• الصلاة القادمة

    الفجر 04:23

 
news Image
منذ ثانية واحدة

طرح "عبد الباري عطوان" في مقال له بصحيفة "رأي اليوم" خطة إنقاذ عاجل لمصر من "الخراب المستعجل" الذي ينتظرها ويبدو في الأفق حسب وصفه! 

"عبد البارى عطوان" ومن خلال صحيفة رأى اليوم، يقوم دائما بامتداح حسن نصر الله، والجيش العربي السوري وبشار الأسد وغيرهم، بعدما كان يناصر الثورة والثوار !

وها هو اليوم يغازل النظام النصيري الطائفي، وحزب اللات، بما يوضح أنه تلقى مزيدا من الدعم الأسدي، ليتحول من مثقف قومي يناصر قضايا الشعوب العربية، إلى أحد خدام سلطة غاشمة، تقتل الشعب بالأسلحة المحرمة دوليا، كما هو القومجية الناصرية من أمثال هيكل وصباحي الذين تزعموا إعلام الثورة المضادة فى مصر والانقلاب على الديمقراطية وهللوا وطبلوا لحكم العسكر ! 

وكأن عطوان أصابه الحول فلم يعد يفكر فى نصف مليون شهيد قضوا ببراميل النظام المتفجرة، وسلاحه الكيماوي، وأكثر من عشر ملايين مشرد فى دول الجوار وغيرها، وآلاف المعتقلين فى سجون النظام النصيري!

واليوم عبد البارى عطوان يتباكى على النظام الانقلابي ويحاول أن يضع خطة لإنقاذه، ويظهر حزنه وأسفه لما كتبته مجلة “الايكونومست” البريطانية، للحديث عن الأوضاع السياسية والاقتصادية في مصر، تحت عنوان خراب مصر، لكنها الحقيقة يا عطوان، أن يصل سعر الدولار إلى سبعة عشر جنيها وكيلو السكر إلى اثني عشر جنيها، ويقوم الشباب بالهجرة والغرق فى البحر، وإشعال النار فى نفسه، فى الوقت الذي يبنى فيه النظام الانقلابي عشرات السجون والمعتقلات فما الصدمة فى ذلك يا عطوان؟

الآن يا عطوان الأزمات في كل شيء، والطوابير في كل مكان، حتى قالوا: أن أحد المجانين نظر إلى هذه الطوابيير، فقال سبحان الله: هؤلاء رفضوا أن يقفوا لله طوابيير بالعرض يقصد: وقوفهم بين يدي الله في المساجد والزوايا، فأوقفهم الجوع، طوابيير بالطول أمام المخابز، ومستودعات الغاز، وحول سيارات القمامة، للحصول على كيس سكر، أو كيس أرز! 

ثم يقول عطوان: أنه كتبت عليه الأقدار أن يعيش سنوات ما بعد النكسة، من حكم الزعيم الملهم وبداية حكم السادات، ولكنه راح يمتدح العهد الناصري على طريقة صباحي قائلا: في زمن عبد الناصر كان كل شيء في مصر من صنع أبنائها، ابتداء من معجون الأسنان، وانتهاء بالسيارات والحافلات، فالجميع يرتدي الملابس القطنية والصوفية المصرية، وينتعل الأحذية المصنعة محليا، وكانت البضائع المستوردة محصورة في شارع جانبي صغير، اسمه شارع الشواربي، لا يزيد طوله عن 50 مترا ويضم “بوتيكات” صغيرة تعرض بعض الملابس المستوردة بطريقة سرية خوفا من المصادرة!

ولا أدرى من أين أتى عطوان بهذه الأحجية على طريقة الجدات وكان يا ما كان ! ثم من قال أن سنوات عبد الناصر كانت سنوات رخاء ونعيم، والشعب المصري لم يعرف الرخاء، منذ أن استولى العسكر على حكم البلاد بعد انقلاب 1952 ! 

ثم يقول عطوان: لا ننفي أن عهد الرئيس عبد الناصر اتسم ببعض السلبيات، وأبرزها مصادرة بعض الحريات، ووجود بعض حالات الفساد في أوساط بعض الضباط والفئة المحيطة بالنظام، ولكن الشعب المصري كان يعيش حالة من الرخاء، والهيبة، والكرامة، وعزة النفس، والاستقلال الحقيقي، فالتعليم كان أفضل، والجامعات المصرية تتصدر المقدمة مع مثيلاتها، ومعظم الطلاب العرب والأفارقة يدرسون فيها، والمرضى يحجون إلى مستشفياتها من دول الخليج والمغرب العربي طلبا للعلاج! ولكن عهد عبد الناصر يا عطوان لم "يتسم ببعض السلبيات" فقط كما زعمت، بل هي جرائم، وفضائح، وهزائم، وعهر، أدى إلى ما نحن فيه الآن من ضياع لأمة كاملة!

وفي ظل الحكم الناصري، رأينا مأساة كمشيش وكرداسة وامتهان حرية المصريين والحكم بالحديد والنار، فى ظل حكم شمولي دكتاتوري، فعبد الناصر كان يتصرف فى مصر كأنها عزبة ورثها !

ويقول: أن الرئيس عبد الناصر مات دون أن يملك بيتا أو رصيدا في البنك، أو حتى ما يورثه لأولاده! ونريد أن نسأل عطوان عن الطفل المعجزة أشرف مروان وزوج البنت المدللة لعبد الناصر والذي كون ثروته أثناء فترة الحكم الناصري، ثم من تجارة السلاح والجاسوسية للموساد الإسرائيلي! ولماذا لا يقر عطوان ويعترف بأن الانقلاب العسكري هو السبب فى خراب البلاد وانهيارها اقتصاديا وسياسيا وإداريا وسطوة العسكر وسيطرتهم على مقدرات الشعب ! 

ألا يعرف عطوان أن زعيم عصابة الانقلاب لا يجيد سوى الخطب العاطفية مثل: إن الجنة لم تُخلق للمسلمين وحدهم، بل خُلقت للمسلمين وغير المسلمين للتزلف للكنيسة، ويقسم بالله أنه لو ينفع يتباع لتباع، أو أن ثلاجته بقيت عشر سنوات لا يوجد بها سوى الماء ولم يشتكِ لأحد، وغير ذلك من الكلام العاطفي الذي لا يقدم ولا يؤخر! وهو الذي لم يفتأ يهين المسلمين ويتهمهم بالتطرف، وأنهم يسيئون فهم الإسلام الحقيقي، فالدين يحميه روحه وجوهره وليس البشر، فالبشر يأخذون تعاليم الدين ويتجهون بها نحو اليمين أو اليسار! وأن الدين الإسلامي الحقيقي يمنح حرية لجميع الناس ليؤمنوا أو لا، فالإسلام لم يدعُ قط لقتل الآخرين الذين لم يؤمنوا به، كما لم يقل إن للمسلمين الحق في إملاء معتقداتهم على العالم، ولم يقل إن المسلمين فقط هم من سيدخلون الجنة وسيلقى غيرهم في الجحيم! وأن هناك نصوصًا دينية تتعارض مع الدنيا، كما أن مليار مسلم يريدون قتل باقي سكان العالم لكي يعيشوا وحدهم، نحن بحاجة لثورة دينية ! ولم يكتف بذلك، بل يعلن فى كل مناسبة بضرورة تطوير الخطاب الديني، وتنقية المناهج الدراسية من الأفكار المتطرفة، وما يتبع ذلك من محاولات طمس الهوية!

أضف تعليقك