اعتاد الإعلام المصري الموالي لقائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي على توجيه الاتهامات والتطاول على دولة قطر، وذلك لرفضها للانقلاب ومعارضاتها لسياسات السيسي.
وازدادت وتيرة التطاول في الآونة الأخيرة، بسبب فضح قناة الجزيرة القطرية، لفشل حكم العسكر في إدارة البلاد، وعرضها لفيلم "العساكر" الذي عرض ما يعاني منه المجندين المصريين في الجيش المصري من ظلم وقهر وتعذيب، إلا أن النظام القطري كان يفضل عدم الرد على تطاول الانقلابيين، حتى زاد الأمر عن حده، فقررت الرد بطريقتها.
وجاء رد قطر عن طريق تصريح لـ"بن راشد آل خاطر"، وكيل وزارة الاقتصاد والتجارة القطري، حيث أعلن أن قطر ستمنع استقدام المصريين إلى أراضيها بأي نوع تأشيرة.
وقال بن راشد في تدوينة قصيرة على حسابه الرسمي بموقع التدوينات "تويتر"، جاء وقت الحزم، واصفًا حكومة الانقلاب بـ "القذرة"، قائلاً: "قطر صبرت على قذارة الحكومة المصرية كثيرًا وتوجيهها للإعلاميين والآن جاء وقت الحزم زوقوا وبال ماقدمت أيديكم".
إساءات متكررة وتطاول بلا حدود
في حملة ممنهجة ومسيسة، زاد الإعلاميون الموالون لرئيس الانقلاب، عبد الفتاح السيسي، وتيرة هجومهم غير المسبوق، على قطر.
فقد زعم مقدم البرامج أحمد موسى، في برنامجه "على مسؤوليتي" عبر فضائية "صدى البلد"، أن هناك أفلامًا إباحية لعائلات النظام القطري، لكنه لن يذيعها حفاظًا على المشاهدين، مدعيا أن هذه الأفلام منتشرة على "يوتيوب"، وأضاف أن قناة "سي إن إن" الأمريكية عرضت فيلما إباحيا لكنه لن يفعل ذلك برغم وجود تلك الأفلام لهؤلاء الأقزام، وأن أخلاقيات القناة (صدى البلد) تمنعه من بثها، وفق زعمه.
لكن نشطاء علقوا على ادعائه ذلك مؤكدين أنه من قبيل "التهويش"، وأنه لو كان يمتلك مثل هذه الأفلام بالفعل، لما تردد لحظة في عرضها.
وهاجم قطر بالقول: "ليس لديها جيش، ولكن مجموعة من المرتزقة والميليشيات من عدة دول أخرى".
وأضاف ساخرا: "عدد العاملين في القناة "يقصد "الجزيرة"" أكبر من عدد الجيش القطري، وقوات الجوية لديهم 3 طائرات واستك، وتقريبا عندهم بدل الدبابات جمال، والقوات البحرية زوارق".
ومن جهتها، شنت مليشيات السيسي الإلكترونية، هجوما كاسحًا على قطر، ودشنت، بموقع التدوينات القصيرة، وسما بعنوان "جيش الموز وتميم الأراجوز"، ووسمًا ثانيًا بعنوان "الجزيرة_تحت_بيادة الجيش_المصري".
وأطلق كل إعلامي موال للسيسي وسمًا خاصا به، فأطلق أحمد موسى وسما تحت اسم "هنضرب تميم بالجزمة"، وأطلقت لميس الحديدي وسم "دولا عساكر مصريين".
ومن جهته، أعلن مصطفى بكري، التقدم ببيان عاجل إلى البرلمان ووزارة الخارجية عن الأسباب التي تدفع لاستمرار السفارة القطرية بالعمل في القاهرة.
وخصص إعلاميو السيسي جانبًا كبيرًا من هجومهم الموجه إلى الجيش القطري، حيث قال عمرو أديب: "التجنيد في مصر إجباري عشان جيش مصر بيحمي العرب كلهم مش مصر بس.. و"الجزيرة" متقدرش تعمل فيلم مسيء عن الجيش التركي أو الإسرائيلي".
واستطرد ساخرًا: "جيش قطر حوالي 11 ألف جندي مشاة.. يعني محمد بيه بتاع قسم الهرم عنده جنود أكتر من الجيش القطري مرتين".
قطر ترد
توالت ردود المسؤولين القطريين على إساءات إعلام السيسي، حيث استنكر، الكاتب الصحفي "عبد الله العذبة" - رئيس تحرير جريدة العرب القطرية - التطاول على أمير دولة قطر.
وكتب "العذبة" عبر حسابه الرسمي على موقع التدوينات القصيرة "تويتر" في سبتمبر الماضي تغريدة قال فيها "الإعلام السيسي يتطاول على أمير قطر لأن الشيخ تميم بن حمد أمير البلاد رفض لقاء السيسي في نيويورك".
ووصف "العذبة" الإعلام المصري بقوله: "إعلام بلطجي بلا أخلاق وأحمق جدا يا إخوان".
وكان أمير قطر قد رفض طلبا تقدمت به سلطات الانقلاب في سبتمبر الماضي لإجراء لقاء بينه وبين عبدالفتاح السيسي على هامش اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وكان آخر الردود هو تصريح بن راشد ال خاطر، عن وقف استقدام العمالة المصرية لقطر.
يأتي دولة قطر في المركز الخامس من حيث عدد العمالة المصرية، تسبقها السعودية التي تتصدر القائمة، ثم الكويت فالأردن ثم الإمارات العربية المتحدة، وتقدر العمالة المصرية بقطر بحوالي 150 ألف مواطن.
ويشكو المصريون العاملون بقطر من أن ما يفعله إعلام الانقلاب يهدد آلاف الأسر بفقدان مصدر رزقها إذا ما قررت الحكومة القطرية إلغاء تصاريح العمالة المصرية.
أضف تعليقك