تزداد حالة الاحتقان ضد الانقلاب يومًا تلو الآخر بمحافظة الشرقية، بسبب الإجراءات والقرارات التعسفية التي تصدرها سلطات الانقلاب في المحافظة، بالإضافة للتوسع في حملات الاعتقالات وحالات التصفية الجسدية ضد شباب المحافظة الرافضين لحكم العسكر.
فمنذ الانقلاب العسكري الذي قاده عبد الفتاح السيسي عام 2013، ضد الرئيس الشرعي د. محمد مرسي، لا يكاد يمر يوم على أهالي الشرقية، دون وقوع ما يعكر أيامهم، وذلك كعقاب لهم على إعلانهم الدائم عن مساندتهم للشرعية ورفضهم للانقلاب.
وتتوالى حوادث قتل شباب الشرقية بعد إخفائهم قسريًا ثم تلفيق التهم لهم، وسجن بعضهم الآخر بعد محاكامات جائرة وتهم لا أساس لها من الصحة، كما تصدر سلطات الانقلاب بالمحافظة بعض القرارات التي من شأنها زيادة الاحتقان أيضًا مثل غلق المساجد، بالغضافة لحالة إهمال غير مسبوقة تشهدها المحافظة في الخدمات الأساسية، كالانقطاع الدائم للمياه والكهرباء.
قتل الشباب
كان لمحافظة الشرقية النصيب الأكبر، من أبنائها الذين ارتقوا برصاص الداخلية، حيث ارتقى ٦ شهداء في خلال أسبوع وزعمت داخلية الانقلاب أنهم أعضاء بتنظيم "حسم".
البداية كانت الثلاثاء الماضي، حيث اغتالت داخلية الانقلاب الطالب أحمد عبد الناصر البهنساوي، بزعم تبادل لإطلاق النار لكن أسرته أكدت أنه كان معتقل لدى قوات الأمن.
وبحسب أسرة الشهيد "البهنساوي" فإن قوات الأمن اعتقلته يوم الخميس يونيو 2017 وتمكن في اليوم التالي من إرسال صورة له من مقر احتجازه ظهرت عليها أثار تعذيبه.
ونشرت الداخلية الجمعة الماضي، بيان أعلنت فيه تصفية الطالب "أحمد إيهاب" بمدينة العاشر من رمضان بعد اختطافة من منزلة 11 يوليو 2017.
واختطفت الداخلية، أحمد ايهاب، الطالب بكلية أصول الدين والدعوة بالزقازيق، عقب خروجه من منزله بمدينة العاشر من رمضان، واقتادته لجهة غير معلومة، وذلك بحسب شهود عيان، بالإضافة إلى الطالب أحمد عبد الناصر البهنساوي، من مركز أبو حماد.
كما أعلنت داخلية الانقلاب، الأحد الماضي، اغتيال كلاً من "عمر عادل عبد الباقي"، أحد شباب قرية سلمنت بمركز بلبيس، بعد أن اعتقلته يوم 13 يوليو الجاري، وأخفته قسريًا، كما وثقت بذلك عدد من المنظمات الحقوقية..
ولحق "محمد راضي" أحد شباب مدينة الزقازيق، بموكب شهداء الأحد الماضي حسب بيان داخلية الانقلاب.
وكانت قوات الانقلاب اعتقلت "محمد راضي" الطالب بكلية الشريعة والقانون والذي يعمل محفظًا للقرآن، من أحد المنازل التي يحفظ بها، يوم 18 يوليو الجاري، وأخفته قسريًا.
كما اغتالت يد الغدر الطالب أحمد عبدالفتاح أحمد جمعة، من أبناء مدينة الحسينية بالزقازيق، بعد أن أنهي دراسته الثانوية بمجموع 86%، واعتقلته داخلية الانقلاب السبت الماضي من منزله.
و قامت أيضًا ميليشيات الانقلاب باغتيال الطالب عبدالرحمن عبد المعطي، أحد شباب مدينة العاشر من رمضان والطالب بكلية العلوم بجامعة الأزهر .
التعنت في تسليم جثث الشهداء
ولم يتوقف إجرام الداخلية عند الاغتيالات بل تتعنت سلطات الانقلاب، في تسليم جثامين شهداء الشرقية الأربعة الذين اغتالتهم منذ ثمانية أيام.
وتم أمس الأحد تسليم جثمان الشهيد عمر عادل، حيث شيع جثمانه المئات من أهالي قرية سلمنت بمركز بلبيس، في وقت متأخر من مساء أمس الأحد، نظرًا لتعنت قوات أمن الانقلاب في تسليم الجثمان لذويه لمدة 8 أيام.
