يشجعون الأهلي والزمالك ويتعصبون لهم ويصرخون انفعالا وهم لا يعرفون اللاعبين ولم يجالسوهم ولم يحتكوا بهم ولم يجلسوا مع المدرب ولا يطلعهم المدرب على الخطط مسبقا .
يدفعون الأموال للذهاب للتشجيع من داخل الملعب ويضيعون أصواتهم صراخا وتشجيعا مرددين نفس الهتافات ونفس الشعارات جماعة معا .
ويفرحون لفوزهم حتى أنهم ليحملونهم على الأعناق ويصرخون فى فرح هستيري.
وحين يهزمون أو يلعبون سيئا ربما شتم أحدهم لاعبا أو مدربا لكنه سريعا ما يعود فى نفس المباراة أو مباراة أخرى ليهتف لنفس اللاعب .
يشتم هو وينتقد هو نعم . ولكنه حين يسمع شتما أو انتقادا لفريقه من مشجع الفريق الآخر ينبرى دفاعا وجدالا وتبريرا وربما شجارا فهو يعلم أنه شتان بين من ينتقد انتقاد المحب مثله الذي يتمنى الفوز لفريقه وبين نقد الكاره المبغض الذى يتمنى الهزيمة والخسارة الدائمة للفريق مثل مشجع الفريق الآخر .
ولا يتصور أحدهم نفسه يترك فريقه ويشجع الفريق الآخر مهما حل به من هزائم ومهما أضاع من بطولات ومهما انفعل هو نفسه أحيانا على اللاعبين تأنيبا وتقريعا ولوما وشتما فى أحيان كثيرة .
وتجده بعد كل هزيمة يردد شعارات من قبيل أن الاهلى يجرى فى دمى أو حب الزمالك يجرى فى دمى . كل ذلك وهو فى النهاية مجرد لعب لا أصل له فى شرع ولا دين .
ويستنكرون علينا تعصبنا للإخوان وقد عايشناهم ورأيناهم وفعلنا الخير معهم وأطعنا الله معهم وقلنا أذكار الصباح والمساء معا وحضرنا الليالى الإيمانية معا وسهرنا الليالى نفكر لها معا وكبرنا فيها وكبرت فى داخلنا حتى خالطت اللحم والدم .
يظنوننا حين ننتقد جماعتنا أننا يمكن أن نتخلى عنها . وحين لا تعجبنا طريقة إدارتها أن هذا مبرر لأن نتمادى معهم فى سبها وشتمها . ويتهموننا حين يروننا ننبرى للدفاع عنها حين يرددون الانتقاد الذى نردده وحين ينفعل بعضنا أحيانا على من يتحدث عنها بالسوء يتهموننا أننا منساقين .
ونحن وهم نعلم أنه شتان بين نقد المحب الشفوق الخائف على جماعته وشتم الكاره المبغض الخصم الذى يتمنى لها الهزيمة من كل قلبه .
مات من مشجعيهم اثنان وسبعون هنا واثنان وعشرون هنا ظلما وغدرا فلم يقل أحد من الناس ولا يجوز أن يقول . ايه اللى وداهم هناك ؟؟ ولا أن يقول يستاهلوا .. فقد كانوا أناس مسالمين وإن كانوا خارجين للهتاف للعب .
فى حين هناك من قال يستاهلوا وايه اللى وداهم هناك عن آلاف خرجوا مسالمين فقتلوا مع أنهم خرجوا لما يؤمنوا بصوابه ويعتقدوا بأنه حقهم .
انشأوا ألتراس لتشجيع فرقهم وتأليف الشعارات والدخلات المبتكرة والهتاف بصوت واحد ولحن واحد خلف رجل واحد فلا يستنكر الناس وإنما ينبهرون ويعجبون . مع أنه مجرد لعب .
ويعتبرون من يفعل ذلك بهدف تقدم أمته وجمع شملها خرفانا لاتهم يفعلون نفس الشيء .
لا أقصد هنا مشجعى الكرة على وجه الخصوص وإنما أقصد المجتمع ومفاهيمه وكيله بمكيالين وبعض الإخوان الذين ينساقون لنفس الفهم أحيانا .
إخواني
أضف تعليقك