• الصلاة القادمة

    العصر 13:46

 
news Image
منذ ثانية واحدة

نشر موقع «هارفارد بزنس ريفيو» مقالًا كتبه «نيل باس ريتشا» يعرض لك ثمانية طرق ستساعدك في زيادة معدل قراءتك. ولعلك تحتاج الإجابة على هذا السؤال أولًا: كم كتابًا تقرأ في العام؟

يقول «نيل» إنه منذ البلوغ كان يقرأ تقريبًا خمسة كتب سنويًّا، وذلك في أفضل حالاته. فقد كان يقرأ كتابين في الإجازة السنوية، كما كانت تقبع عدة كتب على الطاولة بجوار سريره طوال شهور.

إلا أنه تفوق على نفسه، وفوجئ أنه أنهى العام الماضي قراءة 50 كتابًا؛ فكان ذلك دافعًا له ليزيد معدل قراءته ليصل إلى 100 كتاب.

فماذا عن شعوره بعد هذا الكم من الكتب؟ يقول إنه لم يشعر مطلقًا طوال حياته بهذا القدر من الحيوية والإبداع في جميع نواحي حياته، يشعر أنه كشخص صار أكثر تشويقًا، وصار أبًا أفضل، كما تحسنت كتاباته بشكل غير مسبوق.

إلا أنه ندم أنه لم يبدأ بذلك مبكرًا في حياته، لماذا انتظر «نيل» 20 عامًا؟

حسنًا، يقول إن عالمنا اليوم مصممٌ لنمط القراءة السريعة «الكاشطة»، وليس القراءة المتعمقة، لذا تطلب الأمر منه بعض الوقت لتحديد التغيرات بعينها التي زادت من معدل قراءته بتلك السرعة الصاروخية. ويضيف أن أيًّا من التغيرات لم تكن لها علاقة بمعدل سرعة قراءته، فهو في الحقيقية قارئ بطيء إلى حد ما.

ثم يعرض مجموعة من النصائح لتعرف كيف تُأقلِم قراءتك مع حياتك اعتمادًا على السلوكيات التي غيّرها:

1- اجعل القراءة في بيتك «متمركزة»

في عام 1998، أدى «روي باوميستر» وزملاؤه تجربتهم الشهيرة بعنوان «كعكة رقائق الشوكولاتة والفجل»، إذ قَسَّموا الأشخاص عناصر الدراسة إلى مجموعاتٍ، وطلبوا منهم ألا يأكلوا أي شيء خلال الثلاث ساعات قبل التجربة. أعطوا المجموعة الأولى كعكة رقائق الشوكولاتة والفجل، لكن غير مسموح لهم بتناول الكعكة، إنما الفجل فقط. وأعطوا المجموعة الثانية أيضًا كعكة رقائق الشوكولاتة والفجل بحيث يمكنهم تناول أي شيء أرادوه. بينما المجموعة الثالثة لم تعطَ أي أكل على الإطلاق، وبعد ذلك قدم العلماء القائمون على التجربة للمجموعات الثلاثة أحد الألغاز التي من المستحيل حلها، وذلك لمعرفة إلى أي مدى سيستمرون. لم يكن مثيرًا للدهشة أن المجموعة الأولى التي استنفذت جُل طاقتها في محاولة البقاء بعيدًا عن كعكة رقائق الشوكولاتة، استسلمت أولاً.

فما علاقة ذلك بالقراءة؟

فلتفكر قليلاً في وضعك جهاز التلفاز في الصالة الرئيسية بالمنزل، وهو في تلك الحالة يشبه طبق كعكة رقائق الشوكولاتة، إذ تغويك العديد من المغريات التليفزيونية، مما يقلل قوة إرادتك للتعامل مع الكتب.

لذا يرجوك بإجراء تعديل فتضع جهاز التلفاز بعيدًا قليلًا، على أن تثبت مكانه رف كتب على الحائط يكون من اختيارك.

ويروي في ذلك تجربته الشخصية، فقد نقل العام الماضي جهاز التلفزيون الوحيد في منزله إلى الدور التحتي المظلم، وبدلاً منه وضع بالتعاون مع زوجته رفًا للكتب مكانه بجوار الباب الرئيسي للمنزل. يقول إنهم صاروا الآن يمرون بجوار الكتب، يلمسونها عشرات المرات خلال اليوم الواحد، بينما يقبع التليفزيون في سبات عميق في الدور التحتي، لا يتذكره أحد إلا في أوقات بث الموسم الجديد من مسلسلهم المفضل.

