كما عودتنا داخلية الانقلاب، والإعلام الانقلابى والأذرع الإعلامية، فى كل الجرائم والانتهاكات التى تمارسها بحق الشعب، والتى أصبحت شبه يومية، أن يخرج علينا أحد الخبراء الأمنيين، مدعيًا بأنها حالات فردية!!
ومن هذه الحالات الفردية النادرة، علاء عابد خبير التعذيب، وأحد جلاوزة الشرطة فى عهد المخلوع، وأحد بلطجية الحزب الوطنى، الذى سافر ليشارك فى مؤتمر فيينا، لمواجهة الأرهاب، وقضايا حقوق الإنسان، بوصفه رئيسا للجنة حقوق الإنسان ببرلمان العسكر.
علاء عابد الذى بدأ حياته ضابطًا للشرطة،بمباحث قسم شرطة الجيزة، ثم رئيسا لمباحث الهرم، ورئيساً لمباحث قسم الصف، ولكنه تمت الإطاحة به من الوزارة، على خلفية أزمة نشبت بينه وبين قيادى كبيرفي وزارة الداخلية، بسبب صراع على تجارة أراضي ومقاولات لأحد مرتزقة الحزب الوطنى، أجبر على إثرها على تقديم استقالته من الوزارة، وأثناء عمله كضباط للمباحث، تورط فى تعذيب مواطن يدعى عماد فخري، حيث علقه في مروحة السقف بمكتبه، لمدة أسبوع كامل من الضرب والتعذيب وبدون طعام ولا ماء، الأمر الذي أصابه بنزيف حاد في المخ، كما تورط فى الاستيلاء على مضبوطات آثار كبيرة، ورفض تسليم الأحراز التى استولى عليها، وفق بلاغ المحاميَين أشرف طلبة وخميس منصور إلى النائب العام السابق، عبدالمجيد محمود بتاريخ 7 مارس 2011، ولكن البلاغ كالعادة حُفظ من دون تحقيق!!
وبعد استقالة عابد من الشرطة، التحق بالحزب الوطنى وقدم رشوة كبيرة بلغت أربعة ملايين جنيها لأمانة الحزب، مقابل ترشحه لانتخابات 2010،وفاز بمقعد العمال في دائرة الصف،وهو صاحب الحادثه المشهوره بالإعتداء علي الموظف سميرمحمود فيصل بالضرب، فى إحدى اللجان لرفضه التزويرله،فى صندوق رقم93 سيدات,والتى تضم شياخات سلامة سالم وعبدالقادر شتيه وكامل عطية,حيث رفض الموظف التزويروتسويد البطاقات لصالح سعد الجمال وعلاء عابد مرشحا الحزب الوطني فى هذه الدائرة!!
وكانت الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان، رصدت تسويد البطاقات الانتخابية في اللجان 995،94،93،592 بلجنة المعهد الأزهري لصالح علاء عابد،فضلاًعن منع مؤيديه لأنصار المنافسين من الإدلاء بأصواتهم دون تدخل من الشرطة، كما رصدت أيضا طردالناخبين خارج لجنتي 53 و54 في مدرسة عرب العاييدة الإعدادية لمدة ساعة، ثم تم استئناف عملية التصويت ولكن في ظل امتلاء الصناديق بالأصوات المزورة لصالح عابد والجمال!!
وفي مركز شباب أبوطماعة لجنة 83 بالصف، قام أنصار عابد بتعنيف رئيس اللجنة، والاعتداء عليه لاعتراضه على طرد الناخبين وتسويد البطاقات لصالح عابد!!
ولكن بعد الانقلاب العسكرى، وعودة رموز الحزب الوطنى ونظام المخلوع إلى الواجهة، عاد علاء عابد إلى برلمان العسكر من بوابة المصريين الأحرار، ثم انتخب بعد ذلك رئيسا للجنة حقوق الإنسان ببرلمان العسكر، ليعاود ممارسة البلطجة مرة أخرى، فقد ذكر عماد الدين محمد، الذى يعمل مشرف أمن بمستشفى الصفا الاستثمارى، أنه وأثناء تواجده في المستشفى، جاء علاء عابد لزيارة والد زوجته فى ساعة متأخرة، وفى وقت غير مخصصٍ للزيارة، لكنه حاول الدخول بالقوة، ولما حاول أن يوضح لـه أن الزيارة ممنوعة فى هذا الوقت حسب التعليمات، أصر على اقتحام المستشفى، وهدد فرد الأمن الموجود فى الخدمة قائلا له: أنا لازم أدخل وإلا هوديك ورا الشمس!!
ويقول فرد الأمن: أنا مكنتش أعرف إن ده رئيس لجنة حقوق الإنسان، وأنا أشعر بالعار إن رئيس لجنة حقوق الإنسان في بلدي لا يعلم شيئا عن حقوق الإنسان!!
وقد حرص برلمان العسكر على الدفع بعلاء عابد للسيطرة على لجنة حقوق الإنسان، حتى لا يكون هناك ضغوط على النظام الانقلابى أو الحكومة أو داخلية الانقلاب، فى ظل الانتهاكات الصارخة فى مجال حقوق الإنسان، والتستر على جرائم داخلية الانقلاب التي تعتبر ذراع النظام الانقلابى في البطش والقمع وتكميم الأفواه، وعدم المطالبة بزيارة السجون والمعتقلات، للوقوف على سلخانات التعذيب فى سجون العسكر!!
على أن تولى علاء عابد، صاحب التاريخ الأسود والسمعة السيئة، فى انتهاك حقوق الإنسان والبلطجة، رئاسة لجنة حقوق الانسان ببرلمان العسكر لم يكن مفاجئا للمصرين فحسب، بل فاجأ الدوائر الغربية فقد كتب الكاتب الأمريكى إيفان هيل مقالا فى صحيفة نيويورك تايمز فى ديسمبر الماضى بعد انتخاب عابد رئيسا للجنة حقوق الإنسان ببرلمان العسكر، عبر فيه عن ذهوله لاختيار مثل هذا الشخص لرئاسة لجنة حقوق الإنسان، واصفا الديمقراطية فى مصر بأنها شكلية. وقام بسرد تاريخ علاء عابد الأسود قائلا: إن وصول عابد لرئاسة لجنة حقوق الإنسان رغم تاريخه الشخصى، يسير بالتوازى مع ثقافة انتهاكات الشرطة والفساد السياسى الذى تصاعد بشدة فى الحياة العامة المصرية، فى الفترة التى سبقت ثورة يناير 2011، وعاد للظهور خلال حكم العسكر، ذلك لم يتهم عابد فى أى قضية، ونفى تورطه فى التعذيب، بل وصف هذه الاتهامات التى أثيرت ضده بالتمييز والحرب الباردة، من أولئك الذين لا يريدون لضابط شرطة سابق قيادة لجنة حقوق الإنسان!!
حتى أن ساويرس والذى يعتبر أحد أعمدة الثورة المضادة، والذى دعم علاء عابد فى انتخابات برلمان العسكر، وأمر منافسه فى انتخابات لجنة حقوق الإنسان بالتنازل له اعترض على الإصرار على اختيار علاء عابد، رئيسًا للجنة حقوق الإنسان بالبرلمان، وهو خبير فى التعذيب وتاريخه معروف!! لكن برلمان العسكر، يصر على الإتيان بشخص مسجل خطر، وصاحب سوابق، ومدان فى قضايا تعذيب، ليجعله ريسا للجنة حقوق الإنسان، ويشارك فى مؤتمر دولى للحديث عن حقوق الإنسان!!
أضف تعليقك