هكذا بات حالهم البئيس .. حال يرثي له ويجعل الحليم حيرانا عندما يتأمل ما آل إليه حالهم !باعوا أنفسهم رخيصة وجعلوا من كرامتهم وعقولهم وأصواتهم وأقلامهم جسرا لتمر عليه الدبابة تمكينا لحكم عسكري يبدو أن ليله الحالك سيطول .. ظنا منهم أن دبابته ستحملهم جميعا علي مقدمتها لتوصلهم إلي سدة حكم مصر جنب إلي جنب وكتفا بكتف مع الجنرالات المنقلبون ، فإذا بهم وبعد أن أدوا الخدمة علي أحسن حال تنهال عليهم ركلات البيادة لتقذفهم في المزبلة دون سابق إنذار أو حتي كلمة تنبههم بالمغادرة غير مأسوف عليهم وحفظا لماء وجوههم فمنهم من ألقي في المزبلة مطرودا وسط حفلة من الصفعات علي " قفاه "...ليعيشوا بحسرتهم وهم يعضون أصابع الندم .. ليس ندما علي التآمر علي الرئيس المنتخب وإنما ندما علي غباء اختيارهم لهذا الشيطان دون ذاك .. وستطول رحلة الندم مع تكاثر الهموم والأمراض حتي الذبول .. ولا متعظ !
ربما كان الفريق الآخر الذي اختطفه ملك الموت علي حين غرة بينما كان يتهيأ لقطف الثمرة ونيل المكافأة الكبري علي اصطفافهم واستماتتهم في تثبيت أركان الانقلاب فإذا بهم يواجهون لحظة الحقيقة عندما دقت ساعة الحساب أمام جبار السموات والأرض .
وغادروا الدنيا وأسكنوا قاع المقبرة غير مأسوفا عليهم من الانقلاب ودون كلمة وفاء ولو علي طريقة رجال العصابات وتركوا وراءهم تاريخا مكللا بالعار ومواقف يندي لها جبين الإنسانية
أضف تعليقك