• الصلاة القادمة

    العصر 13:46

 
news Image
منذ ثانيتين


سادت حالة من الرضا بين السلطة في مصر والكيان الصهيوني"، منذ انقلاب 2013، ووصف السيسي، من منصة الجمعية العامة الأمم المتحدة، في 20 سبتمبر 2016، السلام المصري الإسرائيلي بـ"التجربة الرائعة"، وفي مايو الماضي، قال السيسي إن تحقيق سلام دائم بين الفلسطينيين و"إسرائيل" سيتيح إقامة "سلام أكثر دفئا" بين القاهرة وتل أبيب.
السيسي ساعدنا في عزلة جماس
خلال حفل اﻹفطار الذي أقامته سفارة الاحتلال الصهيوني في القاهرة، شهر رمضان الماضي، ودعت عشرات المصريين لحضوره، لكن غالبية الحاضرين كانوا من موظفي السفارة، أعرب سفير دولة الاحتلال حاييم كوريين -الذي عين في منصبه عام 2014- عن سعادته بالتعاون القائم حاليا بين بلاده ومصر، وقال: "هذا من أفضل أوقات التعاون بين مصر وإسرائيل .. هناك تعاون جيد بين الجيشين، ولدينا تفاهمات حول سيناء".
وأضاف كوريين: "وبعد عقود من الحروب جاءت سنوات من السلام غير المستقر، برزت فيه إسرائيل كحليف سري للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، بجانب السعودية، وغيرها من دول الخليج"، وتابع: "الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي يحظى بدعم كبير من دول الخليج، ساعد إسرائيل في زيادة عزلة حماس التي تسيطر على قطاع غزة الواقع بين مصر وإسرائيل، بعدما كانت علاقتها وثيقة بالرئيس المصري السابق محمد مرسي".
تصريحات السفير الإسرائيلي لم تكن الأولى، وبالطبع لم تكن الأخيرة، صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" قدمت الشكر أيضًا لقائد الانقلاب عبدالفتاح السيسي، وأعلنت عن إحباط سلطات الانقلاب خطة مشجعين مصريين للاعتداء على المدرب الإسرائيلي لفريق غانا، أفرام جرانت، أثناء مباراة مصر وغانا في تصفيات كأس العالم للقارة الإفريقية بالإسكندرية، يوم 13 نوفمبر القادم.

