• الصلاة القادمة

    العشاء 17:29

 
news Image
منذ ثانية واحدة

بدأت، وسوف تتواصل، نغمة جديدة كلياً، تستهدف الرئيس الأسير محمد مرسي، باعتبار وصوله إلى الحكم كان خطأ، سياسياً وقانونياً.
اللافت هنا أن التجديف في هذا الاتجاه يقوده أولئك الذين بنوا حيثيتهم الثورية باتخاذ مواقف داعمة لفوز الرئيس مرسي بالانتخابات، والدخول في جبهات وكيانات أعلنت التصدي لمحاولات فرض مرشح الثورة المضادة، الفريق أحمد شفيق، رئيساً للبلاد.

يعلن حسن نافعة في حوار مع مطبوعة مغمورة، ما يلي: فمبارك قام بتسليم الحكم للمجلس العسكري الذي ارتكب أخطاء رهيبة زرعت بذور الفشل التي نجني حصادها المر الآن.

برأي حسن نافعة، كان فوز الدكتور محمد مرسي بالرئاسة "خطأ رهيباً" يحتسب على إدارة المجلس العسكري


ولولا الإدارة السيئة للمجلس العسكري لما وصل محمد مرسي رئيساً للبلاد، ثم جاءت ثورة 30 من يونيو التي كانت في تقديري ثورة شعبية انطلقت بسبب خوف قطاعات عريضة جداً، من الشعب المصري، من اختطاف الدولة في اتجاه المجهول.

برأي حسن نافعة، كان فوز الدكتور محمد مرسي بالرئاسة "خطأ رهيباً" يحتسب على إدارة المجلس العسكري، تلك هي المقدمة، التي تؤدي، منطقياً، إلى اعتبار انقلاب العسكر، المحمول فوق ظهور نخب سياسية مهترئة، كان تصحيحاً لما أسماه "الأخطاء الرهيبة" وبذلك يكون عبد الفتاح السيسي هو الشخص الذي أصلح الخطأ، وأنقذ الدولة المصرية من الاختطاف إلى المجهول، ومن ثم تصبح مناهضة انقلاب السيسي، وفقاً لهذا المعيار، محاولة لاستعادة "الرئيس الخطأ" وتعريض مصر للاختطاف إلى المجهول مجدداً.

يدعي حسن نافعة، أنه كان في طليعة المنضمين إلى "جبهة وطنية" تناضل دفاعاً عن أحقية محمد مرسي بالفوز في الانتخابات الرئاسية، وكان حريصاً للغاية على امتشاق الميكروفون وتسلق الكاميرا، في ذلك المؤتمر الصحافي التاريخي الذي انعقد يوم 22 يونيو/ حزيران 2012 في فندق "فيرمونت" بضاحية مصر الجديدة.. فهل كان ذلك نضالاً من أجل "تكريس الخطأ الرهيب" وكفاحاً لتحقيق غاية "اختطاف الدولة إلى المجهول"؟. 

أقدر حالة حسن نافعة الذي ينطبق عليه في الوصف الشعبي "اللي حب وماطالش" في زمن حسني مبارك، ثم بعد ثورة يناير، عندما ذهب إلى "الإخوان" يطلب منهم أن يتركوا له المقعد الفردي عن إحدى دوائر محافظة البحيرة، في انتخابات برلمان 2011؛ تلك الدائرة التي شكلت وضعية خاصة في مسيرة "الإخوان" منذ معركتهم عام 2005 التي خسروها، بالتزوير، لمصلحة مرشح الحكومة، الدكتور مصطفى الفقي، ووثقتها المستشارة نهى الزيني، في واقعة شهيرة.
وعلى الرغم من أن "الإخوان" تعهدوا له بتمكينه من الوصول للبرلمان، عبر القائمة، وليس المقعد الفردي، إن أراد ذلك، فإنه اعتبرها إهانة وأضمرها في نفسه (هذه القصة لها شهود أحياء يرزقون).
عندما جاء وقت سباق الانتخابات الرئاسية، فوجئ عدد من السياسيين المعروفين، بالجمعية الوطنية للتغيير، بالدكتور حسن نافعة يطلب منهم خوض الانتخابات، مرشحاً عن "الوطنية للتغيير" الأمر الذي أوقعهم في حيرة، وأثار بعض السخرية، خصوصاً أن كل الأنظار كانت متجهة نحو الدكتور محمد البرادعي، ليكون المرشح المنتظر.. أذكر في ذلك الوقت أنني دعيت لاجتماع مصغر لمناقشة هذه "الورطة" بتعبير أحد الحضور، وجرى الاتفاق على إبلاغه باعتذار مهذب عن عدم إمكانية ذلك.
وجاءت انتخابات الرئاسة، وفي جولة الإعادة، فاز محمد مرسي، فعاد حسن نافعة، داعماً في جبهة "فيرمونت" واستؤنف الوصال السياسي، حتى تشكلت حكومة هشام قنديل، التي سجلت اعتراضي عليها وقتها، ووزعت الحقائب والمناصب، وبدأت ترتيبات الإطاحة بالرئيس المنتخب، فوجدنا حسن نافعة، بالحماس ذاته.

"
يصر الأسواني على ادعاء أنه هو من أسقط شفيق من رئاسة حكومة مبارك بعد الثورة

"
في جبهة الإنقاذ، الساعية لاستدعاء العسكر لإزاحة الرئيس، الذي تحول فوزه، لدى حسن نافعة، بقدرة قادر، من انتصار لمعسكر الثورة إلى خطأ رهيب لأعداء الثورة، وجب تصحيحه في 30 يونيو.

وإذا كانت رئاسة مرسي قد تبدلت بنظر نافعة لتصبح خطأ سياسياً، فإن الأمر لم يختلف كثيراً مع الكاتب علاء الأسواني، الذي يفاجئنا أخيراً، بمقال على "دويتش فيله" باقترابه إلى أقصى حد من خطاب الفريق أحمد شفيق، الذي يصر الأسواني على ادعاء أنه هو من أسقطه من رئاسة حكومة مبارك بعد الثورة.
يكتب علاء الأسواني"بعد ثورة يناير حدثت الانتخابات الوحيدة التي أخذها المصريون على محمل الجد وأدت إلى وصول مرسي مرشح "الإخوان" إلى الرئاسة. حتى هذه الانتخابات تظهر الآن أدلة كثيرة على أن أجهزة الأمن تلاعبت بنتائجها في كل مراحلها. لماذا لم تشهد مصر انتخابات رئاسية حقيقية على مدى أكثر من ستين عاما؟

الأسواني كان أيضاً ضمن الملتحقين باجتماع "فيرمونت" الشهير لتكوين جبهة وطنية تتصدى لرغبة المجلس العسكري في فرض شفيق رئيساً، بالتزوير، وكان ضمن الذين سارعوا بتلبية الدعوة للقاء الرئيس مرسي بقصر الاتحادية، احتفالاً بفوزه المستحق.

لكنه الآن، اكتشف فجأة، وبقدرة قادر أيضاً، وجود أدلة كثيرة على تلاعب أجهزة الأمن بالنتائج، ليتحول، من دون أن يدري، إلى متحدث معتبر باسم مزاعم وادعاءات الجنرال أحمد شفيق.
غير أنه يبقى على علاء الأسواني أن يعتذر للجنرال شفيق، قبل أن يردد مقولاته.

أضف تعليقك