سلط تقرير لموقع "بلومبيرج" الاقتصادي الأميركي الضوء عن حالة الفقر الشديدة التي يعيشها المواطن المصري.
وقال "بلومبيرج" أن المواطن المصري في حاجة إلى العمل 50 ساعة كاملة في المتوسط للحصول على كيلوجرام من اللحم.
وأضاف، يسجّل سعر كيلو اللحم الأحمر نحو ثمانية دولارات، مقارنة بـ33 دولارًا في المتوسط العالمي؛ لكنّ تدهور الأوضاع المعيشية وانهيار قيمة الجنيه حرما قطاعًا واسعًا من المصريين من تذوق اللحوم؛ إذ أصبح متوسط دخل الفرد المصري يوميًا أقل من دولارين، وهو من أقل الدخول عالميًا.
وبحسب التقرير، يبلغ ثمن كيلوجرام اللحم الأحمر في سويسرا 50 دولارًا، وهو أغلى سعر في العالم؛ لكن الحصول عليه يتطلب أجر ثلاث ساعات فقط للعامل السويسري غير الماهر.
وفي اليابان، يبلغ سعر كيلو اللحم قرابة 17 دولارًا، ولكن العامل الياباني يمكنه العمل أربع ساعات و30 دقيقة فقط ليتمكن من شرائه. وبعدها الولايات المتحدة الأميركية، التي يُباع فيها كيلو اللحم بقرابة 12 دولارًا؛ لكن الأميركي يعمل ساعتين ونصف فقط لشراء هذا الكيلو.
ووفق مؤشر سعر اللحوم الذي وضعته شركة «كيتروينجز» لأبحاث الأسواق الاستهلاكية، يصل كيلو اللحم في بريطانيا إلى عشرة دولارات، أو ما يعادل ساعتي عمل وعشر دقائق، بينما يبلغ سعر كيلو اللحم في الأرجنتين ثمانية دولارات، أو ما يعادل أربع ساعات عمل، وجنوب إفريقيا سبع دولارات؛ ولكن هذا السعر يحتاج إلى قرابة سبع ساعات عمل حتى يمكن شراؤه، بحسب «بلومبرج».
ويبلغ ثمن كيلو اللحم في إندونيسا تسعة دولارات فقط، ويحتاج الفرد هناك إلى العمل 23.6 ساعة ليتمكن من شرائه، بينما يحتاج النرويجي إلى العمل ساعتين فقط لشراء كيلو لحم.
ارتفاعات غير مسبوقة
وتشهد مصر ارتفاعًا غير مسبوق في معدلات التضخم، التي تخطت الـ34% في يوليو الماضي، وفق بيانات الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء .
وقال الجهاز إنّ أسعار مجموعة الألبان والجبن والبيض زادت بنسبة «5.4%»، والخضروات بنسبة «2.9%»، واللحوم والدواجن بنسبة «2.0%»، والحبوب والخبز بنسبة «1.8%»، والدخان بنسبة «8.6%»، وأسطوانة البوتاجاز بنسبة «24.9%»، وخدمات النقل بنسبة «4.6%»، وقسم الرعاية الصحية بنسبة «9.2%».
وقفزت معدلات التضخم لأكثر من الضعف في تسعة أشهر منذ تطبيق الحكومة قرار تعويم الجنيه؛ إذ سجّل التضخم في أكتوبر 2016 (الشهر السابق لتطبيق قرار التعويم) نحو 15.7%، بالمقارنة مع معدلات التضخم الحالية التي وصلت إلى 34.2%.
وفي نوفمبر الماضي، قرّرت مصر تحرير سعر صرف عملتها المحلية؛ لتصعد قيمة الدولار من 8.88 جنيهات إلى نحو 18 جنيهًا، مع زيادةعجز الميزان التجاري المصري بعشرات المليارات من الدولارات.
وقال تقرير رسمي صادر عن وزارة المالية في مصر أواخر العام 2016 إنّ 21 مليونًا و710 آلاف مصري باتوا عاجزين عن الحصول على احتياجاتهم الأساسية؛ من بينهم 3.6 ملايين مصري لا يجدون قوت يومهم ويواجهون عجزًا في الحصول على الطعام والشراب.
وأضاف التقرير أنه بالرغم من انخفاض الأسعار في بعض الدول، فالأجور تتوازى بشكل اطرادي مع الأسعار؛ ومع هذا ستحتاج إلى العمل ساعة واحدة، بل أقل، في النرويج من أجل الحصول على كيلو من اللحم.
أما عن الدول التي تقل في المنحنى عن مصر، ففي إندونيسيا يجب عليك العمل لمدة 23.6 ساعة لشراء الكمية نفسها من اللحم.
وبالنسبة إلى السمك، فيمكنك أن تشعر بمدى الغلاء في مصر حين تعلم أنّ الكيلو في بعض الأنواع قد يحتاج إلى 44.2 ساعة عمل!
أضف تعليقك