-أهم معجزة حدثت لإسرائيل
في 8 مارس 2015، اعتبر أبرز حاخامات المستوطنين اليهود في الضفة الغربية أن الأحداث الأخيرة الذي نفذها عبدالفتاح السيسي قد مثل بالنسبة لإسرائيل أهم "معجزة" في العقود الأخيرة، وقال الحاخام يوئيل بن نون، الذي يعد أهم مرجعيات التيار الديني الصهيوني أن أحداث 30 يونيو منع تحول مصر إلى عدو، مشددًا على أن استمرار حكم الرئيس السابق محمد مرسي كان يمكن أن يشكل مصدر إسناد خطير لحركة حماس وحركات المقاومة الفلسطينية الأخرى.
وفي مقال نشره موقع صحيفة "ميكور ريشون" اليمينية، أوضح "بن نون" أنه لولا 30/6 لتحولت سيناء إلى ساحة لإطلاق الصواريخ بعيدة المدى على العمق الإسرائيلي، ولضاعفت حركة حماس من مخزونها من الصواريخ، وشدد "بن نون" على أن التعاون الأمني بين إسرائيل ومصر تعاظم في عهد السيسي بشكل غير مسبوق، سيما في أعقاب الحرب الإسرائيلية على غزة.
وأشاد بن نون بشن الأمن تحت إمرة السيسي حربًا لا هوادة فيها ضد التنظيمات "الإسلامية" في سيناء ونجاحه في وقف عمليات تهريب السلاح للمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، ناهيك عن قرار القضاء اعتبار حركة حماس حركة “إرهابية”، وذكر بن نون أن إسرائيل لعبت دورًا حاسمًا في إقناع الولايات المتحدة بالتعامل مع نظام السيسي، منوهًا إلى أن نتنياهو شخصيًا نجح في إقناع الإدارة الأمريكية في إرساء قواعد للتعاون بين واشنطن والقاهرة.
-احذر حراسك
في 26 ديسمبر 2015، حذر الحاخام الإسرائيلي المثير للجدل “نير بن آرتسي” عبدالفتاح السيسي من تعرضه لمحاولة اغتيال وشيكة، لكنه دعا السيسي هذه المرة للتحقق من حراسه الشخصيين، وألا يثق في أحد ممن حوله، جاء ذلك ضمن العظة الأسبوعية للحاخام “بن آرتسي” التي ينتظرها الآلاف من أتباعه داخل إسرائيل، ويتوقع خلالها أحداثًا يرى أنها ستحدث في إسرائيل والغرب وعدد من الدول العربية والإسلامية.
اللافت أن "بن آرتسي" كان قد توقع الإطاحة بنظام الإخوان المسلمين في مصر وعزل الرئيس السابق محمد مرسي أثناء وجوده في الحكم، كما سبق وتوقع هجمات 11 سبتمبر التي استهدفت الولايات المتحدة الأمريكية.
-مبادرة السيسي للسلام
قال الإعلامي عمرو أديب، إنه صدر بيان من الحاخامات اليهودية في "إسرائيل" ترحب بمبادرة السيسي للسلام، لافتًا إلى أن هؤلاء لديهم من القوة في المجتمع الإسرائيلي تجعلهم أقوى من الحكومة الإسرائيلية نفسها، وأضاف "أديب"، خلال تقديمه برنامج "القاهرة اليوم"، المذاع على فضائية "اليوم"، أن هؤلاء الحاخامات لا يهمهم قبول أو رفض مبادرة السيسي ولكنهم مقتنعون بتلك المبادرة لأن وجودها ذو أهمية لهم، مؤكدًا أن مبادرة السيسي للسلام صعبة جدًا.
-تعاون عسكري
وفي 21 أغسطس الماضي، امتدح وزير الداخلية الإسرائيلي أرييه درعي السيسي، ونقلت عنه صحيفة معاريف قوله: "إن السيسي شدد الحراسة على الحدود مع إسرائيل، وأقام سياجا أمنيا على الحدود الجنوبية، ويبذل جهودا واسعة لمنع اختراق المتسللين الأفارقة". كما أشاد بقتل الأمن المصري عشرات من المتسللين، واعتقال 70 آخرين، وأكد أنه "بعد جهود السيسي لم يدخل إسرائيل سوى 18 متسللا فقط".
-يوم تاريخي لـ"إسرائيل"
وقدمت "إسرائيل" الشكر لسلطات الانقلاب في 30 أكتوبر 2015، بعد أن صوت مندوب مصر لصالح منح "إسرائيل" العضوية الكاملة في لجنة الاستخدامات السلمية للفضاء الخارجي في الأمم المتحدة، ووصفت صحيفة "معاريف" تصويت الانقلاب لصالح "إسرائيل" بـ"السابقة الأولى من نوعها"، واعتبرت أن "ما حدث هو يوم تاريخي".
كما وجه وزير الدفاع الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، الشكر لقائد الانقلاب ووزير خارجيته سامح شكري لتصويت مصر لصالح "إسرائيل" ودعمها للفوز برئاسة اللجنة القانونية في الأمم المتحدة، في 14 حزيران/ يونيو الماضي، وهي المرة الأولى التي تتولى فيها "إسرائيل" رئاسة واحدة من اللجان الدائمة الست للمنظمة الدولية منذ انضمامها لها عام 1949.
-كنز استراتيجي
ووصف المسؤول الأمني الإسرائيلي، عاموس جلعاد، في 9 يونيو 2015، انقلاب السيسي على الرئيس محمد مرسي بـ"معجزة لإسرائيل"، ووصفه بـ"الكنز الاستراتيجي لإسرائيل"، وهو المصطلح الذي استخدمه الوزير الإسرائيلي بنيامين بن إليعازر في وصف الرئيس المخلوع حسني مبارك.
وقال جلعاد: "لم يكن لنا ولا في أكثر الأحلام وردية أن نتوقع أن يهب جنرال ويخلصنا ويخلص المنطقة من حكم الإخوان المسلمين". وأضاف، متحدثا عن السيسي: "رجل أفعال في كل ما يتعلق بالحرب على الإسلاميين"، مؤكدا أن "صعود السيسي أبطل سيناريو الرعب الذي فزعت منه تل أبيب، من أن يقدم الإخوان على إلغاء اتفاقية كامب ديفيد".
-جنازة بيريز
إثر مشاركة وزير خارجية مصر، سامح شكري، في جنازة الرئيس الإسرائيلي الراحل شيمون بيريز، الذي أظهرته لقطات مصورة من الجنازة في حالة حزن تام، قدمت السفارة الإسرائيلية بالقاهرة، في 8 أكتوبر الماضي، الشكر له ولكل المصريين الذين شاركوا في الجنازة.
-إدماج "إسرائيل" بالمنطقة العربية
نشر معهد دراسات الأمن القومي التابع لجامعة تل أبيب دراسة جديدة في الأيام الأخيرة عن "النظرة المصرية تجاه الشرق الأوسط الجديد"، مشيرا إلى أن الخطوات المصرية الأخيرة تجاه تل أبيب تشي بسعي مصري إلى إدماج إسرائيل بالمنطقة العربية.
وقال معد الدراسة الأكاديمي الإسرائيلي أوفير فينتر إن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أعلن في خطابه يوم 17 مايو الماضي أن علاقات مصر وإسرائيل في طريقها لأن تكون أكثر حميمية إذا تمّ حل القضية الفلسطينية، ويشير فيتر في دراسته إلى أن مبادرة السيسي الأخيرة للتعاون الإقليمي تمثل نقطة فارقة في السياسة الإستراتيجية للمنطقة، وهي تشكل اختراقا للصراع العربي الإسرائيلي تمهيدا لحل القضية الفلسطينية، بحيث تصبح إسرائيل جزءا من محور إقليمي يضم مصر وعددا من الدول العربية الأخرى.
ويؤكد فينتر -وهو متخصص في شؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وخبير في قضايا الأردن ومصر- أن مصر تقدمت ببعض الخطوات لتحسين علاقاتها مع إسرائيل تمهيدا للتطور في الترتيبات الفلسطينية الإسرائيلية، مشيرا إلى أن الرغبة الحالية لمصر بالوصول إلى سلام ساخن مع إسرائيل مرتبطة بالوضع الجيوسياسي الجديد الذي يجد السيسي فيه نفسه.

أضف تعليقك