، بثت العديد من المقاطع المصورة التي تظهر وحشية جنود الاحتلال مع الأطفال في عدة مدن بالضفة الغربية خاصة الخليل.
ووردت في اللقطات مشاهد لاعتقال الاحتلال أطفالا صغارا ومعاملتهم بوحشية، وجر بعضهم على الأرض خلال الاعتقال.
ولم تقتصر اعتقالات الاحتلال على الأطفال بل طالت ذوي الاحتياجات الخاصة والمعاقين، كما حصل مع الفتى محمد الطويل من الخليل.
كما شنت وسائل الإعلام الإسرائيلية حملة تحريض ضد الفتاة الفلسطينية عهد التميمي، التي اعتقلتها قوات الاحتلال الثلاثاء الماضي، بعد ظهورها في مقطع مصور وهي تقوم بطرد وضرب جنديين إسرائيليين من ساحة منزلها في قرية النبي صالح في رام الله.
ويظهر في الفيديو الطفلة عهد واثنان من أشقائها ووالدتها وهم يقومون بطرد جنديين إسرائيليين تحصنا في ساحة منزلها للاحتماء من الشبان الذين قاموا برشقهم بالحجارة.
وقامت الطفلة بضرب الجنديين مرارا دفاعا عن نفسها بعد قيام أحدهما بدفعها بالقوة وبعد مشادات مطولة انسحب الجنديان وسط توعد العائلة بضربهما مرة أخرى إن عادا.
وضمن السياسة الإسرائيلية في اعتقال الأطفال الفلسطينيين، أظهر تقرير حقوقي أن نحو الثلثين من بين 70 قاصرا فلسطينيا اعتقلوا في 2017، سجلوا إفادات عن اعتقالهم وبلغوا عن أن جنود الاحتلال مارسوا ضدهم العنف الجسدي في أثناء الاعتقال.
وقال التقرير الذي نشرته صحيفة هآرتس إن "هذه العينة تمثل مئات القاصرين الذين اعتقلوا العام الحالي"، مشيرا إلى ارتفاع معدل الأطفال الذين بلغوا عن عنف جسدي في زمن الاعتقال من 60 بالمائة في 2013 إلى 64 بالمائة في 2017.
وذكر التقرير أن 51 بالمائة من القاصرين تتراوح أعمارهم ما بين 12 إلى 17 عاما، وشهدوا على أنهم تلقوا الصفعات من الجنود الإسرائيليين، إضافة إلى 19 بالمائة بلغوا عن ركلات ضدهم، و14 بالمائة عن ضربات في أماكن مختلفة في أجسادهم.
وأضاف التقرير أن 9 بالمائة ضربوا بأدوات، و6 بالمائة دفعهم جنود الاحتلال و1 بالمائة أجبروا على الجلوس في وضعية مؤلمة، لافتا إلى أن معدل الأطفال الذين بلغوا عن عنف لفظي من جانب جنود الاحتلال بلغ 41 بالمائة في هذه الإحصائية.
ووفق التقرير، فإن 56 بالمائة من الأطفال قام جنود الاحتلال بتهديدهم وأجلسوهم على أرضية سيارة الجيبات العسكرية أثناء اعتقالهم ونقلهم إلى التحقيق، و93 بالمائة قيدت أيديهم، و79 بالمائة عصبت عيونهم.
وروى 79 بالمائة من الأطفال الفلسطينيين أنهم طولبوا بالتوقع على وثائق مكتوبة بالعبرية فقط، وهو إجراء تعتبره منظمات حقوق الإنسان غير قانوني.
ووفق الإحصائيات الرسمية الفلسطينية، فإن أعداد الأطفال الفلسطينيين المعتقلين في سجون الاحتلال يزيد عن 320 طفلا ممن تقل أعمارهم عن 18 عاما.
أضف تعليقك