لقد أظهرت الأحداث مدى قوة الإستعانة بالمرأة المسلمة في مواجهة تلك الموجة العاتية ضد الإسلام.. ولقد أظهرت تلك الأحداث أن المرأة إذا مالزمت الإسلام، كانت أشد تضحية وإستماتة من كثير من الرجال؛ وبقدر ماكانت الحركة النسائية الجاهلية، لطخة عار لاتمحى في تاريخ المرأة المسلمة، بقدر ماكان إلتزام المرأة المؤمنة بالحجاب والإسلام وتصميمها على رفض الدعاية الفاسدة.
طاقة نور ناصعة..
وبعد أن استقر في ذهن الكافة أن المرأة لا يمكن أن تشارك في دور الخدمة العامة مالم تتحرر إلى الأبد من كل "قيد إسلامي" ، كيما تلحق بركب "الحضارة" وتسير على النهج الذي أتتنا به أوروبا وأمريكا، كيما تتحفنا "بحضارة" لاندري عنها شيئا.
إذا بالمرأة المتوضئة المحجبة المصلية طراز جديد من النساء.
لقد تحررت من ربقة الفتنة، والسير وراء الهوى حيث سار، وأدركت أن دور المرأة المسلمة في قرن التحلل من الإسلام والتآمر عليه هو دور يربو على التفضيل بين أنواع أحمر الشفاه، ويسمو على إنتظار فارس الأحلام على قارعات الطريق
ويجل ويعظم عن الغمز بالعيون والألسنة.. تلك "الفضيلة" التي دأبت وسائل الإعلام على تلقينها في تصميم للمراهقات والبالغات حتى نسيت المرأة نفسها وإسلامها ودورها الريادي في بناء الحياة
لقد كانت المرأة من تاريخ الإسلام في الطليعة على الجسر الدامي الذي انبسط في كبرياء كيما تمر عليه الراية المسلمة نحو الفتح المبين.
كفا بالمرأة فخرا أن أولى"شهيد" في الإسلام كان إمرأة
لتعلم فتياتنا أن البيت لم يمنع المرأة المسلمة من أن تجهر للفراعنة والجبابرة بمكنون سرها إزاء إسلامها، وأن تدفع في سبيل ذلك الثمن اللائق دون توجس أو تردد. وليعلم أرباب السياسة والذين دوخوا المرأة بخمرة الفتنة والشهوة، أن المرأة المسلمة قد أفاقت من مخدرهم وأنها على أتم إستعداد لمواجهة العواقب كائنة ماكانت.
وإن المرارة التي تقطر اليوم من كتابات الذين تصدروا الصحافة، خاصة أولئك الذين تبوأوا ظلما منزلة الفلاسفة والمفكرين، وكذا الصحافة النسائية المستهترة كل ذلك ماهو إلا علامة ظاهرة على مدى تأثير الفتاة المسلمة الملتزمة. إذ ثبت بعد عشرات السنين من الجهد المرير لعزل المرأة عن إسلامها، أنها عادت أشد يقينا وقوة وتحديا لكل ماأريد لها أن تتقمصه عنوة وإقتدارا.
ومن هنا فعلى نسائنا أن يتشبثن ويجهزن أنفسهن لصبر طويل.
ذلك أن التجارب قد علمتنا أنه حينما يصاب أعداء الإسلام باليأس والإحباط، فسرعان مايلجأون إلى أشد الإجراءات شذوذا وتجبرا وإنحلالا، فإذا بأصحاب الصرخات "البريئة" الطاهرة حول الحرية والمساواة، وقد تحولوا إلى عتاة مجرمين يحاربون دون تردد أي "حرية" وأي "مساواة" للمرأة المسلمة في أن تعتنق ماتشاء، وأن تؤمن بالذي تشاء
ذلك أنهم أرادوا لها أن تكفر -معاذ الله- بالإسلام وحده، ثم تؤمن بعد ذلك في "حرية تامة" بالذي تشاء.
أضف تعليقك