• الصلاة القادمة

    الفجر 04:23

 
news Image
منذ ثانيتين

تتضاءل بعض الجرائم التاريخية التي ارتكبتها قوات الاحتلال البريطاني بحق الشعب المصري مثل مذبحة دنشواي أمام ما يجري للشعب المصري تحت حكم العسكر منذ استيلائهم على السلطة في انقلاب عسكري في مصر عام 1952، حيث عملوا على تدمير كرامة المصريين وإذلالهم بشكل غير مسبوق، ولعل ما يجري الآن في قرية البصارطة التابعة لدمياط في شمال مصر التي ترابط فيها مدرعات تابعة لقوات السيسي من أجل تأديب القرية وأهلها بسبب معارضتهم للانقلاب الغاشم وممارسات السلطة دليل على حقد دفين ونفسيات مريضة تحكم مصر.


أحداث البسارطة تستدعي أحداثا مشابهة وقعت على يد كبير العسكر جمال عبد الناصر وقعت لأهالي قرية كمشيش التابعة لمركز تلا محافظة المنوفية في مصر في نهاية إبريل وبداية مايو عام 1966 وما تكرر في قرى مصرية أخرى أعلن أهلها العصيان على العسكر وظلمهم، ففي كمشيش وقعت حادثة قتل لأحد المواطنين وبينما كانت النيابة تقوم بالتحقيق في الأمر قامت قوات من الشرطة العسكرية بأوامر من عبد الحكيم عامر بناء علي طلب من عبد الناصر باقتحام القرية والقبض علي كبير عائلة الفقي وآخرين ثم على عشرات آخرين من أهل القرية وتم تجريد الرجال والنساء من ملابسهم في إهانة بالغة لآدميتهم وأصبحت تهمة مساندة الاقطاع موجهة لكل من له علاقة بعائلة الفقي أو حتى شارك في عزاء أو فرح لهم أو كان قريبا لهم أو عمل في أرضهم، وتم فصل مئات الناس من وظائفهم وتشريدهم دون قانون أو حساب، فقد كانت الشرطة العسكرية هي الآمر الناهي وكانت الاعتقالات وحفلات التعذيب الجماعية عشوائية وعلنية وكانت الفظائع كافية ليعاد فتح ملف كمشيش أمام المحاكمات بعد ذلك في عهد السادات في منتصف السبعينيات وتم إدانة كثير من المجرمين الذين شاركوا فيها لتبقى احدى صفحات العار للعسكر.


السيناريو نفسه ولكن بما يناسب الجرائم المركبة لنظام السيسي يجري الآن في قرية البصارطة، والهدف كله هو إذلال وإهانة الناس وامتهان كرامتهم وجعلهم عبرة لمن يعتبر لمجرد أنهم يقولون لا لحكم العسكر، فحينما يصبح أهل قرية آمنة على قوات ضخمة تحاصر القرية من كل الاتجاهات ثم ينزل الجنود لتدمير بعض المنازل ونسفها وكذلك اعتقال العشرات بينهم أطفال قصر ونساء، أو اختطاف آخرين واختفائهم بحيث لا يعلم عنهم أهلهم شيئا إن كانوا أحياء أم أمواتا، ثم تخضع القرية للحصار وحظر التجول ليس يوما أو يومين وإنما أسابيع وأشهر، وكلما هدأت الأمور عادت إلى أسوأ مما كانت عليه حيث يعيش أهل هذه القرية الصامدة تحت نيران العسكر منذ انقلاب يوليو عام 2013، أما جنود السيسي فقد طوروا من جرائمهم وأصبحت عمليات التفتيش التي يقومون بها للبيوت هي عمليات سرقة لما يقع تحت أيديهم من حلي ومجوهرات وأموال وكل ما لذ وطاب في ممارسات تجاوزت سلوك الصهاينة في فلسطين، وبما أن هذه الجرائم لا تسقط بالتقادم فإن كل المطلوب من أهل البصارطة الذين يجأرون بالشكوى إلى الله هو التوثيق: توثيق جرائم السيسي والعسكر بالأسماء والأحداث والأيام بالصور وكل التفاصيل الأخرى حتى يأتي يوم الحساب.

أضف تعليقك