2- أعلن التزامك على الملأ

في كتابه المؤثر بعنوان «التأثير: علم نفس الاقناع»، يشارك «روبرت سيالديني» دراسة في علم النفس تظهر أنه بمجرد أن يضع الناس رهاناتهم في حلبة السباق، يكونون واثقين أكثر في فرص فوز أحصنتهم، أكثر من لحظات ما قبل وضع الرهان، ويفسر ذلك بأن الالتزام هو أحد الأسلحة الستة للتأثير الاجتماعي.

لذا.. لماذا لا نفكر في أنفسنا مثل تفكيرنا في أحصنة السباق؟

يقول «نيل» ضع الرهان على القراءة، بفتح حساب على جودريدز أو ريكو، وقم بدعوة عدد من أصدقائك أو زملائك في العمل، وقم بتحديث حسابك كل مرة تقرأ كتابًا، أو قم بتجميع قائمة بريد إلكتروني ترسل عليها استعراضاتك ونقدك للكتب التي قرأتها. ويقول إنه يفعل ذلك كل شهر من خلال نادي الكتاب الخاص به على البريد الإلكتروني.

يذكر أنه سرق هذه الفكرة من الكاتب «رايان هوليداي» الذي حقق كتابه أعلى المبيعات، والذي يمتلك قائمة كتب للقراءة رائعة.

3- جد قوائم جديدة للقراءة موثوقة ومنسقة
تعرض صناعة النشر أكثر من 5000 كتاب سنويًّا، هل لديك الوقت لتتنقل بين 1000 كتاب أسبوعيًّا؟

بالطبع لا يقدر أحد على ذلك، لذلك نستعين بالوكلاء، مثل استعراضات الكتب على موقع أمازون. لكن هل يجب علينا الحصول على قوائم القراءة من موزعي الكتب؟

يقول «نيل» إنك إذا كنت تشبهه، وتحب حائط «المختارات» في المكتبات المستقلة، إذ لا يوجد ما هو أمتع من اقتناء الكتاب المفضل لدى شخصٍ ما.

وهكذا، فإن إيجاد عدد قليل من القوائم الموثوقة والمنسقة بشكل بسيط كالقوائم البريدية التي ذكرها من قبل، المصحوبة بقليل من التمحيص، يمكنها أن تساعدك في العثور على قائمة تتماشى تمامًا مع أذواقك. ويذكر بعض القوائم التي يفضلها شخصيًّا: قائمة بيل جيتس، وديريك شيفرز، وقائمة تيم فيريس، إذ جمع العديد من التوصيات من ضيوف التدوين الصوتي.

4- تغيير عقليتك بشأن التراجع أو الاستسلام
أن تُقلِعَ عن قراءة كتاب وينتابك شعور سيء هي نقرة، لكن أن تقلع عن قراءة كتاب شاعرًا بالفخر نقرة أخرى. كل ما عليك فعله هو أن تغير عقليتك. كل ما عليك فعله هو أن تقول: «أووف! أخيرًا تركت تلك العثرة لافساح المجال للجوهرة التي سأقرأها تاليًا». ولعل أحد المقالات التي تساعدك في الوصول لتلك العقلية مقال لـ«تيم أوربان» بعنوان «ذا تيل إند»، والذي يرسم صورة صادمة عن عدد الكتب التي ما زالت أمامك لتقرأها طوال حياتك.

وبمجرد أن تستوعب العدد، ستود لو تمحو العثرات والحُجُب، كي تصل لواحة القراءات التي تستهويك فعلًا.

فمقابل كل كتاب أنهى «نيل» قراءته، تخلى عن حوالي 3 أو 4 كتب قبله. فهو يقرأ أولاً، أول خمس صفحات قبل شراء الكتاب، يحاول من خلالها اختبار نبرته وسلاسته ولغته، ثم يقرر أن يتركه إذا ما شعر بالحاجة للتوقف في منتصف تلك الصفحات.

5- صم عن الأخبار.. ووجه أموالك للقراءة الحقيقية
يقول «نيل» إنه قام بتسجيل اشتراك في جريدة نيويورك تايمز وخمس مجلات أخرى، ويقوم بتحديث الاشتراكات دائمًا، كما رغب دائمًا في الحصول على بريد إخباري جديد على البريد الإلكتروني، لكن بعد عودته من رحلة إجازة طويلة، انغمس فيها مع الكتب، بدأ يدرك أن طبيعة ذلك النوع من القراءة المختصرة القصيرة كانت تمنعه من القراءة العميقة، لذا ألغى جميع تلك الاشتراكات.

فماذا فعله إلغاء هذا الكم الخبري من المدخلات إلى عقله غير إفراغ جزء من عقله؟

يقول «نيل» إن إلغاء الاشتراكات وَفَّر له أكثر من 500$ سنويًّا. أي ما يعادل 50 كتابًا للعام الواحد.