وردد المشيعون هتافات تندد بحكم العسكر وممارساته بحق أبناء الوطن ومنها " يسقط يسقط حكم العسكر ، يا شهيد نام وارتاح واحنا نكمل الكفاح ، حسبنا الله ونعم الوكيل ، لا إله إلا الله والشهيد حبيب الله ، السيسي قاتل " ، رافعين لافتات تطالب بالقصاص العاجل للشهداء، وتؤكد استمرار النضال حتى إسقاط الانقلاب .
كما منعت سلطات الانقلاب تشييع جنازة الشهيد أحمد عبد الناصر البهنساوي بقرية الأسدية بمركز أبو حماد، وأجبرت أهله على دفنه بعد الساعة الثانية عشرة من صباح الأربعاء؛ في وجود أمني مكثف وقوات أمن بزي مدني انتشروا بين الأهالي.
وقال شهود عيان إنه لم يشيع الجنازة إلا عدد قليل من أهل قريته، كما فرضت قوات أمن الانقلاب طوقًا أمنيًا لمنع أهالي القري المجاورة من تشييع الجنازة.
إغلاق المساجد
وترتفع حالة الاحتقان ضد الانقلاب بالشرقية، حيث أغلقت مديرية أوقاف الشرقية، 14 مسجدًا في وجه المصلين، على مدار أسبوعين، بحجة عدم وجود أئمة لأداء خطبة الجمعة بهم.
وادعى زكريا الخطيب، مدير أوقاف الشرقية، فى تصريحات صحفية، أن إغلاق المساجد أفضل من اعتلاء أصحاب الأفكار المتطرفة للمنابر، وبث سمومهم للمصلين باسم الدين، على حد زعمه.
وطالب عدد من مراكز وقرى محافظة الشرقية بأن توفر الأوقاف أئمة للمساجد، بإدارة أبو كبير، ومركز الحسينية، خاصة مسجد الإيمان أمام مجلس المدينة.
اقتحامات واعتقالات
ولا تتوقف حملات الاعتقالات والاقتحامات التي تشمل ترويع الأهالي وانتهاك الحرمات، ففي هجمة بربرية وهمجية من شرطة السيسي قامت قوات أمن الإنقلاب في وقت متأخر من مساء الخميس الماضي، بأقتحام قرية العدوة مسقط رأس الرئيس محمد مرسي بأكثر من 100 مدرعة وسيارة شرطة وروعت الأطفال والنساء دون سند من القانون .
وتحت وابل من النيران وقنابل الغاز اقتحمت شرطة السيسي بيوت الآمنين بالقرية في مشهد عبثي وقامت بالعبث في محتويات المنازل فضلًا عن سرقة بعض محتوياتها وسب الأهالي بأقذر الألفاظ النابية.
كما قامت تلك الحملة الهمجية بأعتقال أكثر من 10 أفراد وأقتيادهم لجهة غير معلومة حتي الآن قبل أنسحابها من القرية .
فيما قامت قوات أمن الانقلاب باعتقال 3 من أسرة واحدة من ثوار العاشر من رمضان، بدون وجه حق أو سند قانوني.
وتبين أنه تم اعتقال محمد حافظ عبد الوهاب وولديه أشرف ومحمد من منزلهم بالعاشر من رمضان وتم إخفاؤهم قسريًا منذ أربع أيام، ولم يستدل على مكانهم حتى الآن.
ومن جانبها، حمّلت رابطة أسر معتقلي بالعاشر من رمضان، داخلية الانقلاب المسئولية الكاملة عن سلامة ذويهم، مستنكرةً استمرار حملات الاعتقال التعسفي.
ويمكن التأكيد على أن كل هذه الإجراءات العبثية التي تنفذها سلطات الانقلاب في حملات ممنهجة، الغرض منها ترويع وإرهاب أهالي الشرقية، لن تفي بالغرض الذي يريدوه منها، فهذا الظلم والقهر لم ولن يزد أهالي المحافظة سوى إصرارًا وثباتًا على مساندة شرعية الرئيس محمد مرسي، ورفض للانقلاب الغاشم.
فما يحدث الآن بالشرقية هي حالة احتقان وغليان غير مسبوق ضد الإرهاب الذي تمارسه سلطات الانقلاب كنوع من الانتقام من الثوار، ولن يأتي عقب هذا الاحتقان إلا ثورة عارمة ضد العسكر وظلمهم.
أضف تعليقك