الجمعة 28 يوليو الماضي، مرت في صمت ﺍﻟﺬﻛﺮﻯ الثانية والعشرين لمجزرة القرن في البوسنة والهرسك علي يد ﺍﻟﺼﺮﺏ الأرثوذكس ...مجزرة يشيب لهولها الولدان ، فكم الإجرام والوحشية لا نظير له .
كنت هناك وشاهدت جوانب من تلك المحرقة لمسلمي البوسنة ..رأيت المساجد المخربة وقد تم تدمير مآذنها ورسم الصلبان علي حوائطها وقبلة الصلاة فيها ..
استمعت في الملاجئ إلي صرخات الأطفال والنساء وهن يستقبلن أخبار قتل ذويهم ..
شاهدت عشرات الأسر وهم يفترشون عربات القطارات بعد أن اتخذوها ملاجئ في العاصمة الكرواتية زغرب بعد الفرار من مجازر الصرب .. وحضرت أول مؤتمر إغاثي أوروبي لمسلمي البوسنة وفوجئت به مؤتمرا كنسيا بامتياز ،عقد استعدادا لتنصير أهل البوسنة المشردين فقد كان جل الحاضرين فيه من رؤساء الكنائس الأوروبية بدعم من الساسة .
بدأت تلك المجزرة منذ أعلنت البوسنة والهرسك الاستقلال البوسنة ( تتكون من ثلاث أعراق أو ديانات الصرب الأرثوذكس – الكروات الكاثوليك – البوشناق المسلمون وهم الغالبية ) عن يوغسلافيا في مارس 1992م بعد مواقفة 99% من سكانها ذي الغالبية المسلمة ، وذلك أسوة بباقي دول الاتحاد اليوغسلافي التي أعلنت الاستقلال واحدة تلو الأخري ،
لكن لم يتعرض لها أحد بسوء لأن غالبيتها نصرانية ( ارثوذكس – كاثوليك ) ، لكن البوسنة ما إن أعلنت قرار الانفصال شن عليها الصرب حربا لا هوادة فيها بقيادة المجرم رادوفان كاردجيتش ، واستمرت ثلاث سنوات ( مارس 1992م – نوفمبر1995م ) .
وكانت حكومة بلجراد الصربية هي الداعم الرئيس لتلك المجازر التي اقترف الصرب فيها ما لا يتخليه عقل من جرائم قتل واغتصاب وتشريد وإذلال.
سقط في تلك المجازر أكثر من 300 ﺃﻟﻒ شهيد ﻣﺴﻠﻢ ، ﻭتم اغتصاب أكثر من 60 ﺃﻟﻒ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﻭﻃﻔﻠﺔ مسلمة، ﻭتشريد ما يقرب من ﻣﻠﻴﻮﻥ ﻭﻧﺼﻒ المليون مسلم..
إنها مجزرة القرن بحق التي ستظل عارا في جبين أوروبا .. فقد وقعت في تلك القارة وبرعاية منها ، وتحت حماية الأمم المتحدة بقيادة بطرس غالي ..سعيا للتخلص ذلك الكيان المسلم الوليد .
أضف تعليقك