لربما عليك أن تسأل نفسك: بعد عشرين عامًا من الآن، ماذا تفضل أكثر أن تمتلك مجموعات من كتب قرأتها وتعلمت منها، أم دزينات من أوراق الصحف القديمة!

6- ضاعِف معدل استفادتك من القراءة ثلاثًا
أدرك «نيل» أنه على مدى سنوات طويلة أعتقد أن مكتبته الخاصة لم تكن سوى قطعة فنية تتناغم وسط المزهريات! أما الآن يعتبرها كائنًا ديناميكيًّا دائم التحرك والتغير. إذ صار بإمكانه إضافة ما يقرب من خمسة كتب جديدة إلى المكتبة في غضون أسبوع واحد، والتخلص من ثلاثة أو أربعة كتب.
يقول إنه يأتي بالكتب أحيانًا عن طريق مكتبات الاستعارة في الحي الذي يسكن فيه، أو من محل رائع لبيع الكتب المستعملة، أو من المكتبات المستقلة، أو حتى السلاسل، أو بالطبع من خلال منافذ البيع عن طريق الإنترنت.

بينما عملية خروج الكتب من أرفف مكتبته يكون عن طريق تمريرها لأصدقائه، أو بيعها لمحلات الكتب المستعملة، أو تركهم في المكتبة العامة للاستعارة، تلك الحركة الديناميكية تعني أنه دائم التردد على مكتبته، وليس فقط المرور بجانبها. وبفضل ذلك صار يقرأ أكثر.

7- اقرأ الكتب الورقية
ربما تتعجب لماذا لا تقرأ ببساطة الكتب الإلكترونية على هاتفك الذكي، موفرًا الوقت والجهد المطلوب في الإتيان بكتب والتخلص من غيرها كما ذكر سابقًا! ففي عالم صار كل شيء رقميًّا: الأفلام والفيديو ومجموعات الصور الفوتوغرافية، هناك شيء أساسي يتعلق بامتلاك مجموعة كتب ورقية تنمو ديناميكيًّا في منزلك؛ إذا أردت أن تتعمق، ربما من الجيد أن يكون لديك تمثيل متجسد للتطور والتغير في عقلك بينما تقرأ. فضلًا عن أن معظمنا ينظر إلى الشاشات طوال اليوم، لذا قد يكون البعد عن الشاشات والنظر إلى كتاب حقيقي ورقي في يديك تغييرًا.

8- أعد تطبيق قاعدة الـ10000 خطوة
ذات مرة أخبره صديق قصة لطالما علقت في ذاكرته. يقول إن «ستيفن كينج» نصح الناس بأن يقرأوا حوالي خمس ساعات يوميًّا، وأضاف: «ليس ذلك إلا هراء. فمن الذي يستطيع قراءة خمس ساعات يوميًّا؟» وبعد سنوات، أثناء قضاء عطلته في ماين بصحبة صديقته، كان ذاك الصديق ينتظر دوره في طابور السينما، ولحسن حظه كان في الطابور أمامه «ستيفن كينج» واقفًا يقرأ كتابًا، حتى إنه عندما انتهى الفيلم وأنارت القاعة، سحب كتابه وبدأ يقرأ، حتى أثناء خروجه من القاعة. ربما لم يتحقق الكاتب من صحة هذه الحادثة من «ستيفن كينج» نفسه، إلا أن الشاهد منها أنك يمكنك القراءة أكثر؛ هناك دقائق مخفية مهدرة في ثنايا اليوم الواحد، والتي إجمالًا تساوي دقائق كثيرة، اغتنمها.

بطريقة أو أخرى، يشبه الأمر قاعدة الـ10000 خطوة، كأن تمشي حول السوق، وأن تركن سيارتك في آخر موقف السيارات، وأن تطارد ابنك في المنزل، وفجأة تجد نفسك بلغت الـ10000 خطوة.

وبالمثل القراءة، من قبل كان «نيل» يقرأ خمسة كتب على مدار العام، في أوقات العطلات.

بينما الآن يقرأ طوال الوقت، بضع صفحات هنا وأخرى هناك، يحتفظ دائمًا بكتاب في حقيبته، في الأغلب يقرأ الكتب الواقعية البعيدة عن الخيال في الصباح عندما يكون عقله متيقظًا في حالة استعداد للتعلم، ويحتفظ بالخيال قبل النوم، عندما يتلهف عقله للفرار من الواقع، كما حرص على إنهاء بضع صفات خلال اليوم.

قراءة سعيدة.

أضف تعليقك