عوّام طبعا أفضل كثيرا من أبطال العالم فى السباحة .
ويجلس فاروق جعفر لتحليل مباريات الأهلى فيشرح الأهلي تشريحا متحدثا بكلام منطقى عن الكوارث الخططية الفظيعة لمدرب الأهلى .
فإذا لعب الأهلى أمام الفريق الذى كان يدربه فاروق جعفر . يشيل 3 . صفر مستريح .
وحينما تستمع إلى الأخ أحمد حسام ميدو وهو يحلل مباريات ريال مدريد وينتقد بنزيما وكريستيانو رونالدو ويدخل التعديلات على خطط زيدان تتعجب حين تعلم أنه لعب فى توتنهام الأقل شهرة كثيرا من الريال لموسم واحد وأخذ استمارة ستة . وحقق فشلا ذريعا كمدرب فى كل الفرق التى دربها .
ليس هذا انتقاصا من فاروق جعفر ولا غيره ولا من الجالس على الشط فهذه سنة الحياة وطريقة البشر . لا يتحدثون ولا يفكرون كثيرا ولا يحللون ويخططون لحاضرهم ومستقبلهم بقدر ما يحللون ماضيهم ليندموا على ما لم يفعلوه والمكاسب التى أضاعوها والفرص التى لم يستثمروها وهم فى الحقيقة لو يعلمون ماذا كان يحدث لو تحققت تلك الفرص أو المكاسب لربما وجدوا حاضرهم وما حدث بالفعل أفضل كثيرا مما هم نادمين عليه . فلأن القادم غيبا غير مكشوف ويحتمل الكثير من الاحتمالات وردود الأفعال . فإن الكلام فى الماضى الذى أصبح مكشوفا لنا وتحليله أسهل علينا كثيرا .
وقد كنا فى الأسر واللقاءات الإخوانية ينحرف بنا الحديث خارج موضوع اللقاء للحديث حول الفترة أيام عبد الناصر ونضيع وقتا بالساعات . نقيم الأحداث بمنظور أيامنا وبعد أن تكشف لنا ما كشفه الزمان ونلوم الإخوان ونحملهم مسئولية ترك البلد للعسكر وعدم الأخذ بزمام المبادرة والدخول فى معترك الحكم . لينقلب عليهم عبد الناصر الأضعف منهم من وجهة نظرنا أيامها ويذيقهم ويذيق البلد المر . حتى رأينا بأعيننا ما حدث فى هذا الانقلاب لنسمع الآن فينا من يقول العكس .
ما كان للإخوان أن يتهوروا ويرشحوا رئيسا أو يشاركوا فى الثورة من الأساس فهم يعلمون قوة العسكر وما لديهم من سلاح وما لدى الشعب من قلة حيلة أو غير ذلك من الأقوال .
مقيمين ومحللين للأحداث بعد أن رأينا نتائجها وبعد أن علمنا ما كان غيبا وردود الأفعال التى تمت .
ولأننا أيامها لم نكن نعلم الغيب فقد قرأنا الأحداث بسياق أيامها وكانت قراراتها التى ربما لو فعلنا عكسها لكنا نلوم أنفسنا الآن على أننا لم نترشح ولم يكن عندنا الجرأة ولم نأخذ بالمبادرة ولم نستغل الموجة الثورية وخيبنا ثقة الشعب فينا .
كل هذا كان يمكن وأكثر منه أن يقال على الإخوان وكان نفس المحللين العباقرة سيكون أول المحللين القائلين بذلك حين يفوز شفيق ويسلمها للعسكر ويتم القبض على الإخوان بتهمة اختراق سيناء وقتل الثوار والبلطجة و...... دون أن يكون لهم رئيس شرعى كما هو الآن ودون أن يسميه العالم انقلابا كما هو الآن ولا يحق لهم التمترس خلف حقهم المغصوب بالقوة كما هو الآن ...
ناهيك طبعا عن مزايدات الإخوة الليبراليين والثوريين والسلفيين والللتزممنامنتالين الذين كانوا جميعا سيتهمون الإخوان بتسليم الثورة للعسكر .
ليس ذلك دعوة لنسيان الماضى وعدم أخذ العظات والعبر . ولكن ندرس ونحلل ونأخذ العظات دون جلد للذات ودون اتهامات فى النوايا أو الكفاءة ودون أن نفترق على كان المفروض كذا أو كذا . فكلنا كنا نعيش فى البلد بقواها والمزايدين فيها وجيشها ودولتها العميقة والعالم المتربص بها والأهم شعبها الذى كنا نظن فيه أفضل من ذلك . نحلل الفائت ولكن دون عايط فالعايط فى الفايت قلة عقل .
أضف تعليقك