• الصلاة القادمة

    الفجر 04:23

 
news Image
منذ ثانية واحدة

أثار مقطع فيديو، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لمديرة مدرسة تقنع التلاميذ أثناء الطابور الصباحي بضرورة التخلي عن "الشيكولاتة والعسلية" دعمًا لسلطات الانقلاب باسم مصر.

وأظهر الفيديو الطلبة وهم يرددون كلمات المديرة كهتاف : "علشان مصر تبقى قوية ..هنستغنى عن الشيكولاتة والعسلية" باللغتين العربية والإنجليزية، وظهر الطلاب وهم يحملون لافتات وأعلام، وذلك بجانب إذاعة أغان وطنية من خلال مكبرات صوت.

 

 

 

 

تعذيب الطلاب في عهد الانقلاب

 

منذ الانقلاب الذي وقع عام 2013، انحدر مستوى التعليم في مصر انحدارًا بالغًا، ومنذ اللحظة الأولى عقب حلف الدكتور الهلالى الشربينى اليمين الدستورية وزيرًا للتربية والتعليم فى حكومة شريف إسماعيل، فى 19 سبتمبر 2015، والأوضاع تزداد سوءًا، الإهمال والمخالفات تضرب معظم المدارس، بعضها تحول إلى قاعات أفراح، والبعض الآخر زادت به حالات العنف ضد الطلاب، فضلاً عن عدم امتلاك الوزير الجديد رؤية لتطوير العملية التعليمية.

 

ويستمر مسلسل الإهمال فى المدارس الحكومية والخاصة، وكان أبرزها ما رصدته وسائل الإعلام من إجبار إحدى المدارس بمحافظة السويس للتلاميذ على حمل مواد البناء من الرمال والطوب، ليس ذلك فحسب بل واعتراف مسئولى المدرسة بالواقعة، معللين تلك الفعلة بالنشاط المدرسى، وسط غياب تام للرقابة من جانب المسئولين، ما يجعل الهروب الجماعى لتلاميذ هذه المدارس وغيرها نتيجة طبيعية للسياسات الفاشلة من القائمين على المنظومة.

 

واقعة أخرى شهدتها إحدى المدارس التابعة لإدارة بسيون التعليمية فى محافة الغربية، عقب سقوط إحدى مراوح السقف على رأس تلميذ بالفصل، وإصابته بجروح قطعية فى الرأس، فما كان من الوزارة إلا إصدار بيان بإحالة مسئول الصيانة للتحقيق، أما الواقعة الأبرز فكانت إقامة حفل زفاف داخل إحدى المدارس فى دمياط، مروراً بوقائع الضرب المبرح لتلاميذ المدارس والذى يسبب عاهات مستديمة، منها ما يقع بسبب ابتزاز الطلاب بسبب الدروس الخصوصية، ومنها ما يحدث بسبب عنف المدرسين أنفسهم وغياب ثقافة التعامل القويم مع التلاميذ فى هذه السن.

 

وتعددت مظاهر تعذيب طلاب المدارس في عهد الانقلاب، وذلك عندما دخل الوزير فى معركة "خاسرة" مع طلاب الثانوية العامة، تمثلت فى إصداره قرارًا بتخصيص عشر درجات للحضور والانضباط لطلاب الثانوية العامة، وهو ما رفضه الطلاب وأولياء الأمور، الذين خرجوا فى مظاهرات بمحافظات الجمهورية احتجاجًا على قرار الوزير، والذى لم يجد سبيلاً إلا إلغاء القرار لتهدئة الشارع.

 

وظهر الفشل الذريع وغياب الرؤية، متمثلاً فى الإخفاقات المتتالية منذ اللحظة الأولى لانطلاق امتحانات الثانوية العامة، والتى كانت بمثابة انتصار لصفحات الغش الإلكترونى على وزارة التعليم، حيث اضطرت الوزارة لإلغاء بعض الامتحانات وتأجيلها لإشعار آخر، معترفة اعترافًا صريحًا بالفشل فى إدارة المنظومة.

 

التقشف يصل التعليم

 

يسعى قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي، دائمًا لإقناع المصريين بالتنازل عن الطعام والشراب من خلال الإعلام الموالي له، ومن خلال تصريحاته التي كان آخرها: "إن ثلاجته ظلت عشر سنوات خاوية من أي طعام سوى المياه فقط"، وهو ما يبشر المصريين دائما بالفقر والجوع قائلا لهم: "احنا ما نأكلش ونجوع من أجل الحفاظ على الدولة"،على حد قوله.

 

وفي فبراير الماضي، دعا وزير التربية والتعليم، جميع العاملين بالوزارة والمديريات والادارات التعليمية والمدارس إلى التقشف، وذلك بعد أن قام بالغاء مكافأة الامتحانات، التي كان ينتظرها المعلمون مع نهاية العام، وصرح الشربيني أنه لاتراجع عن الغاء المكافأة، وأنها كانت تصرف لجميع العاملين بالوزارة بدون وجه حق وتكلف الدولة مليارات الجنيهات سنويًا.

 

وأشار الوزير إلى أن الظروف الاقتصادية الآن تجبر الجميع على التقشف وتوفير النفقات حتى تمر مصر المحنة الاقتصادية الحالية بسلام

 

فيما اعترض بعض مديري المديريات التعليمية على القرار، مؤكدين أنه سوف يسبب أزمة كبرى بالمنظومة التعليمية.

 

ولكن مطالبة التلاميذ الصغار بالتقشف أثارت استياء الكثيرين، فكيف يمكن وصول الموالين للانقلاب لهذه الدرجة من الانحطاط، حتى يطلبوا من الأطفال التخلي عن أبسط مايسعدهم، من أجل مساندة حكم العسكر.

 

وسخر العديد من المدونين والمغردين من مقطع الفيديو من خلال صفحاتهم الشخصية، وعلى رأسهم مؤيدون للانقلاب، الذين وصفوا الأمر بالاستخفاف بعقول الصغار وكأن الاستغناء عن الشيكولاتة والعسلية، هو من سيجعل مصر قوية.

أضف تعليقك