• الصلاة القادمة

    العشاء 17:29

 
news Image
منذ ثانيتين

منذ أربعة أعوام.. وأنا أتململ رغبة في القفز من الرحم المصري الدموي الذي اكتنفنا بإطباق جل أنواع الظلم والذل والقتل وعذابات الإعتقال وتشوهات الإختفاء القسري القهري النفسية والجسدية سواء، وتركنا نمتص غذائنا بحرية مكبوتة من حبل سري بطول وامتداد العجز العربي والإسلامي، لأزداد تحفزًا

وتسكن حلقي المرارة فتشتعل ثورتي ويتضاعف إصراري على الخروج.

-من مكاني- كنت أتأمل خارطة طريق الانقلاب وأغرق تفاصيلها بعلامات الإستفهام والتعجب.. حين ألمح في الغرب الأوروبي ندوة تدين وتشجب وتندد وترفض على استحياء مايحدث في مصر، وأرى في الشمال أممًا متحدة تدير ظهرها وتهز كتفيها استهانة وتجاهلًا ! أو أرقب إحدى عيني العجوز الأمريكي القابع في أروقة البيت الأبيض تقدم شرارا وهو يتوعد الإسلام السياسي ويحشد الجيوش لمنازلته أمام الكعبة، بينما العين الأخرى تغمز للإبن الصهيوني المدلل وتؤكد له أن كل مايحدث في جنبات الربيع العربي المبتور لصالحه.. فلتحيا الشرعية الدولية ذات الوجهين ! ويمتد بصري فأشاهد ابن سلمان الهائج مع بنيي زايد على مائدة مفاوضات طرفاها شروط صهيونية وتنازلات عربية تنعقد وتنفض دون أن يتغير شيء !

-من مكاني- كنت أجلس حائرة وأدفن رأسي بين كفي وأتساءل: هل يمكن أن تنتشل مصر من كبوتها لتعود ماقبل -انقلابها- الفاشي بأيام قليلات، لتعود حتى يتجدد في دواخلنا أمل التمكين وأمل تحرير الأقصى ؟

أم ستغرقنا عذابات فتح السجون وإطباق الظلم، وإنشغالنا "ببحور" الدم المصري الذي يتتدفق بغزراة ماتعرف نهايته ! وبمباركة الخنجر الصهيوني وهو يمده كل ساعة في جدار الوطن بنكبة جديدة ؟

-من مكاني- كنت أغمض عيني وينطلق خيالي لعله يحطم قضبان سجون الذل والعنف الدموي لكن أجدني مازلت أعايش "أمة" فجعت بقتلاها، وهذا حال نخبها وساستها !!

تبًا وبعدًا وسحقًا لنياشين الدالين معا المهملة والمنقطة معًا "د:دكتور، ذ:أستاذ" التي وشح بها أقوام لا أخلاق لهم سواء جمعوا معهما مشيخة أو لم يفعلوا..

لم أتمالك نفسي وأنا أطالع هذيان كثير من النخب من أستاذة وأكاديميين وباحثين ومحللين وصحفيين ومشايخ ودعاة حول فاجعة مسجد سيناء !

فالكثير من غثاء جهابذة النخب والإعلام الحمقى جاؤوا إفكا وزورا، وأفرغوا مافي دواخلهم  على شاشات الكذب والإفساد قيحا وصديدا !

وأوجعوا رؤوس الشعب المنهك أمنا، المكلوم فاجعة بأن جزءا من تكوينه وكينونته من أراده قتلًا وسحقًا !!

وسوف أضرب مثالًا بسيطًا بعيدًا عن التحليل والتنظير ورويبضاته، بمواقف السودان "الرسمية" الأخيرة من المتغيرات الدولية وخاصة "أزمة سوريا".. وليبحثوا في تغير الخطاب السياسي والإعلامي لمصفوفة العجوز الأمريكي تجاه السودان، والذي من آخر مستجداته تقرير قناة "RT عربية" عن دارفور منذ  سويعات..           

وبلغة علم التاريخ وإطروحاته..

 ومع السياق لحدث وفاجعة تفجير مسجد سيناء يعيد للأذهان ماجرى لقرية "بن طلحة" في الجزائر عام 1997، حيث استشهد 200 قروي، حينها اتهم النظام الجزائري الجماعات المسلحة بإرتكاب تللك المذبحة.. وبعد عقد من الزمن اكتشف أن المخابرات الجزائرية من قامت بذلك العمل الوحشي.

وبذلك تفهمون ببساطة.. من قتل المسلمين في بيت الله ! وتشرفون الأجوبة

عن لماذا؟ ومالهدف؟ والغاية؟

لذا لابد لنا أن نحول برودة هذا الوطن القاسي الدامي، إلى دفء أكف غضة بريئة ألقت لعبها وحلواها، لتحتضن تلك الأمة وتمنحها شرف الإصطدام بجبهة صهيوني يباغت بخيوط الدم القذر تسيل على وجهه، لتخرجه من وهم حلم إسرائيل الكبرى إلى "كابوس" يهدده بحطين جديدة.

نخرج ونجاهر ضد هذا الظلم الدولي المتآمر على عنفوان "أمة" أريدت -بأمر الإله- لها الخيرية، فأرادوا لها التواطئ والخذلان بأبواق التطبيع المأجورة !

ولكن برغم مايحدث من بحر الدم الهادر في كل أرجاء الأمة، ومن حوائط ممناعة قاسية أقيمت بأمر من حكام دمروا شبابا ورجالات، سيخرج من تحت كل حجر -أطفال أخجلوا الكبار .. لتتحول لملايين ترحل من كف إلى كف وتصنع فلسفة جديدة للصراع تعجز صناديد الإستراتيجية من فك شفرتها وحل لغزها.

أضف تعليقك